بلدي نيوز – ريف دمشق (جواد الزبداني)
لم يعد الخبز المكون الأساسي للغذاء بالنسبة للعائلات السورية كافة، ففي مضايا المحاصرة لن تجد ذلك أساسيا، وذلك في ظل ارتفاع سعر تكلفته، حيث يصل سعر تكلفة إعداد 1 كغ من الخبز (أي ما يعادل 14 رغيف خبز) إلى 3000 ل.س سورية أي ما يعادل 6$ للكيلو الواحد، وهي تكلفة إعداده بالمحلات الصغيرة التي امتهنت إعداد الخبز.
وحول ذلك، قال "محمد الخباز" أحد أصحاب هذه المحلات: "في مضايا 90% من نسائنا يجيدون إعداد الخبز، فجميعهم كانوا يخبزون في ظل هذا الحصار، وقبله أيضا بعد قيام النظام بتدمير الفرن في مضايا، وبسبب قلة المواد اللازمة لإعداده كالحطب والخميرة والمواد الأخرى التي تحتاجها تلك العملية أصبح تأمين الخبز عملية مكلفة جدا وصعبة، ومن هنا قمنا بافتتاح محلات صغيرة تعمل بإعداد الخبز للعائلات".
ويضيف محمد لبلدي نيوز: "نأخذ منهم الطحين و1000 ل.س كأجر لإعداد الخبز فأما إن لم يكونوا يملكون طحيناً فيكلفهم ذلك 3000 ل.س مع إضافة 2000 ل.س سعر كغ طحين، وتلجأ العائلات إلينا لنخبز لها للتوفير فإعداد الخبز بالمنزل يكلف الكغ 2000 ل.س بينما لدينا 1000 مع انعدام توفر الحطب لذلك كان الخبز لدى المحلات حلاً لكثير من الأهالي".
أما "أم خليل" وهي من أهالي بلدة مضايا فقالت لبلدي نيوز: "جميع النساء هنا ماهرات بإعداد الخبز بل منهن من يتفنن بذلك حيث كان خبز سيداتنا المفضل لدى السياح الذين كانوا يأتون إلى بلدتنا مضايا قبل الثورة، أما الآن فجميعنا نذهب بالطحين والمال إلى المحلات ليصنعوا لنا الخبز فنحن لا نملك في منازلنا الحطب لإعداد الخبز حيث أننا بالكاد نشعل الثياب للتدفئة".
في حين يقول "فراس الحسين" عضو المجلس المحلي لمضايا: "تلجأ العائلات للمحلات لتخبز لها لسببين: إما أنهم لا يملكون الطحين في منازلهم، أو أنهم لا يملكون الحطب للتدفئة وهذا حال أغلب العائلات في مضايا وبقين".
وتعاني بلدتا مضايا وبقين من حصار مفروض عليهم منذ عامين، فلا خدمات ومواد غذائية تدخل إليهم إلا ضمن المساعدات الإنسانية التي تأتيهم كل شهرين بقافلة لا تكفي موادها الأهالي شهرا واحدا.
