بلدي نيوز- (أحمد رحال)
شهر مضى على التهجير القسري، الذي تعرض له أهالي حلب الشرقية، بعد أشهر من الحصار الخانق والقصف الشديد، إلّا أنّ هذا التهجير لم يزد الطين إلا بلة، خصوصاً أن المهجرين خرجوا من حلب بحقائب الملابس التي سلمت من طائرات النظام والروس، تاركين جميع أملاكهم وذكرياتهم في بيوتهم التي أنهكها القصف والرصاص، أملاكهم التي جاهدوا سنوات لشرائها عرضة للتعفيش من قبل جيش الأسد.
(بلال حسن البلال) أحد المهجّرين إلى مدينة إدلب، يقول لبلدي نيوز: "خرجنا من حلب بلباسنا فقط، أنا وزوجتي وطفلتي التي لا تتجاوز من العمر ثمانية شهور، ولا نملك من النقود شيء، حتى مجوهرات زوجتي، قمنا ببيعها أثناء الحصار لنشتري الحليب و الطعام".
ويضيف (البلال): "لم يتغيّر حالنا بعد التهجير، إلّا بأساً وفقراً؛ تلقينا ترحيباً من المنظمات الإنسانية في الأيام الأولى، لكنها لم تستطع تقديم ما يساعدنا على العيش"..
ويروي لنا السيد (بلال) حادثة حزينة كادت أن تكلفه وعائلته الكثير، فيقول: "جراء حالتي المادية المتردية وبسبب مرض طفلتي، قررت زوجتي بيع المعونة التي تقدمها لنا، إحدى المنظمات العاملة في مدينة إدلب، لنتمكن من شراء الدواء للطفلة، وأثناء استلامنا للمعونة، قصفت الطائرات المكان، فكدت أن أفقد حياتي، لكن الله رحيم".
مئات العائلات المهجرة مثل عائلات السيد بلال، تعاني من ضنك العيش في منفاهم الجديد، وسط خيم البلاستيك التي لا تمنع عنهم البرد والجوع، فيما تواجه المنظمات الإغاثية المعنية، صعوبات جمة في سد أدنى المتطلبات التي تلزم المهجرين.
يقول رئيس مجلس محافظة إدلب (غسان حمو) لبلدي نيوز: "قمنا بتقديم أغلب احتياجات أهلنا المهجرين من سلل غذائية، ومدافئ، وحليب، وسلل نظافة، وأغلب الوافدين إلى محافظة إدلب، تم تأمين سكن لهم، لكن هذا ليس كافياً".
وأضاف الحمّو: "يجب على الناشطين والعسكريين والسياسيين، أن يضغطوا على الدول الصديقة، كي توقف ميليشيات النظام عمليات القتل والتهجير".
وأكّد الحمو، على ضرورة إنشاء منطقة آمنة في الشمال السوري، وحث على منظمات المجتمع الدولي، لتكثيف الدعم الإنساني، وتمكين الأهالي من البقاء في مدنهم وبيوتهم".
يُذكر أنّ عدد المهجرين من أحياء حلب الشرقية والذين جاؤوا إلى أرياف مدينة إدلب، بلغ قرابة الخمسين ألف مهجر، لا يملكون إلا ما عليهم من ملابس، يعانون من أوضاع إنسانية غذائية وصحية مزرية.