خطة "ترامب" لعزل السوريين عن العالم - It's Over 9000!

خطة "ترامب" لعزل السوريين عن العالم

بلدي نيوز – (منى علي)

قالت حكومة الأسد، اليوم الاثنين، إن "أي محاولة لإقامة مناطق آمنة للاجئين والنازحين دون تنسيق مع دمشق هو عمل غير آمن ويشكل انتهاكا للسيادة السورية"، يأتي ذلك رداً على مساعي الرئيس الأمريكي ترامب إنشاء مناطق آمنة في سوريا لأسباب تخص واشنطن ولا تخص السوريين ومأساتهم، كما أن الرد الدبلوماسي من قبل حكومة الأسد يأتي بعد رد مماثل من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي قال اليوم إن إنشاء تلك المناطق ممكن لكن بالتشاور والتنسيق مع نظام الأسد وتحت إدارة ورعاية الأمم المتحدة، وهو ما يُستبعد أن يفعله ترامب أو يقيم له وزناً من خلال النظر إلى أسبوعه الأول في الحكم حيث اتخذ قرارات عقدت الأمور في العالم بأسره دون الرجوع لأحد أو مشاركة القرار مع أي طرف.

وعلى الرغم من أن الكثير من السوريين اللاجئين في دول الجوار تحديدا، وهم بالملايين، يبنون آمالاً على إنشاء مناطق آمنة، ليس من الآن، بل منذ بدأت تركيا عملية "درع الفرات" قبل نحو خمسة أشهر، إلا أن حديثا مع كثيرين منهم أوضح أنه "حل اليائس" أو العودة من جحيم مخيمات الزعتري وعرسال وأمثالها، إلى شيء ما يشبه الوطن، إلا أن الواقع لم يصدّق التنبؤات والتوقعات الصحفية والسياسية، فمنطقة ريف حلب الشمالي تضم عمليا منطقة آمنة من الطيران، وهو مفهوم المناطق الآمنة، وقد أنجزت عملية "درع الفرات" تحرير ألفي كم مربع، بما في ذلك مدن صغيرة ومئات القرى والمزارع، وعملت على توفير خدمات هي ضمن الحالة السورية الراهنة ربما تتفوق على الخدمات المتوفرة في العاصمة دمشق، ومع ذلك، لم تتجاوز أرقام العائدين من تركيا إلى تلك المناطق حدود 20 ألف شخص، فيما كان يتم الحديث عن احتمال عودة مئات الآلاف، فما هي الأسباب، وما المتوقع لمناطق ترامب الآمنة التي يُسوّق لها ولقيت قبولا ودعما علنيا من العاهل السعودي الملك سلمان في اتصال الزعيمين أمس.

الكاتب الصحفي السوري "غازي دحمان" رأى أنه "لم تعد المناطق الآمنة قضية ذات تأثير بعد تغير الديناميات والكثير من الوقائع، وتغير مواقع الأطراف وتموضعهم، ترامب يفكر بموضوع المناطق الآمنة لحل مشكلة الهجرة لأميركا من قبل السوريين، أو لتبرير قراراته بعدم استقدام لاجئين سوريين، لأن الفكرة على أرض الواقع يصعب تطبيقها، وهي مكلفة جدا، بالإضافة إلى أنها غير جاذبة للكثير من السوريين، لأن بناء فرصة عمل واحدة تحتاج لعشرات آلاف الدولارات، فما بالك إن كان المطلوب مئات فرص العمل".

وعن احتمالية اقتناع اللاجئين بالعودة إلى تلك المناطق حال إنشائها، أضاف الصحفي "دحمان" لبلدي نيوز: "تجربة السوريين وخاصة اللاجئين مع المجتمع الدولي تدفعهم لعدم الثقة بالوعود ما لم يكن هناك ترجمات على الأرض.. الأرجح أن يعود بعض سكان تلك المناطق التي هجروها، حتى الذين خرجوا من حلب مؤخراً استقروا في أرياف حلب ولم يعد يعنيهم الرحيل".

إذاً، تتلخص أسباب ترامب لإنشاء مناطق آمنة في سوريا، بمنع هجرتهم أو وصولهم إلى الولايات المتحدة، وإيجاد ممول لبناء تلك السجون الكبيرة التي ستعزلهم عن العالم، وستكون فرصة أكيدة لتقسيم سوريا كما رأى وأجمع محللون غربيون وشرقيون، كما أن تلك المناطق ستكون إما مناطق نفوذ للجهات التي أنشأتها وأعادت تأهيلها، أو للجهات العسكرية التي تنشط فيها، وتبقى الأسئلة مفتوحة وبلا أجوبة عن النظام والقانون والتعليم والصحة في تلك الجزر المعزولة عن بعضها وعن العالم.

مقالات ذات صلة

بيدرسون يدعو لإجراء انتخابات عادلة في سوريا

تجار هولنديون يبدون رغبتهم لتجديد تجارتهم في سوريا

وفد من حكومة تصريف الأعمال يزور السويداء

قسد تقترح حلا لمدينة عين العرب شمال شرق حلب

طمأنة أممية لأهالي القنيطرة المهجريين بالتوغل الإسرائيلي

هيئة أممية تعرض التعاون مع الحكومة السورية الجديدة لكشف انتهاكات النظام

//