هل تتحول مناطق ترمب الآمنة إلى سجن كبير للسوريين؟ - It's Over 9000!

هل تتحول مناطق ترمب الآمنة إلى سجن كبير للسوريين؟

بلدي نيوز  – (أحمد رحال) 
يسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إلى إقامة مناطق آمنة في سوريا، حسبما يقول، وتحظى هذه المناطق بمساندة الدول الإقليمية الداعمة للثورة السورية، بينما يشترط كل من النظام وروسيا موافقة بشار الأسد، على هذه المناطق والتنسيق معه لإقامتها, وهي مناطق سوف توقف حركة اللجوء ربما إلى تركيا وأوروبا، إلا أنها لن توقف نزيف الدم السوري باعتبار أنها لن تقدم حلا يفضي إلى رحيل بشار الأسد ونظام حكمه ويجلب حلا لكل السوريين.
الصحفي السوري علاء رجب تبّاب الحائز على شهادة الدكتورة بالإعلان والتسويق السياسي، رأى أنّ شبه الموافقة على إنشاء ما تسمى تجميلاً وخداعاً بالمنطقة الآمنة لا تعدو، كونها تكتيكات دولية من أجل زج السوريين بسجن كبير خلف قضبان الأمم المتحدة، بعد أن عجزت أوربا ومعتقلات النظام عن احتواء الكميّات الهائلة من السوريين المهجرين والرافضين للواقع السياسي السوري.
وأضاف "تباب" أنّه من المعلوم أن توقيت اتخاذ القرار جزء أساسي من القرار ذاته، فذات القرار لو اتخذ بفترة زمنية مختلفة عن الحقبة التي اتخذت فيه فإنّ انعكاساته الاجتماعية والسياسية ستختلف حتماً، وعليه فإنّ الموافقة المبدئية للمجتمع الدولي الذي تقوده الإرادة الأمريكية والروسية على إقامة منطقة آمنة للمهجّرين السوريين في الشمال السوري، لا يصب في هذه المرحلة بالذات إلّا في صالح تكريس الوجود الوظيفي لنظام الأسد في سوريا ومنطقة المشرق العربي.
ونوّه إلى أن هذا القرار لو تم اتخاذه بوقت سابق أثناء سيطرة الثوّار على حلب والمناطق المحيطة، لشكّل نقطة قوة للثورة من خلال سحب الورقة التي طالما ضغط بها النظام على الثوّار والمتمثلة بالاستهداف الممنهج للأهالي والمدنيين.
وأكّد "تباب" أنّ هذه المنطقة المرعبة وليس الآمنة حسب المعطيات الآنية ستتحول لسجن ضخم يضم ما تبقى من الإنسان السوري كي يموت بصمت ودون أن يسبب صوته وتحركاته أدنى إزعاج للدول الكبرى التي تتكنى بشريعة حقوق الإنسان، مضيفاً أنّ تسويق المجتمع الدولي للمنطقة الآمنة اليوم وبعد تهجير ثلث الشعب السوري وقتل مليون سورياً واعتقال مئات الألوف، هو تدليس سياسي وإنساني وإعلان واضح عن عجز القانون أمام إرادة تجار السلاح والدم، المختبئين خلف البدلات وربطة العنق المنمّقة.
وأوضح، أنّ هؤلاء التجار يريدون حشد السوريين بهذا السجن الدولي ومن ثمّ تسليط المتطرفين عليهم وجعل المنطقة سوقاً لتسويق أسلحتهم وتجريبها، منوهاً أن هذا سيؤدي حتماً لإدخال الثوريين المسجونين بحالة من الاستنزاف الذاتي، يتحكم بخيوطها الداعمين والممولين.
وختمَ "تباب" كلامه بأن الحل لا يكون في إنشاء منطقة آمنة بل بجعل سوريا كلها آمنة وخالية من الاستبداد والإجرام السياسي وإرهاب الدولة.
وكان أكّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من خلال تصريح له، أنّ روسيا توافق على إقامة منطقة آمنة في سوريا، شرط أن تكون هذه المنطقة بموافقة نظام الأسد ومشاركة الأمم المتحدة في إدارتها، ويأتي هذا بعد أن اتفق ترمب مع نظيره بوتين على ضرورة إقامة تنسيق حقيقي بينهما للقضاء على تنظيم "الدولة" وجماعات إرهابية أخرى في سوريا دون تسميتها، وهذا ما يزيد مخاوف السوريين من هذه المنطقة التي هي بحقيقة الأمر مرعبة وليست آمنة.

مقالات ذات صلة

"التحقيق الدولية": سوريا مسرح لحروب متداخلة بالوكالة

الإعلام العبري يكشف هوي منفذالغارات على دير الزور

ما الأسباب.. شركات دولية ترفض التعامل مع معامل الأدوية السورية

الشرق الأوسط: إعادة اللاجئين السوريين يجمع ما فرقته السياسة في لبنان

رأس النظام يتسلّم دعوة للمشاركة بالقمة العربية في البحرين

أمريكا تفرض عقوبات على كيانات وأفراد يدعمون الأسد