أحجية "الباب".. معركة ترسم مستقبل سوريا و"الناتو"! - It's Over 9000!

أحجية "الباب".. معركة ترسم مستقبل سوريا و"الناتو"!

بلدي نيوز – (منى علي)

تشكل مدينة "الباب" شرقي حلب نموذجا معقدا للغاية في الحرب السورية والحرب التي تُدار بالوكالة على الأرض السورية، فالمشهد الآن يشي بوجود الخصوم والأعداء على مرمى حجر، من دون أي احتكاك، حيث ينشغل الأعداء بقتال عدو واحد يمثل "الإرهاب".. فيما يبدو تنفيذا عمليا لما تم التوافق عليه في "أستانا" وقبلها في "إعلان موسكو" لوقف إطلاق النار بسوريا في 30-12-2016، ولم يكن إلى أجل قريب يمكن فهم توقف "درع الفرات" على أعتاب مدينة الباب والعجز عن دخولها منذ نحو ثلاثة أشهر، حتى بدأت قوات النظام تقترب من "الباب" وتغدو على مشارفها أيضا، وإلى جانب القوتين العدوين تنشط قوات "قسد" الكردية، وما يجمع الجميع ويمنع أي احتكاك بينهم هو صب جهودهم على مقاتلة تنظيم "الدولة".

مشاركة الطيران الروسي في العمليات الجوية ضد تنظيم "الدولة" في الباب والقرى المحيطة، بدأ يوم 29-12-2016، تزامناً مع إعلان وقف إطلاق النار، وأيضاً تزامنا مع بدء العمليات البرية لقوات النظام وحلفائها للتمدد نحو الباب بعد الفروغ من معارك مدينة حلب، وفي الأيام التالية، صارت تعلن تركيا وقوات النظام بشكل منفصل، ولكن في توقيت واحد، أن طائرات روسية نفذت هجمات على مواقع التنظيم في الباب دعماً لها، ما ينبئ بأن الطائرة ذاتها كانت تقصف أهدافاً لمصلحة الطرفين!

ألا يعتبر ذلك تنفيذا حرفيا للتحالف لمحاربة "الإرهاب"؟.. وهل بدأت هذه الخطوة فعليا وماذا يمكن أن يترتب عليها؟.

المقدم المنشق "محمد حمادو" رأى أن تعقيدات المعركة في مدينة الباب من الناحية العسكرية ترجع لعدة أسباب، لخصها بالتالي:  
- استبسال مقاتلي "داعش" في الدفاع عن المدينة واستقدام تعزيزات بشكل يومي.
- اتخاذ قيادات "داعش" مقراتهم ضمن الأماكن المكتظة بالسكان المدنيين الأمر الذي يعقد ويوقف ضربات الطيران للقوات الداعمة لعملية درع الفرات.
- تحصين المواقع الدفاعية على جبهات المدينة والاعتماد على المفخخات والعمليات الانتحارية ضد القوات المهاجمة.
وأضاف المقدم "حمادو" لبلدي نيوز: "يزيد تلك التعقيدات وجود قوات النظام والميليشيات الداعمة له من جهة، ووجود قوات الحماية الكردية من جهة أخرى على تماس مع (داعش) في جبهة الباب".  
وعن مآلات المعركة وتداخلاتها، تابع: "على ما يبدو لم تنضج بعد التوافقات الدولية لحسم معركة الباب لصالح قوات درع الفرات التي لن تقبل أبدا بمشاركة قوات النظام الفاقد للشرعية تحت مسمى محاربة الإرهاب".

وهذا ما ذهبت إليه الحكومة التركية وأكده الناطق باسمها يوم أمس، إذ قال نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورتولموش إن تركيا لم تطهر تلك المناطق من تنظيم "الدولة" لتسلمها لنظام الأسد.

إلا أنه، وضمن المستجدات الراهنة، فإن مطالبات تركيا للقوات الكردية التي تسيطر على منبج بالانسحاب، وأن منبج هي الهدف التالي لدرع الفرات، غابت كلياً وانحسر الحديث عنها، مع تقدم تلك القوات باتجاه الباب بدل أن تُطرد إلى شرق الفرات وفق الشرط التركي السابق ما قبل "إعلان موسكو".

ويرى الكاتب مروان قبلان في معركة "الباب" ما يتجاوز المحلي والمرحلي، إذ يريد بوتين تفكيك حلف "الناتو" وإخراج تركيا منه، وفق الكاتب، في مقال له بعنوان "الخطة الروسية بين أستانة والباب" وهذا ما "سعى بوتين إليه من خلال الدعم الجوي الذي يقدمه للقوات التركية وفصائل المعارضة السورية، في عملية درع الفرات، في مواجهاتها مع تنظيم الدولة في الباب، علماً أن هذه المرة الأولى التي يتم فيها تنسيق ميداني مشترك بين روسيا ودولةٍ عضو في حلف الأطلسي. إن تحول بوتين عن العمل سلاح جو للإيرانيين وحلفائهم الى العمل سلاح جو للأتراك وحلفائهم يعد تطوراً كبيرا، يفهم الإيرانيون مغزاه، كما الأتراك والأميركيون، وهو أمر ينبغي الانتباه إليه والاستثمار فيه من المعارضة السورية" . ولعل "الباب" هي فعلاً المكان الأنسب للولوج إلى فهم مستقبل الصراع والتسوية معاً في سوريا.

مقالات ذات صلة

توثيق اكثر من 200 حالة اعتقال في سوريا خلال نيسان الماضي

القوات التركية تعلن التصدي لهجوم "قسد" بريف حلب

ميليشيات إيران تدخل شحنة أسلحة إلى سوريا

"مفوضية اللاجئين" تنفي وجود أجندات سرية لإبقاء السوريين في لبنان

تصريح أمريكي جديد بخصوص قانون التطبيع مع نظام الأسد

مظاهرات وإضراب لطلاب جامعة إدلب اعتراضا على توظيف خريجي جامعات النظام