الرقة تدخل النفق المظلم - It's Over 9000!

الرقة تدخل النفق المظلم

بلدي نيوز - الرقة (نجم الدين النجم) 
بالتزامن مع انتهاء مؤتمر أستانا، وفور دخول الرئيس الأمريكي الجديد "دونالد ترمب" للبيت الأبيض، تصدرت الرقة المشهد الميداني والإعلامي السوري، بسبب تحركات عسكرية لميليشيات قوات سوريا الديمقراطية "قسد" في الريف الشرقي لمدينة الرقة، تبعتها غارات جوية مكثفة لطيران التحالف الدولي، استطاعت خلالها وفي يومين فقط، تدمير جميع الجسور النهرية في مدينة الرقة وأريافها، وبالتالي تقطيع أوصال المدينة وريفها، لتعلن "قسد" عقب ذلك بدء المرحلة الثالثة من "غضب الفرات" في ريف الرقة الشرقي، والتي تهدف إلى عزل مدينة الرقة، وهذا ما اعتبره مراقبون، دخول للرقة في المرحلة المظلمة من عملية محاربة تنظيم "الدولة".
إشارات جديدة دعمت التوقعات بدخول الرقة النفق المظلم في عملية "تحريرها"، كانت أبرزها تصريحات زعيم "تيار الغد" والرئيس السابق للائتلاف السوري المعارض "أحمد الجربا" لوكالة رويترز، والتي أعلن فيها الجربا عن دخول قواته العسكرية المسماة "قوات النخبة" لمرحلة التحضير لدخول معركة الرقة، بالاتفاق مع قيادة التحالف الدولي، وميليشيات "قسد".
جميع هذه الأحداث، وتوقيتها وتراتبيتها، كانت بمثابة خطاب إنذار شديد اللهجة لتنظيم "الدولة" في الرقة، والذي سارع بدوره، إلى شن حملة اعتقالات واسعة طالت عشرات الشبان في المدينة، وأمر جميع أصحاب المحلات التجارية، ببناء دشم رملية، بارتفاع متر ونصف، تجهيزاً لحرب شوارع قد يخوضها عناصره قريباً.
وحول هذا الموضوع، يقول الكاتب والمعارض السوري "وليد البني" لبلدي نيوز: "أعتقد أن ترمب أكثر حزماً من سلفة أوباما، فيما يخص الأزمة في سوريا وتنظيم داعش، لكن لا أعتقد أن الرقة ستتحرر سريعاً، وسيكون مصيرها مرتبطاً بالحل الشامل في سوريا.
وأشار المعارض السوري إلى أن، الرقة ومعها دير الزور تحتاجان إلى توافق إقليمي ودولي لحشد القوة الأرضية الكافية لتحريرهما، وأردف: "هذه القوة في الوقت الراهن غير متوفرة، خاصة أن الميليشيات الكردية والجيش الحر المدعوم تركياً، غير قادران على القتال جنباً إلى جنب".
وحول سؤاله عن دخول 3 آلاف مقاتل من "قوات النخبة" بقيادة الجربا، للمعركة ضد التنظيم في الرقة، قال البني: "لم أسمع صراحةً، حتى هذا الوقت، عن هذه القوات وتعدادها، من أي مصدر موثوق، أمريكياً كان أو غربياً".
من جهته، يقول الكاتب والصحفي السوري "عروة المهاوش" لبلدي نيوز: "أعتقد أن الرقة ستتحرر من قبضة التنظيم، لكن سيكون الثمن باهظاً للغاية، وسيذهب ضحية ذلك العشرات وربما المئات من المدنيين العزل والمحاصرين أصلاً في المدينة، فضلاً عن تدمير البنية التحتية للرقة بشكل كامل".
ويرى المهاوش أن بدء هذه المرحلة هو ليس محل مفاجأة بالنسبة له، حتى إن تزامنت مع تسلم ترمب، دفة القيادة في الولايات المتحدة، فأميركا لديها سياسة وخطط عامة لا يستطيع أي أحد التأثير فيها، حسب تعبيره.
وحول إمكانية سيطرة الميليشيات الكردية على الرقة عقب تحريرها يقول المهاوش: "المجالس المحلية والهيئات المدنية ومؤسساتها، هي من ستحكم المدينة وليست الميليشيات، وأعتقد أن هذا أمر متفق عليه من الجميع".
فيما يرى الناشط الإعلامي "أيهم الخلف" أن الولايات المتحدة الأمريكية، لن تفوت الفرصة ولن تضيع الوقت، في الحصول على حصتها من سوريا، بعد الذي حصلت عليه روسيا وإيران في الفترة الأخيرة، من امتيازات تزيد من نفوذ هاتين الدولتين على الأرض.
ويقول الخلف لبلدي نيوز: "كما سيطرت روسيا على حلب بعد تدميرها، ستسيطر أميركا على الرقة بعد فعل الشيء ذاته، وستتولى أميركا لا غيرها، مهمة إدارة الرقة عبر الأطراف التي تثق فيها من العرب والكرد على حد سواء".
وأضاف: "الرقة وللأسف، على مقربة من التدمير الشامل، خصوصاً إذا قارنا بينها وبين مدينة عين العرب، التي دُمرت بشكل كامل من الطيران الأمريكي، فتجارب التنظيم في الدفاع عن مدنه التي يحتلها، كانت نتائجها كارثية".
كل الآراء تجمع على أن مصير الرقة مأساوي، سواء بقي التنظيم فيها أم رحل، إلا أن هاجس حماية المدنيين من الخطر المحدق بهم يؤرق أهالي المدينة في داخلها وخارجها، وهذا ما أكد عليه الملتقى المدني لأبناء الرقة، في تركيا، والذي أصدر بياناً عقب الغارات المدمرة لجسور المدينة، جاء فيه "لم تتعرّض مدينة أو منطقة في سوريا لما تعرّضت وتتعرّض له مدينة الرقّة من حصار ومعاناة.. وكأنّما المدنيّون الذين تقطّعت بهم السُّبُل فيها أسرى لداعش والنظام والتحالف الدوليّ ومرتزقة الجميع وميليشياتهم".

وأضاف البيان "إننا في الملتقى المدنيّ للرقّة نضع العالم أمام مسؤوليّاته في حماية المدنيين أثناء الحروب، مهما كانت المبرّرات والظروف، وما العزل المفروض على المدينة إلا مزيداً من الجوع والعطش والألم والمعاناة".
ودعا الملتقى إلى التعامل الإنسانيّ وفق المعاهدات والمواثيق الدوليّة لحماية المدنيين، فليست الحرب على إرهابيين ومتطرّفين مدعاة لقتل وتشريد مئات الآلاف من المدنيين وتدمير مدينتهم وإنهاء الحياة فيها، فثمة طرق أخرى ووسائل تمنع وقوع كارثة وشيكة وتعمل على إبعاد الأذى عن المدنيين المسالمين.

مقالات ذات صلة

صحيفة غربية: تركيا تعرض على امريكا تولي ملف التظيم مقابل التخلي عن "قسد"

بدرسون يصل دمشق لإعادة تفعيل اجتماعات اللجنة الدستورية

خالفت الرواية الرسمية.. صفحات موالية تنعى أكثر من 100 قتيل بالغارات الإسرائيلية على تدمر

توغل إسرائيلي جديد في الأراضي السورية

ميليشيا إيرانية تختطف نازحين من شمالي حلب

أردوغان: مستعدون لما بعد الانسحاب الأمريكي من سوريا