بلدي نيوز - الحسكة (كنان سلطان)
ظهر "نواف راغب البشير" أحد شيوخ قبيلة "البكارة" في سوريا، على قناة العالم الإيرانية الناطقة بالعربية، بعد سنوات من ظهوره كمعارض لنظام الأسد، لكن هذه المرة يبحث عن "حضن الوطن" الذي يراه ممثلا بنظام الأسد.
وكشف البشير عن عدد من النقاط في لقائه الأخير، حيث أكد على أحقية رأس النظام بشار الأسد في الترشح للرئاسة في سوريا، رافضا في الوقت ذاته أي حلول قادمة من الدول العربية مثل قطر والسعودية، ويرى البشير أن الحل في دمشق بحوار سوري سوري، مثمنا الموقف الروسي الإيراني، الطرفان اللذان أوغلا في إسالة أنهر من الدم السوري .
مصادر خاصة أكدت لبلدي نيوز، أن الظهور الأخير للبشير، هو محاولة من إيران في استثمار ورقة جديدة في منطقة الجزيرة السورية، التي تشهد استقطابات كبيرة بين أطراف الصراع على النفوذ في الشمال السوري.
وأشارت المصادر إلى أن إيران تسعى ليكون البشير عرابها في المنطقة، لاستكمال المشروع الشيعي الذي يهدف للتمهيد للوجود الشيعي المتمثل بالحشد الطائفي، ونوهت إلى وجود البشير في طهران أو بلبنان تحت حماية ميليشيا حزب الله في ذات السياق.
المصادر ذاتها قالت إن قنوات الاتصال بين البشير وطهران، فتحت عن طريق عمر عاشورالمسؤول عن تمويل ميليشيا لواء الباقر، المشكل من عناصر تشيعت عقب التدخل الإيراني لقمع الثورة السورية، موضحة أن عاشور، هو أحد تجار المخدرات.
ويستعد نشطاء وسياسيون من المنطقة الشرقية لإعلان براءتهم من مواقف نواف البشير المسيئة لأهالي المنطقة، وخيانة دم الشهداء، وفقا لما كشفت مصادر لبلدي نيوز.
من جهته الحقوقي والسياسي "حمد شهاب الطلاع" يرى بأن موقف البشير الأخير إنما هو استدارة ليست وليدة اللحظة الراهنة، وليست مقصورة على ردة فعله على الكيانات التي تصدرت قيادة الثورة وأقصته، كالائتلاف الوطني، إنما الأمر يتعلق أيضا بنصائح تلقاها من السفارة الأميركية في تركيا عند تأسيس جبهة الجزيرة والفرات بداية 2013.
وأردف الطلاع في حديث لبلدي نيوز "تلك الجبهة التي كنت أنا أيضا من مؤسسيها إلى جانب الشيخ نواف وأحد أعضاء قيادتها، وبعد أقل من شهر من تأسيس الجبهة غادرها الشيخ نواف بناء على نصيحة من السفارة الأميركية، بأن معظم القوى العسكرية التي تنضوي تحت لواء الجبهة ستصنف لاحقا قوى إرهابية على مستوى دولي".
وبين في حديثه "منذ تلك اللحظة بدأ الشيخ نواف بفتح خطوط مع إيران، ومن ثم مع الروس، ولاحقا مع النظام، بهدف الاستدارة التي نراها الآن".
وكشف "الطلاع" أنه قد جرى حوار بينه وبين البشير ضمن مجموعة ضيقة قبل حوالي عشرين يوماً من الآن، حول أفق الحوار الجاري الآن بقيادة روسيا وما يمكن تحقيقه من مؤتمر الآستانة، فكان واضحا من خلال الحوار أن الأمور بينه وبين النظام قد وصلت إلى مستويات متقدمة، بحسب ما أكد "الطلاع".
وأكد أن البشير دُعي إلى الدخول بشكل مباشر في حكومة وحدة وطنية بقيادة الأسد، منوها إلى اختلافه معه حول هذه المسألة، الأمر الذي دفعه لمغادرة مجموعة الحوار هذه.
وأردف "وصلني خبر الأسبوع الماضي من طرف ثالث، أن البشير أصبح في دمشق وسيغادر إلى موسكو بعدها والآن لا علم لي أين هو".
وردا على دور إيران في الجزيرة مستقبلا قال الطلاع: "لا أعتقد أن إيران بحاجته في هذا الموضوع فهناك حزب العمال الكردستاني هو من يسيطر وهو الحليف الأوثق إيرانيا".