بلدي نيوز – (هبة محمد )
نقلت المعارضة الإيرانية عن مصادر سياسية روسية، تأكديها بأن الأخيرة تملك "قائمة موثّقة تضم 52 وحدة عسكرية غير نظامية "ميليشيا" تخضع لسيطرة حكومة طهران في سوريا"، وأشارت إلى أن هذه الوحدات لا تدار بشكل مركزي، بل إن إداراتها متعددة ومختلفة، لكن بينها وجهات نظر متقاربة فقط.
ونقلت المعارضة عن المصادر قولها، إن هذه الفصائل التابعة لإيران تقاتل في مختلف مناطق سوريا، و"لا تحظى بأي استحسان أو قبول روسي على المستوى الشعبي والإعلامي"، لكن "السياسة الروسية لا تضعها في أولوياتها في هذه الفترة".
وفي تعليقه على الخبر، قال المحلل السياسي والمعارض السوري، محمد بلال، إن "المد الشيعي أخذ زخما كبيرا في عهد بشار الأسد، وتحولت حالة التشيّع تدريجيّاً من التوجه المذهبيّ إلى حالة سياسيّة وأمنيّة متغلغلة في أعماق المجتمع السوري، خصوصاً مع تزايد التحدّيات التي واجهت النظام، والتي دفعته إلى الاعتماد المتزايد على عناصر إيرانيين وعراقيين شيعة وقوات حزب الله اللبناني بمساعدة حكومة طهران".
وأضاف بلال في حديثه لبلدي نيوز، أن " نفوذ الفصائل العراقية الطائفية وتوسع دائرة انتشارها وتمكن رجالاتها من التغلغل داخل المجتمعات السورية وهي تابعة لإيران تزايد، وسط مخاوف شعبية محلية من تزايد الضغوط على الأكثرية السنية، لإحداث تغيير ديموغرافي على أسس وتوجهات طائفية، تعقد الحالة السورية أكثر فأكثر".
وكانت صحيفة "الغارديان" البريطانية كشفت في تقرير لها، عن دور حكومة طهران وقواتها العسكرية والميليشيات العراقية واللبنانية التابعة لها، في تنفيذ مخطط التغيير الديموغرافي الذي تقوده ايران على الأراضي السورية، للوصول الى خريطة جديدة للرقعة الجغرافية السورية.
ويأتي هذا التغيير ضمن سوريا المفيدة التي تحدث عنها رأس النظام بشار الأسد في خطابه أمام المواليين له، حين قال في منتصف شهر تموز/يوليو 2015، إن سوريا لمن يدافع عنها أيا كانت جنسيته، شاكرا الدول التي وقفت الى جانبه في حربه ضد الشعب السوري، ولا سيما إيران وميليشيا حزب الله اللبناني، والقوات الرديفة الأخرى من المرتزقة العرب والآسيويين، وغيرهم من مرتزقة العالم.
التغيير الديموغرافي يتم بحسب رأي الصحيفة البريطانية، عبر طرد الأهالي من منازلهم ومناطقهم وأراضيهم، وإحراق مكاتب السجل العقاري، وأي أوراق تثبت ملكيتهم للمنازل والأراضي، وإحلال عائلات المقاتلين الشيعة في هذه المناطق، بعد إعادة تأهيلها، ومنح السكان الجدد الجنسية السورية.
وأشارت الغارديان إلى محاولة الأهالي في المحافظات السورية العودة إلى مناطقهم وبلداتهم، ووقوف نظام الأسد أمام حقهم في ذلك، مستندا الى عدم حوزتهم على الأوراق الثبوتية اللازمة لإثبات ملكيتهم، أما هدف الإيرانيين، بحسب الصحيفة، فهو خلق مناطق نفوذ يمكنهم حكمها، إضافة إلى خلق امتداد جغرافي لهم مع لبنان، وإجراء فصل طائفي تام.