"بحافلات حلب"مدينة ألمانية تدافع عن اللاجئين(صور) - It's Over 9000!

"بحافلات حلب"مدينة ألمانية تدافع عن اللاجئين(صور)

بلدي نيوز – (متابعات)
أقيم هيكلٌ لنصب جديد في مدينة درسدن الواقعة في الجزء الشرفي من ألمانيا، الثلاثاء الماضي، تحت اسم Monument (نُصَب)، يعيد تجسيد واحدة من أكثر الصور السريالية التي انبثقت من رماد الحرب التي يشنها نظام الأسد وحلفاؤه على الشعب السوري، والنصب عبارة عن ثلاث حافلات منتصبة عمودياً في شارع من شوارع حلب، استُخدمت لتكون متراساً للاحتماء من نيران القناصة.


والهيكل من تصميم الفنان الألماني السوري مناف حلبوني (32 عاماً)، ويأتي نصبه أمام كنيسة فراونكيرش (Frauenkirche) الشهيرة قبل أسبوع واحد فقط من الذكرى السنوية الـ72 لبدء غارات الحلفاء الجوية عام 1945 التي أنزلت بالمدينة الويلات والحمم، لتخلف وراءها 25 ألفاً من القتلى، معظمهم مدنيون، حسب "هافينتعغون بوست عربي".
لكن هذه الباصات يرى فيها بعض أهالي "درسدن" استفزازاً، ووسيلة لمنع مسيرات الاحتجاج التي نظمتها حركة بيغيدا المعادية للإسلام، والتي استخدمت ساحة نيوماركت، المواجهة للكنيسة، لتكون نقطة التقاء وتجمهر لهم.


فقد أصدر الفرع المحلي لحزب ألمانيا اليميني الشعبوي "البديل من أجل ألمانيا" (AFD) بياناً استنكر فيه عمل "حلبوني" الفني ووصفه بـ"انتهاك الحرية الفنية" عن عمد ونية؛ من أجل "لجم مواطني "درسدن" والدفع بحركة بيغيدا إلى المتاريس وطمس رمز إحياء مدينة درسدن المركزي بعد الوحدة بقطع غيار من حديد".
وكان تدشين الصرح الرسمي ، قد أدى إلى مشاهد من الاضطراب في مركز المدينة عندما تجمهر حشد المحتجين مع حشد المؤيدين الواقفين بأعداد كبيرة أمام العمل الفني؛ حتى إن الخطاب الذي ألقاه عمدة المدينة ديرك هيلبرت غطت عليه أصوات وصيحات الجمهور المستاء "إليك عنا!".
أما "حلبوني" الذي استنكر بيان "البديل من أجل ألمانيا" ووصمه بـ"المتجوّل الذي لا جذور له"، فله صلة وثيقة بدرسدن؛ حيث أن أباه السوري التقى أمه الألمانية هناك فيما كان يدرس الهندسة المعمارية بجامعة المدينة، وانتقل الزوجان معاً إلى دمشق عام 1979 وهناك أبصرت عينا "حلبوني" النور، غير أنه كثيراً ما تردد على ألمانيا بزيارات في صباه، وله ذكريات طفولة في كنيسة Frauenkirche عندما كانت ما تزال أنقاضاً، ومنذ عام 2009 و"حلبوني" يتخذ من كلية الفنون الجميلة بالمدينة مقراً له.
رداً على هجوم حزب "البديل من أجل ألمانيا"، قال الفنان بطريقة غير مباشرة لعل نقاده على صواب بقوله: "إنني بلا جذور، بمعنى أن الحرب الغاصبة سرقت مني طفولتي بقتلها وتشريدها أصدقاء شبابي حول أصقاع العالم. ومنذ ذلك الحين، صرت أشعر كأني في وضع انتقالي؛ لأني ما زلت أشعر بأن الناس هنا بصعوبة تكاد تعترف بأني ألماني على محمل الجد".
بعد ظهر الاثنين وفيما كانت رافعتان ترفعان الباصات التي أصلها من بيروت لتوقفها عمودياً، كان "حلبوني" واقفاً يرقب عندما انضم إليه اثنان متقاعدان على متن دراجتين والغضب والسخط بادٍ عليهما. قال أحدهما، وهو رجل من أهالي المدينة رفض كشف اسمه، بيد أنه قال إنه خسر كلا والديه في أثناء قصف المدينة: "إن هذا هراء بأكمله وفضيحة تامة. انتظر وانظر ما سيحدث هنا في الأسابيع المقبلة".
أما أحد القائمين على المشروع الفني، فلمَّح إلى أن صورة الباصات الواقفة قد تساعد جيلاً من صغار أهالي درسدن على التفكير في الرعب والدمار الذي تسببه الحرب، لكن الرجل الجالس على دراجته الهوائية هز الرأس، وقال: "الأمر معقد جداً، وأهالي درسدن يعرفون هذا المعنى أصلاً".
وعلى إحدى صفحات فيسبوك الخاصة بشبكة ناشطين يمينيين محليين، أمطر مستخدمو فيسبوك ذاك العمل الفني بسهام انتقاداتهم، زاعمين أنه محاولة متعمدة لإلحاق العار بالألمان الأصليين والتقليل من شأن معاناتهم التاريخية، حيث كتب أحد المستخدمين: "منذ سقوط الجدار ويبدو أنه لا يُسمح لنا إلا أن نكون مجرمين لا ضحايا".

مقالات ذات صلة

وفاة ثلاثة أطفال من عائلة واحدة في ولاية قونية التركية

رئيس بلدية تركي يتعهد بإنهاء وجود اللاجئين في ولايته

الموت يغيب عائلة سورية قبالة السواحل اليونانية

بينهم سوريون.. ألمانيا توقف 170 شخصا أثناء محاولتهم الدخول بطرق التهريب

"باب السلامة" يصدر تعميما بشأن إجازة العيد

لدغة عقرب تودي بحياة طفلة سورية عالقة على الحدود التركية اليونانية