بلدي نيوز – (عمر يوسف)
بدأت عدد من الآليات العسكرية التابعة لنظام الأسد بالتجول في أحياء مدينة حلب، مطلقة عبر مكبرات الصوت دعوات تطلب من المدنيين العودة إلى منازلهم، بعد أن أصبحت المدينة آمنة بالكامل، على حد وصفها. في استخفاف بالعقول وتجاهل لمآسي المدنيين في مناطق سيطرة النظام بمدينة حلب.
وقال مدنيون من حلب لبلدي نيوز، إن عربات عسكرية تابعة لما يعرف بالإدارة السياسية في جيش النظام، قامت خلال اليومين الفائتين بإذاعة بيانات للأهالي تطلب منهم العودة السريعة إلى بيوتهم، على أن يتم التعاون لإعادة بناء كل ما دمره "المسلحون"، وتقديم محافظة حلب المساعدات المجانية لهم في منازلهم.
وتلقى العديد من السكان في حلب هذه البيانات بالسخرية والتهكم، حتى من المؤيدين لنظام الأسد، حيث وصفوا هذه الدعوات بالمضحكة، كون معظم الأحياء السكنية في مدينة حلب شبه مدمرة وتحتاج إلى إعادة بناء من جديد، فضلا عن خراب البنى التحتية فيها، وغياب الماء والكهرباء.
الناشط الإعلامي في مناطق النظام "أبو أحمد الحلبي" قال لبلدي نيوز: "إن معظم المدنيين في حلب لم يعودوا إلى منازلهم، كونها أصبحت غير صالحة للسكن على الإطلاق، وهم يدركون أن نظام الأسد هو من دمر لهم بيوتهم، لكنهم غير قادرين على الحديث بهذا الشأن، خشية من الاعتقال، وفضلوا أن يكتموا في سرهم الألم والحسرة".
وأضاف الحلبي "على مدار أكثر من أربع سنوات، عمدت آليات الأسد العسكرية في حلب إلى تدمير معظم المناطق التي كانت تحت سيطرة الثوار، في سياسة ممنهجة تهدف إلى تأليب المدنيين على الجيش الحر، وأسلوب لتحميل الثوار المسؤولية عن هذا الدمار لاسيما في حلب القديمة، بهدف كسب التعاطف الدولي".
وأشار الحلبي إلى أن الدمار الذي تسبب به نظام الأسد في المدينة تجاوز الدمار الذي خلفته الحرب الأهلية اللبنانية، مؤكدا أن أحياء مثل "سيف الدولة وصلاح الدين والشعار" أصبحت عبارة عن كوم من الحجارة والأتربة.
وفي الوقت الذي نشرت فيه صفحات موالية للنظام تسجيلات مصورة لعربات النظام وهي تتجول في حلب، صب معلقون جام غضبهم بتعليقات تستنكر بيانات المطالبة بالعودة إلى بيوتهم.
ونشر حساب باسم "عائشة نكلاوي" تعليقاً قالت فيه "أي بيوت عم تحكو عنها ؟ خلي يجيبو الكهربا والمي ويشيلو الزبالة من الشوارع ولا تنسوا الحجارة الي بالبنايات الي عم توقع فوق الناس بدها شيل والاهم من هادا كلو انو الي مخروب بيتو كيف بدو يرجع".
كما نشر حساب "قمر الرحمن" تعليقاً يقول: "وكيف راح يرجعو ومافي مي ولا كهربا ولا مقومات للحياة".
في حين لا تلقى هذه التعليقات أذنا من نظام الأسد، الذي يقتل القتيل ويمشي في جنازته، متباكيا على ما دمره بآلته الحربية من حلب وتراثها التاريخي.