بلدي نيوز – (المحرر العسكري)
انفجرت عربة روسية من نوع BTR لم يحدد نوعها تماما (80 أم 82)، على أوتوستراد جبلة بانياس بريف اللاذقية أمس السبت.
حيث تسبب انفجارها بمقتل خمسة جنود روس على الفور، وإخراج العربة نهائياً من الخدمة.
وأفاد مراسل بلدي نيوز، أن الجنود الروس تم نقلهم إلى قاعدة حميميم العسكرية قرب مدينة جبلة، في حين نشرت القناة المركزية لقاعدة "حميميم" على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" عن الحادثة فقالت: " تعرضت إحدى عرباتنا المدرعة لخلل فني قبل قليل أدى لارتفاع درجة الحرارة فيها وانفجار بعض الذخائر الموجودة بداخلها أثناء وجودها في مناطق تخضع لسيطرة قوات النظام بالقرب من مدينة جبلة"، ولم تذكر أي تفاصيل إضافية عن الأمر.
BTR
يستخدم الروس في سوريا نوعين من عربات BTR وهي النسخة القتالية من العربة بنوعين BTR-80 وBTR82 والتي ظهرت في سوريا مع بداية تدخلهم، إضافة إلى نوعية تعتبر مقر قيادة لبطاريات المدفعية وعربة اتصالات، وتنفذ مجموعة أخرى من المهام حسب التجهيزات الإضافية التي تركب عليها.
في النسخ القتالية، تحمل العربة ثمانية عناصر مشاة، إضافة لطاقم مكون من ثلاثة أشخاص، وهي تعتبر عربة برمائية "ثمانية الدفع" منخفضة التدريع.
الأخبار التي وردت من موقع الحادث تتحدث عن صوت انفجار شديد، ومقتل خمسة جنود روس، الأمر الذي يشير صراحة لحدوث انفجار كبير أصاب العربة، ويكذب الرواية الروسية عن الحادثة، التي تقول أن ارتفاع حرارة المحرك هو ما تسبب بحريق وانفجار لبعض الذخائر في العربة.
حيث من المتعارف عليه لدى أطقم العربات الروسية الركوب فوق العربات لعدة أسباب، أولها رقة درعها وعدم جدواه، وصعوبة الخروج من العربة بسبب الفتحات الضيقة القليلة العدد عند إصابتها، إضافة لضيق حيز العربة الداخلي ووضعية الجلوس غير المريحة، إضافة لكون المنطقة التي كانت العربة فيها خالية من أي تهديد، ما يعني أن الجنود الروس سوف يكونون مسترخين أكثر.
أما بالنسبة لحصول انفجار يقتل الجنود الخمسة في العربة بسبب حريق، فهو أمر مستبعد، بسبب كون العناصر فوق العربة ما يسهل هربهم، وطبيعة تسليح العربة الذي يعتمد على مدفع رشاش 14.5 أو 30 ملم حسب نوعها، لا يسمح بحدوث انفجارات كبيرة، بسرعة خصوصاً بسبب حريق (تحتوي العربة وحدة إطفاء حريق أوتوماتيكية فعالة، تعتمد على مجموعة من المجسات الحرارية وتطلق مادة تخمد الحريق بسرعة كبيرة جداً عند ملاحظته) ما يلغي فرضية الحريق.
ما يؤكد أن العربة تعرضت لتفجير ما، وعلى الغالب بعبوة ناسفة استهدفتها بشكل مباشر.
من فجر العربة؟
لا يوجد الكثير من الاحتمالات في ما يتعلق بانفجار العربة، خصوصاً بسبب منطقة وجودها، وطبيعة القوى النشطة في المنطقة، ولو كان احتمال وقوف الثوار أو الجيش الحر وراء هذا العمل ضعيفاً لحد ما، لكنه ما يزال موجودا، وقد يصدر إعلان من إحدى الفصائل حول مسؤوليتها عن الهجوم.
أما الاحتمال الأكبر، فهو أن يكون الهجوم نفذته إيران عبر أحد أذرعها في سوريا، الأمر الذي يؤيده مستوى التوتر الايراني الروسي في سوريا، وقصف القوات الروسية للميليشيات الإيرانية غير مرة، بسبب وبدون سبب.
ما يجعل عملية تفجير هذه العربة رسالة إيرانية إلى روسيا، مفادها أنكم تحتاجون إلينا، وليس لكم قدرة على الحرب البرية بدوننا، وأننا نستطيع تحويل مناطقكم الآمنة التي تسرح وتمرح قواتكم فيها إلى جحيم لا يطاق، ببضعة عبوات ناسفة.
