بلدي نيوز – (منى علي)
على الرغم من أنها رفعت شعار "صوت الذين لا صوت لهم"، إلا أنها كانت خلال سنيّ الثورة السورية، صوتاً صارخاً مناصراً للظلم والقتلة، وعنصراً في جوقة الموت المسلط على رقاب السوريين بقيادة نظام الأسد وعضوية الحلفاء الطائفيين من طهران إلى الضاحية الجنوبية.
صحيفة "السفير" اللبنانية، التي أصدرت آخر أعدادها في 31-12-2016، لتعلن موتها بعد 42 عاماً من العمل الذي مر بمنعطفات كثيرة، وكان عددها الأول صدر في 26 آذار/مارس 1974، وهي محسوبة على التيار القومي العربي، مؤسسها ورئيس تحريرها هو طلال سلمان، الصحافي اللبناني البارز، الذي قرر في الأزمة السورية الوقوف بإصرار في صف القتلة والمجرمين متماشياً مع نظرية "الممانعة والمقاومة"، متغافلاً عن قتل مليون بريء وتشريد 11 مليوناً وتدمير مقومات بلد عريق.
وعلى الرغم من استماتة "السفير" في الدفاع عن بشار الأسد و"حزب الله" وإيران، إلا أن أياً منهم لم يتفضل على الحليف الإعلامي بالتمويل اللازم للاستمرار في الصدور.
الكاتب والمفكر السوري المعروف، صبحي حديدي، قال معلقا على الإغلاق: " نهاية السفير، ولكن.. ألم تنته من زمان، منذ أن طوت شعارها الشهير، وصارت صوت القذافي مرّة، الحريري مرّة، وإيران/حزب الله مرّة.. حتى التشييع؟"
ومن المعروف أن صحيفة طلال سلمان كانت صوتاً لنظام معمر القذافي، قبل أن تنتقل إلى صف "حزب الله" وتغزل على مغزل "المقاومة".
الصحفي السوري، فراس ديبة، علق على توقف الصحيفة اللبنانية بالقول: "قد يكون الحدث الأجمل في اليوم الأخير من السنة (2016) هو إغلاق المسلخ الإعلامي الإرهابي المسمى (السفير)، هذا المسلخ الذي ساهم في شرعنة وتبرير قتل الأبرياء في سوريا تحت ذرائع المؤامرة ومحاربة الإرهاب، كنت وسأبقى من المدافعين عن حرية الرأي والتعبير، لكنني بالمقابل لا أرى أن الإعلام الحربي ذو صلة بالرأي أو التعبير, دور الإعلام الحربي مساندة العسكر في مهماتهم القتالية، وكذلك كانت (السفير) التي روجت وهللت لانتصارات الإجرام على لحوم أطفالنا"..
وأعرب الصحفي "ديبة" عن أمله بـ"محاكمة كتّاب السفير المجرمين يوماً".
السفير كان مقررا أن تتوقف وتغلق نهائيا بحلول 31 مارس 2016، كما أعلن وقتها صاحبها طلال سلمان، نتيجة نقص التمويل والدعم، إلا أنه عدل عن قراره أملاً بإنقاذ الجريدة من قبل حلفائها، وهو مالم يحدث، إذ فضلت الميليشيات الطائفية الاستمرار في دعم جريدة "الأخبار" التشبيحية بدل "السفير".