ربما يفوز الأسد.. لكنه سيحكم "صومال" جديدة - It's Over 9000!

ربما يفوز الأسد.. لكنه سيحكم "صومال" جديدة

نيويورك تايمز – (ترجمة بلدي نيوز)
بما أن القوات والميليشيات التي تدعم الحكومة السورية قد أتمت الاستيلاء على حلب، وتتفاوض كل من روسيا وتركيا وإيران على وقف إطلاق نار ضعيف ، فمن المحتمل أن بشار الأسد والنظام الذي يشرف عليه سوف يستمر في حكم سوريا، بشكل أو بآخر.
ففي مقابلة مع وسائل إعلام فرنسية نشرت الأسبوع الماضي، صرح الأسد أن حلب "نقطة تحول في مسار الحرب"، وأن الحكومة "في طريقها إلى النصر" ولكن إذا كان هذا هو الحال، فما الذي سيفوز به الأسد في الواقع؟ دعونا نلقي نظرة على الأرقام:
(على الرغم من أن الإحصاءات التالية هي تقديرات، فإنها، ستزداد سوءاً مع استمرار الحرب في سوريا) فأكثر من 80 % من السوريين يعيشون تحت خط الفقر، و ما يقرب من 70 % من السوريين يعيشون في فقر مدقع، وهذا يعني أنهم لا يستطيعون تأمين احتياجاتهم الأساسية، ووفقاً لتقرير عام 2016 زاد العدد على الأرجح منذ ذلك الحين.
معدل البطالة قريب إلى 58 %، مع عدد كبير يعمل في التهريب أو في القتال أو في أي مكان آخر في اقتصاد الحرب.
كما أن متوسط العمر المتوقع للسوري قد انخفض 20 عاماً منذ بداية الثورة في عام 2011، وحوالي نصف الأطفال أصبحوا خارج المدرسة دون تعليم كجيل ضائع.
البلاد قد أصبحت كارثة صحية عامة، مع أمراض كانت سابقاً تحت السيطرة، مثل التيفوئيد والسل والتهاب الكبد والكوليرا، والتي عادت مرة أخرى للتفشي بين السوريين، كشلل الأطفال –الذي تم القضاء عليه سابقاً في سوريا– ولكنه عاد مع المقاتلين من أفغانستان وباكستان.
أكثر من 500،000 قد لقوا حتفهم من الحرب والرقم في صعود مستمر، حيث قتل عدد غير معروف من السوريين بشكل غير مباشر من الصراع (بسبب تدمير المستشفيات والتي تستهدف العاملين في مجال الرعاية الصحية، بالإضافة إلى استخدام التجويع كسلاح).
ومع أكثر من مليوني جريح، أصبح حوالي 11.5 % من السكان قبل الحرب خسائر بشرية.
حوالي نصف سكان سوريا هم إما نازحون داخلياً أو مشردون في البلاد المجاورة أو أوروبا ووجدت دراسة عام 2015 أجرتها وكالة الأمم المتحدة للاجئين السوريين في اليونان أن عددا كبيراً من البالغين -86 %- قد أكملوا تعليمهم الثانوي أو الجامعي، وكان معظمهم تحت عمر 35.
وإذا كان هذا صحيحاً، فهذا يشير إلى أن سوريا تخسر شبابها المتعلم والذي هي في أشد الحاجة اليه إن كان هناك أي أمل في إعادة البناء في المستقبل.
كما أن تكلفة إعادة الإعمار ستكون فلكية، فقد قدرت دراسة لعام 2016 أن مجموع الخسائر الاقتصادية نتيجة للصراع كان 275 مليار دولار، مع انهيار الصناعات في جميع أنحاء البلاد.
وأشار التقرير إلى أنه سيكون هناك حاجة لتكاليف إعادة إعمار للبنية التحتية، والتي يقدرها صندوق النقد الدولي أن تكون ما بين 180 و200 مليار دولار –الأمر الذي سيتطلب كرماً غير معهود من قبل المجتمع الدولي- وليس هناك ما يدعو للاعتقاد بأن دولاً أخرى تريد مكافأة السيد الأسد على وحشيته، فحلفائه روسيا وإيران لديهما مشاكلهما الاقتصادية الخاصة، وليس من المرجح أن يقدما أي دعم في هذا الشأن.
ولذلك -من أجل البقاء على قيد الحياة- على النظام السوري الاعتماد بدرجة غير عادية على القوات الروسية والإيرانية، وعملائهم، مثل حزب الله، فالحقيقة لم يكن الجيش العربي السوري من استعاد حلب ، في الواقع، ينتشر الجيش السوري المستنزف على رقعة رقيقة جداً جغرافياً، كما أنه قد خسر مدينة تدمر (مرة أخرى) لصالح تنظيم الدولة الإسلامية في حين تم نقل القوات الموالية للحكومة إلى الشمال.
وعلى الرغم من أن الأسد لا يزال يحافظ على بعض الاستقلال فإن موسكو وطهران، وحتى زعيم حزب الله، حسن نصر الله، هم من لديهم النفوذ الآن لتقرير الأمور في دمشق من الآن وصاعداً، وعلى الأسد فقط أن يصغي لما سيقولونه والانصياع لمطالبهم وضغوطهم التي ستحثه على التنحي في نهاية ولايته الرئاسية في 2021.
وأخيراً، فإن المعركة ، في الواقع، -لم تنته بعد- فلا حكومة الأسد ولا الثوار قد حققوا أهدافهم بعد، وعلى الرغم من أن المعارضة لم تستطع قلب نظام الحكم ولكن تمرداً نشط من قبل مقاتلي المعارضة المسلحة سيجعل الأسد يحكم ما وصفه المبعوث السابق للأمم المتحدة سوريا الأخضر الإبراهيمي "بصوملة" سوريا.
فالأسد سيشرف على دويلة مصغرة كالصومال، ولكنه لن يحكم كامل البلاد، بدلاً من ذلك، عدد من القوى الحكومية والمعارضة والميليشيات الكردية، وجيوب لتنظيم الدولة الإسلامية سيسيطرون على كامل الأراضي.

ولكن كيف للأسد أن يحكم دولة هشة؟ فقد تحطمت شبكات المحسوبية التي كانت الموجودة مسبقاً واستعيض عنها بأمراء حروب شبه مستقلين، وميليشيات أو مجالس إدارة محلية. هذا هو الحال في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، حيث أن الميليشيات الموالية للنظام والعصابات التي بقيت مخلصة ستتوقع مكافآت على عملها مع النظام، وفي الواقع، القيادة السورية تقلل بشكل صارخ بمدى ابتعاد الشعب السوري ككل عن هذه القيادة، فالسوريون تمكنوا من التكيف لسنوات رغم كل ظروف الحرب واعتمدوا على أنفسهم، وإنه لوهم مطلق أن يعتقد النظام السوري أنه يستطيع العودة إلى أي شيء قريب من الوضع الذي كان قائماً.
وقد يكون للحكومة السورية ممثل في الأمم المتحدة، وسفارات في بعض البلدان، وجوازات السفر وطوابع وعملات مطبوعة، لكنها ليست دولة!
فسيطرة الأسد، وسلطته وشرعيته هي مقيدة بشدة، سواء كان يعرف هو ومؤيديه ذلك أم لا، حيث سيستمر بالاعتماد على نطاق واسع على المساعدات من الخارج إذا كان يريد استعادة ولو جزء من ما كانت عليه سوريا.
وفي سوريا الجديدة، سيضطر الأسد إلى إعادة تشكيل النظام السياسي ليتناسب مع هذا الواقع الجديد، وليس العكس!

مقالات ذات صلة

مظلوم عبدي ينفي مطالبة قواته بحكومة فدرالية ويؤكد سعيه للتواصل مع الحكومة الجديدة

جنبلاط يلتقي الشرع في دمشق

الشرع وفيدان يناقشان تعزيز العلاقات بين سوريا وتركيا

توغل جديد للقوات الإسرائيلية في محافظة القنيطرة

من عائلة واحدة.. وفاة طفل وإصابة ستة آخرين بانفجار مخلفات الحرب في درعا

تعيين مرهف أبو قصرة وزيرا للدفاع في الحكومة السورية الجديدة

//