معركة ديرالزور.. بداية مرحلة جديدة لتنظيم "الدولة" - It's Over 9000!

معركة ديرالزور.. بداية مرحلة جديدة لتنظيم "الدولة"

بلدي نيوز – (خاص)
يتابع تنظيم "الدولة" التقدم في دير الزور ووصل هذه المرة للسيطرة على مطار دير الزور ناريا، حيث لم يسبق له قبلا الوصول لهذا الحد في المعارك للسيطرة على المدينة، فالتنظيم الذي يبدو أنه قرر هذه المرة دخولها مهما بلغت الكلفة، يدرك تماما أنها قد تكون آخر فرصه لشن هجوم بهذه الضخامة على الأحياء التي يسيطر عليها النظام في المدينة، في حين يظهر أن نظام الأسد يدرك أنه سيخسر هذه المرة الأحياء التي قاتل خمس سنوات بشراسة للحفاظ عليها.
فالتنظيم يعتبر السيطرة على دير الزور هدفا استراتيجيا مهما لضمان وضع قواته شرقي حمص، وتقوية وضعه غرب العراق، فالسيطرة عليها تسمح له بإنشاء قاعدة قوية شرقي سوريا، تسمح له بالتوسع لاحقا غربي العراق وشمالي شرقي سوريا بعد إنهاك القوات المتحالفة ضده، وهي تسمح له بتعويض خسائره في الشمال السوري والعراق.
كذلك تعتبر السيطرة على ديرالزور تعويضاً ونصراً معنويا، يرفع وضع قواته في الموصل والمناطق الأخرى، فهو ينوي التركيز على سوريا والمنطقة الممتدة عبر الصحراء السورية، وصولاً حتى القلمون فلبنان، الأمر الذي يعني أنه سيقاتل بشراسة للحصول على دير الزور كاملة، فحصوله عليها كاملة يعني إضعاف أي احتمال لأن ينفذ النظام عمليات تقدم باتجاهها بهدف استرجاعها، والسيطرة عليها بسبب انعدام أي دعم من داخل المدينة، ما يعني أنها ستكون بحاجة لمعركة قد تمتد لأكثر من عام للسيطرة عليها، الأمر الذي يعجز عنه النظام.
نصر استراتيجي
دخول التنظيم الأحياء الغربية لديرالزور بشكل كامل، وإنهاء أي وجود للنظام فيها، يعتبر كافياً لإعطاء التنظيم عدة سنوات أخرى في سوريا، وهو قادر بذلك على استدراج الدول الكبرى للحرب البرية، حيث إذا استمرت طبيعة المعارك بهذا الشكل في العراق وسوريا، فستتآكل جميع الميليشيات المقاتلة ضد التنظيم، وخصوصاً الميليشيات الشيعية المبنية على أسس عسكرية رديئة، ولا تهتم بخسائرها، والتي أبيدت وحدات كاملة منها في معركة الموصل، حيث قدر إبادة نصف الفرقة التي تسمى بالفرقة "الذهبية" وهي نخبة الجيش العراقي الذي أسس بعد احتلال العراق، فمعركة الموصل لا يبدو أنها ستنتهي والجيش العراقي والميليشيات الإيرانية من حشد شعبي وغيره، المنخرطة في هذه المعركة قادرة على الدخول في أي معركة أخرى، في حين سوف يرتفع تعداد عناصر التنظيم بسبب الاوضاع في سوريا والعراق، وانعدام الأفق أمام السنة ومقدار التواطؤ الدولي ضدهم، واعتبار التنظيم نفسه الجهة الوحيدة التي ما زالت تقاتل باسم السنة و"تحرز الانتصارات"، وتطالب بحقوقهم، الأمر الذي سيدفع المزيد من الشباب للالتحاق به، خصوصاً في حال فرض حل سياسي في سوريا يبقي النظام في السلطة، الأمر الذي يعني أن الدول الكبرى ستغرق أكثر في المستنقع السوري بمجرد إقرار حل سياسي لا يلبي مطالب الشعب السوري ويحقق العدالة التي يسعى السوريون لها.
معركة دير الزور الحالية لن تكون نتائجها سهلة أو بسيطة، بل هي تغير استراتيجي سيحدد فعليا مصير العديد من القوى في الشرق الأوسط، وقد يكون بداية لرسم مرحلة جديدة، تغير الكثير من المسلمات التي كانت سائدة خلال سنوات الحرب الماضية.

مقالات ذات صلة

قوات النظام تجري حملة تمشيط في البادية ضد "التنظيم"

مظلوم عبدي: نتعرض لهجوم من ثلاث جهات

صحيفة تتساءل.. لماذا يخشى الغرب من تفكيك مخيم الهول بالحسكة

لردع التنظيم.. "قسد" تدعو لدعم قواتها شرق سوريا

قلتى وجرحى من جامعي الكماة بهجوم بريف دير الزور

هجوم يستهدف الفرقة 18 بقوات النظام شرق حمص