مجزرة إدلب وفضيحة الدستور.. وما خفي من "الحل الروسي" أعظم - It's Over 9000!

مجزرة إدلب وفضيحة الدستور.. وما خفي من "الحل الروسي" أعظم

بلدي نيوز – (منى علي)

تسعى روسيا مدججة بكل ثقلها وإمكانياتها العسكرية والسياسية والإعلامية، لدعم نظام الأسد وإعادة إنتاجه كنظام شرعي منتخب، بالتوازي مع سعيها الدؤوب لشيطنة المعارضة بكل أطيافها، وفق ما تقتضيه مصالحها الآنية، إلا أن النتيجة تفضي إلى شيطنة كل المعارضين لسياساتها ورؤيتها وترتيبها للبيت السوري. وأخيرا تسعى إدارة بوتين لفرض الدستور الذي قالت إنه مجرد مقترحات وأفكار للنقاش، قبل أن تناور وتحاول فرضه كأمر واقع على السوريين، كما أنها تحرص بين الفينة والأخرى على نبش أضابير قديمة بعد أن تكون قد أحكمت فبركتها، لتوريط المعارضة والدول الداعمة لها بقضايا لا أساس لها، ومثال ذلك ما زعمته أمس الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية "زاخاروفا"، التي ادعت أنه تم العثور على مستودعات مليئة بالأدوية والمعدات الطبية في شرق حلب، متهمة الأمم المتحدة ومؤسسات المجتمع المدني المحلية والدولية بالكذب بشأن إعلان شرق حلب منطقة منكوبة قبل احتلالها من قبل النظام وحلفائه، ومتجاهلة تماماً تدمير طيران بلادها لكل المشافي في الجزء المنكوب من المدينة، فهل يمكن أن يحلم "واهمو الحل الروسي" والمسوقون له بأكثر من حكم على طريقة روسيا نفسها، حيث يتناوب الدكتاتور وظله (بوتين ومدفيديف) على حكم البلد والاستئثار بالسلطة بشكل مطلق فيه؟

ومع الجولة الثانية من "أستانا" واقتراب موعد جنيف4، وتسيد روسيا المشهد التفاوضي بعد تسيدها المشهد العسكري من خلال وحشيتها المفرطة، كما حدث اليوم حين قتلت 30 مدنياً بريئاً بقصف جوي وصاروخي على إدلب معظمهم من النساء والأطفال، إلى أين يمكن أن يمضي الحل الروسي بسوريا، وما هي البدائل المتاحة للمعارضة السياسية؟

الكاتب السياسي والصحفي السوري "عمر إدلبي" يرى أن "القيادة الروسية عازمة على استكمال الدور الذي منحته لنفسها برعاية عملية سياسية في سوريا بالتعاون مع تركيا، ولقاء الأستانا الثاني الذي انعقد قبل بومين دليل جديد على إصرار الروس على متابعة الخطة التي وضعوا خطوطها الأولى في اتفاق أنقرة، ومن ثم في لقاء أستانا الأول".
ويضيف في حديثه لبلدي نيوز: "نعتقد أن الروس ورغم هزيمة الثوار في حلب وصلوا مؤخراً إلى قناعة أن النصر العسكري الحاسم على الثوار والفصائل الإسلامية ليس بالمتناول، وأن أي تراجع لقوى الثوار في الميدان سيترجم مزيداً من المكاسب العسكرية وبالتالي السياسية لإيران وميليشياتها، لا لنظام الأسد ولا للروس الذين يقدمون الإسناد الجوي الحاسم في المعارك، وهو واقع دفع القيادة الروسية لإعادة التفكير بخطة الحسم العسكري والرجوع عنها لصالح تنشيط المسار السياسي للمفاوضات التي سبق أن توقفت نتيجة عناد الروس أنفسهم".
ويؤكد الكاتب السياسي "إدلبي" أن المعارضة لا تتوهم دوراً محايداً للروس في العملية التفاوضية، وبالتأكيد لن تقوم القيادة الروسية بدعم أي من مطالب الثورة السورية ضد نظام الأسد، "ولكننا معنيون بالتأكيد بإحداث اختراق على صعيد علاقة الروس بالإيرانيين ونظام الأسد، ويهمنا جداً أن نزحزح الروس ولو قليلاً عن موقفهم الداعم بلا حدود لبشار ونظامه، وأعتقد أن لقاء أستانا الأول، ومجمل الحراك السياسي الذي سبق هذا اللقاء وما تلاه من اتصالات مع الروس من قبل قوى الثورة والمعارضة يصب في هذا الاتجاه".
وعن خيارات المعارضات التي يراها ضيقة، يوضح "إدلبي": "قوى الثورة والمعارضة لا تملك الكثير من الخيارات، واستمرار تواصلها مع القيادة الروسية، ودفع الأتراك ليكونوا أكثر حسماً في مواقفهم مع الروس، هو الخيار الصائب حالياً في ظل انعدام التوازن بين قوى الثورة وقوى النظام وحلفائه، وربما لم نتمكن حتى الآن من عزل الروس عن النظام وحلفائه الآخرين، ودفعهم لاتخاذ موقف حيادي على الأقل من الصراع في سوريا، ولكن أعتقد أن الأمر يستحق المحاولة، ويجب أن لا نفوت فرصة ظهور بوادر اختلاف في مصالح الحليفين الأساسيين لنظام الأسد، الروس والإيرانيين".

ومع حصول هذا الاختلاف فعلاً وظهوره للعلن غير مرة وعلى الصعيدين العسكري والسياسي، لا يبدو أن معادلة إخراج إيران لمصلحة القبول بحل روسي، تصب في مصلحة الثورة ولو بالحد الأدنى، هذا ما تشي به الجرائم اليومية والدم المسفوح بيد الروس وبمباركتهم، إلا أن اختلاف قوى الثوار على الأرض واقتتالهم خارج إطار الثورة ونزاع المشاريع الجانبية الحاصل، يعقد الأمور أكثر ويجعل البدائل غائبة مع غياب مشروع ثوري جامع أو بروز قوة سياسية عسكرية قادرة على تبني حلول والمضي بها قدماً بدعم شعبي صريح لا يحتمل التأويل والتبديل.

مقالات ذات صلة

خارجية النظام تعلق على الاستهداف الإسرائيلي جنوب سوريا

كي لا ننسى" مجزرة خان شيخون"

"جعجع" يكشف سبب طلب نظام الأسد من لبنان تفكيك أبراج المراقبة على الحدود

الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على شخصيات وشركات داعمة لنظام الأسد

كي لاننسى" الذكرى السنوية لمجزرة جامعة حلب"

مجلة غربية تحمّل أمريكا والمجتمع الدولي مسؤولية نتائج انتهاكات نظام الأسد