كيف تحول الربيع العربي إلى ربيع الطغيان والديكتاتوريات! - It's Over 9000!

كيف تحول الربيع العربي إلى ربيع الطغيان والديكتاتوريات!

ميدل إيستآي – (ترجمة بلدي نيوز)

ما قيل في أعقاب سقوط حلب بأيدي النظام السوري يتجاهل ويتجاوز رمزية المعركة نفسها، فالسقوط  الحاسم للمدينة كان يتزامن مع الذكرى السادسة للربيع العربي.

وهذا يطرح سؤالاً عما إذا كان الربيع العربي قد تحول إلى "ربيع الديكتاتوريات"، والذي هو بالضبط السبب وراء الانتكاسات التي حلت بالثورات العربية والمصاعب التي واجهتها خلال السنوات الست الماضية.

الجواب القصير هو أن المجتمع الدولي قد أفشل الثورات العربية ولكن اللوم الأكبر يجب أن يقع  أيضاً على الديكتاتوريات العربية وحلفائهم الدوليين في الغرب وأماكن أخرى، وحتى على "الثوار" أنفسهم.

 فكيف يمكن إنقاذه الربيع العربي، والقضاء على التطرف والعنف على نطاق واسع، وإيجاد تغيير دائم؟ جواب واحد هو بدعم المجتمع الدولي للتحول الديمقراطي ووضع منهجية أمنية للاستقرار في الشرق الأوسط.

الأنظمة التي لا ترحم

وقد قلل العديد من المراقبين السياسيين في الشرق الأوسط من شأن ما إذا كانت الدولة الاستبدادية وأنظمتها راغبة وقادرة على القيام بهذا التغيير الديمقراطي، فالنظام السوري قد صدم العالم أجمع باستجابته لمطالب الشعب السوري بالتغيير والديمقراطية بالمجازر الدموية.

وبالمثل، قامت المؤسسة العسكرية في مصر بسحق حركة الديمقراطية في مرحلتها الجنينية ودفعت البلاد إلى أزمة سياسية واقتصادية وأمنية حرجة، كانت أعمق من أيام حكم الرئيس الدكتاتوري السابق، حسني مبارك. ووجد تنظيم "الدولة" متنفساً لنشاطه في سيناء مصر المنقسمة تحت قيادة العسكرية الحالية.

أما إصلاح نظام صالح في اليمن فقد أدى فقط إلى حرب أهلية دامية وسحق الحوار الوطني والتحول الديمقراطي الذي تقوده الأمم المتحدة.

فالرئيس اليمني علي عبد الله صالح والمعروف بـ "الراقص على رؤوس الثعابين"، والحاكم منذ فترة طويلة لليمن تمكن من حشد مؤسسات الدولة العميقة الجذور، ولا سيما الجيش، وحارب العملية الديمقراطية في اليمن من خلال إثارة الحرب الأهلية الدامية التي جذبت القوى الخارجية إلى الصراع على مشروع السلطة السياسية لحماية مصالحهم.

فشل أوباما

إن الذكرى السادسة للربيع العربي تسلط الضوء على فشل المجتمع الدولي في اغتنام الفرصة لتشجيع التغيير الديمقراطي والاستقرار طويل الأمد في المنطقة العربية، فهوس إدارة أوباما بمكافحة الإرهاب من خلال استخدام الطائرات بدون طيار والحلول الأمنية قد فشلت، وحتى ساهمت في تحويل الربيع العربي من المطالب من أجل الحرية والعدالة والتنمية إلى "الحرب على الإرهاب"، ودعوة المتطرفين والمتشددين، والتحالفات الإقليمية والدولية، وإلى صراعات مستمرة.

أما الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، روسيا، إيران، ونظام الأسد فقد حدد كل منهم دوره في الصراع السوري بأنه "حرب على الإرهاب"! ولكن أين ذهبت الثورة السورية؟

أما الشعار الأكثر استخداماً عندما بدأ الربيع العربي "الشعب يريد إسقاط النظام" اليوم هو - للأسف - يكاد يكون منسياً في السياسة العربية التي باتت تركز على "الحرب على الإرهاب"!

 هذا الشعار أصبح من الأعمال المزدهرة، من أجل إبقاء الأنظمة الحاكمة والتدخل الأجنبي في سوريا حيث إن الاثنين يوظفان الإرهاب كحجة لبقائهم ولصلاحياتهم.

فروسيا وإيران تبرران الحملات العسكرية في سورية بمكافحة الإرهاب، قبل أن تصل معركة الإرهاب المزعومة إلى معاقلهما في موسكو وطهران، والأسد يريد في نهاية المطاف أن يتم تذكره بأنه الرئيس الذي حارب لإنقاذ بلاده من الإرهاب!

أما إدارة أوباما، فتجاوزت سوريا لقصف المدن العربية في اليمن والعراق وليبيا حتى لا يكون على أمريكا محاربة الإرهاب  في واشنطن.

الفشل الثوري

الثوار الذين ثاروا ضد الاستبداد كان لهم دور في فشل الربيع العربي أيضاً. فالثوار الذين كانوا ضحايا في ظل نظام القذافي في ليبيا اتخذوا نهجاً متشدداً في بناء الدولة، انتهى باستقطاب مجتمعهم وتحويل الضحايا إلى جناة.

كما أنهم اتخذوا نهجاً مشابهاً لـ "اجتثاث البعث" الذي اعتمد من قبل الإدارة الأمريكية في العراق، والذي وضع العراق على طريق حرب طائفية وحشية مع عدم وجود نهاية في الأفق.

وثبت الثوار الليبيون "قانون العزل السياسي" الذي يمنع أي شخص عمل مع النظام السابق من تولي منصب عام لمدة عشر سنوات، وانتهى المطاف بتحفيز فصائل النظام السابق لإعادة  تجميع صفوفهم والقتال مرة أخرى. واشتعلت  نتيجة  لذلك حرب أهلية وحشية وبلد منقسم بشدة بين الشرق والغرب.

الاستبداد غير المستنير

أما أكبر تهديد للربيع العربي بعد ست سنوات من نشأته فيبقى الاستبداد. وقد أثبتت سياسة تجديد الديكتاتوريات أنها نهج خاطئ نحو تحقيق الديمقراطية.

فالاستبداد  الأوروبي "الخيـّــر" أو المستنير، كما يقول فولتير في القرن الـ18، لا وجود له في العالم العربي اليوم. ما لدينا بدلاً من ذلك، وفقاً للمفكر العربي عزمي بشارة، هو استبداد "لا يمكن أن يكون مستنيراً".

والاستثمار في الطغيان، كما فعل المجتمع الدولي، والغرب على مدى سنوات عديدة، والتفكير أن في وسعهم بالتالي مكافحة الإرهاب، كان خطأ قاتلاً. الاستبداد هو من خلق بالأساس اليأس والتطرف والغضب، وهي علل أنتجها الاستبداد في المقام الأول ولا يمكن أبداً تصحيحها.

لقد مرت ست سنوات والانتكاسات التي حلت بالربيع العربي كانت - ناتجة عن الاستبداد – وهو ما يؤكد صحة الرسالة الأصلية للثورات - أن التحول الديمقراطي هو البديل الوحيد القابل للتطبيق في خضم هذا الجنون الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط .

مقالات ذات صلة

مظلوم عبدي ينفي مطالبة قواته بحكومة فدرالية ويؤكد سعيه للتواصل مع الحكومة الجديدة

جنبلاط يلتقي الشرع في دمشق

الشرع وفيدان يناقشان تعزيز العلاقات بين سوريا وتركيا

توغل جديد للقوات الإسرائيلية في محافظة القنيطرة

من عائلة واحدة.. وفاة طفل وإصابة ستة آخرين بانفجار مخلفات الحرب في درعا

تعيين مرهف أبو قصرة وزيرا للدفاع في الحكومة السورية الجديدة

//