بلدي نيوز – (خاص)
تحاول المعارضة السورية بدعم من تركيا التقارب مع روسيا خلال مشاركتها في مؤتمر أستانا، الذي انطلق أمس في العاصمة الكازخية، لتجنب مواجهة قوتها العسكرية التي رجحت كفة النظام، مستغلة حاجتها لإيجاد حل سياسي يوقف استنزافها في سوريا.
وأولى ردات الفعل الإيجابية على تلك المحاولات كانت إعلان موسكو عن قلقها من استمرار قوات النظام بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار، وطالبت النظام بوقف هجماته بشكل فوري، وذلك بسبب الهجمة العنيفة التي تتعرض لها منطقة وادي بردى من قبل قوات النظام والميليشيات الإيرانية، بالإضافة إلى التصعيد في القصف على ريف حمص الشمالي.
وتعتبر روسيا الداعم الأقوى للنظام منذ تدخلها العسكري في سوريا عام 2015، حيث تمكن النظام من تأمين محيط العاصمة دمشق بالإضافة إلى عودة قواته إلى مدينة حلب كبرى المدن السورية في الشمال، إضافة إلى دعمه سياسياً في المحافل الدولية من خلال وقف عدد من القرارات داخل مجلس الأمن التي تدين النظام وتجرمه، وذلك باستخدام حق النقض "الفيتو".
وأظهر اليوم الأول من المؤتمر المزيد من خلافات بين روسيا وإيران، حيث هددت الأخيرة بالانسحاب من المؤتمر، ورفضت إلقاء كلمتها في افتتاح المؤتمر، وذلك بسبب رفض المعارضة السورية لقاء وفد النظام بشكل مباشر، وإصرارها على إدخال بيان جنيف على نص البيان الختامي للمؤتمر إلى جانب القرار 2254.
وتريد طهران الابقاء فقط على القرار 2254 داخل البيان الختامي والذي قد يصبح مرتكزاً لأي عملية مفاوضات قادمة بين الأطراف السورية في جنيف، ويرى القرار أن عملية الانتقال السياسي تتم عبر تشكيل "حكم تمثيلي ذو مصداقية غير طائفي يشمل الجميع"، بينما ينص بيان جنيف على تشكيل هيئة حاكمة انتقالية تتمتع بكامل الصلاحيات التنفيذية.
ونقل المكتب الإعلامي للائتلاف الوطني السوري عن عضو الهيئة السياسية موفق نيربية أمس، قوله إن "وفد فصائل الثورة في أستانا أصرَّ على رفض ذكر إيران كدولة ضامنة في أي اتفاق، إضافة إلى مناقشة وقف إطلاق النار حصراً دون تناول الجانب السياسي"، مؤكداً على أن وقف إطلاق النار يجب أن يشمل جميع الأراضي السورية ما عدا مناطق سيطرة تنظيم "الدولة".
وطالب نيربية بإدخال المساعدات الإنسانية إلى جميع المناطق المحاصرة وبشكل مستمر دون توقف تمهيدا لرفع الحصار عنها بشكل كامل، وإدراج قضيتي المعتقلين والتهجير القسري واعتبارهما انتهاكاً لوقف إطلاق النار.
وتزداد الضغوط على إيران ونظام الأسد مع قرب انتهاء المؤتمر اليوم، حيث رفض المتحدث باسم وفد المعارضة السورية في أستانا مناقشة فصل قوات المعارضة عن عناصر جبهة فتح الشام، وقال في مؤتمر صحفي مساء أمس للصحفيين خارج قاعة المؤتمر إن "هناك 62 فصيل طائفي يقاتل إلى جانب النظام بتمويل من إيران"، مضيفاً أنه "يجب الاتفاق على آلية مناقشة خروج جميع الميليشيات الأجنبية من سوريا في البداية ومن ثم يتم الاتفاق عليه".
ويرى مراقبون أن التقارب مع روسيا أمر بالغ الأهمية للمعارضة السورية، حيث أن ذلك سيوقف قصف طائراتها لقوات المعارضة التي تشارك في مؤتمر أستانا بالحد الأدنى، وتجبر النظام على التقيد باتفاق وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية، إضافة إلى الحد من الانتشار الإيراني في سوريا.