بلدي نيوز- (عمر الحسن)
اعتبر رئيس وفد إيران لمفاوضات أستانا، مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين جابري أنصاري، أن بلاده لا ترى مؤتمر أستانا حول سوريا بديلاً عن مفاوضات جنيف.
وقال أنصاري، إن طهران لا تنظر إلى مسار أستانا باعتباره بديلاً عن المسارات الأخرى أو المفاوضات الجارية في جنيف ومدن أخرى، وذلك في مقابلة مع وكالة "سبوتنيك" الروسية.
وجاءت التصريحات الإيرانية الأخيرة، بعد أن فشلت إيران في تحقيق مصالحها بمؤتمر أستانا، الذي شهد مطالبات من وفد المعارضة السورية بخروج الميليشيات الشيعة التي تدعمها طهران من سوريا، ومساواتها بتنظيم "الدولة" ، كما تساند تركيا مطالب المعارضة بخروج جميع الميليشيات الطائفية بما فيها حزب الله اللبناني.
وشدد مساعد وزير الخارجية الإيراني على أن بلاده " لا تنظر إلى مسار أستانا وإلى مسار الطريقة الثلاثية ما بين روسيا وإيران وتركيا، باعتبارهما بديلين عن المسارات الأخرى أو المفاوضات الجارية، (المفاوضات في جنيف) أو في أي نقطة من نقاط العالم".
وأضاف "أنصاري" إلى أنه "ستكون هناك اجتماعات مستقبلية، لكن لم يتم الاتفاق على موعد محدد أو مكان لاجتماع مقبل، في أستانا أو في غير أستانا. لكن بالتأكيد قد بدأ مسار جديد باسم أستانا، لمتابعة موضوع الحل السياسي للأزمة السورية".
وكانت موسكو سبقت مؤتمر أستانا ووصفت الدور الإيراني بأنه يعقد المحادثات في المؤتمر، بينما أكدت المعارضة السورية على لسان رئيسها محمد علوش في المؤتمر هذا الدور السلبي، حيث قال علوش في كلمته بأستانا إن "وجود ميليشيات أجنبية صنعها النظام واستجلبتها إيران تساهم في استمرار شلال الدماء ولا تختلف عن داعش التي حددت أنها إرهابية"، مشددا على أن "ممارسات ميليشيات إيران لا تختلف عن داعش".
وتابع علوش "لا بد من جهود دولية لإخراج كل المليشيات الإيرانية المقاتلة من سوريا، وضم هذه المليشيات المقاتلة مع النظام لقائمة الإرهاب الدولي".
ونقل مصدر من داخل المعارضة السورية حضر اجتماعات مؤتمر "أستانا"، أن الوفد الإيراني برئاسة حسين جابري أنصاري معاون وزير الخارجية، هدد بالانسحاب من المؤتمر ورفض إلقاء كلمة بلاده في بداية افتتاح المؤتمر، وذلك بعد تغيير كبير في أجندات المؤتمر تتعارض مع مطالبها.
وأضاف المصدر في تصريح خاص لبلدي نيوز، أن وفد المعارضة السورية طلب عدم اللقاء بوفد نظام الأسد بشكل مباشر، إضافة إلى أنه أصر على بحث ملف تثبيت وقف إطلاق النار، وإدراج بيان جنيف1 في البيان الختامي، وهو ما أثار غضب الوفد الإيراني، الذي يحاول الالتفاف على القرارات الدولية بتشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات التنفيذية، وجعلها حكومة وحدة وطنية.
أما رئيس الوفد الإيراني "أنصاري" فرد بغضب في تصريحات منفصلة، على دعوات المعارضة السورية خلال مباحثات أستانا، لسحب ميليشياتها الطائفية المنتشرة في سوريا، قائلاً: "إن بلاده لن تنظر في مطالبة المعارضة السورية بسحب ميليشياتها الشيعية من سوريا، واصفاً هذه التصريحات بـ"الضعيفة والخسيسة" لأطراف ورطت نفسها ومنطقة الشرق الأوسط بأكملها في المحنة".
ووصف مساعد وزير الخارجية الإيرانية المعارضة السورية بأنها "قوى منحازة تفسر حلول الأزمة بشكل غير واقعي"، معتبراً أن "المشاكل في سوريا نشأت بسبب تفكير الجماعات المسلحة التي سعت إلى تحقيق نتائج سريعة منذ بداية الأزمة بعد سقوط النظام الحاكم، إلا أنها وضعت نفسها في حالة حرجة".