ميليتري تايمز – (ترجمة بلدي نيوز)
وفقاً لمسؤولين أميركيين، المحادثات بين الولايات المتحدة وروسيا في معاركهما المنفصلة ضد تنظيم الدولة الإسلامية أصبحت أكثر إنتاجية وأكثر تواتراً، حيث أن كلا الجانبين يشارك المعلومات في الوقت الحقيقي، وحتى أنهما يحددان بعضاً من أهدافهما الاستراتيجية للأشهر المقبلة، وهذا التقدم في التعاون العسكري ومشاركة المعلومات يبدد أي فكرة بأن العلاقات بين خصمي الحرب الباردة السابقة "جامدة".
ومن ضمن هذه المناقشات، أوضحت روسيا أن الأولوية بالنسبة لها هي مكافحة الإرهاب في سوريا واستعادة السيطرة على مدينة تدمر الأثرية، أما الولايات المتحدة فمصممت على الضغط على مقر تنظيم الدولة في الرقة.
هذا وتتطور الاتصالات الوثيقة بين البلدين على الرغم من الاتهامات المريرة العلنية ضد بعضها البعض على مدى الدمار في حلب، وعلى الرغم من مزاعم موسكو بأن العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة "متجمدة على جميع المستويات العملية!".
وقال المسؤولون أن المناقشات العسكرية السرية لا تركز على مواقع الاختلاف بين البلدين من الحرب الأهلية في سوريا، حيث تقاتل روسيا الى جانب الحكومة وتدعم الولايات المتحدة جماعات المعارضة السورية، وانها تركز على العمليات العسكرية المباشرة.
ويبدو أن الجانبين قد وضعا الكثير من العداء العام جانباً، والتي تضمنت اتهامات واشنطن لروسيا باقتراف جرائم حرب في حلب، واتهام موسكو لأمريكا بدعمها لجماعات إرهابية مثل تنظيم القاعدة.
ومنذ 15 كانون الأول، أجرت قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة غارات جوية على أكثر من عشرين موقعاً في مختلف أنحاء تدمر، ودمرت أسلحة دفاع جوي ودبابات وملاجئ طائرات ومخابئ تخزين وغيرها من المركبات والمعدات.
وفي الوقت نفسه، أكد المسؤولون الأميركيون والروس أن الجيشين "لا يتصادمان في المجال الجوي فوق مدينة تدمر التي استولى عليها التنظيم للمرة الثانية في وقت سابق من هذا الشهر، وأن الضربات الأميركية لا تستهدف القوات الروسية أو السورية".
لكن المحادثات تجاوزت التفاصيل الصغيرة، وأصبحت تتناول خطط الولايات المتحدة وروسيا على نطاق أوسع، وفقاً لعدد من المسؤولين الامريكيين، الذين كانوا غير مخولين بالحديث علناً عن المحادثات السرية وطلبوا عدم الكشف عن هويتهم.
وقال مسؤول أمريكي أن الروس يهدفون بعد استعادة تدمر، بالتحرك ضد المتشددين المحتشدين في دير الزور، وهي مدينة قريبة من الحدود العراقية، وأن النجاح في السيطرة على دير الزور، يمكن أن يستغرق من روسيا عدة أشهر.
وقد أصبحت تدمر مهمة أكثر إلحاحاً بعد سيطرة التنظيم على المدينة والاستيلاء على المعدات والأسلحة العسكرية الروسية والسورية في هذه العملية، وتشمل مدفعية الدفاع الجوي الخطيرة التي يمكن استخدامها ضد قوات التحالف والقوات الصديقة.
نطاق المناقشات يوحي بأن الجانبين قد انسحبا من بعض الخطاب المتطرف في الأشهر الأخيرة، والذي أعقب دعم روسيا لجهود الجيش السوري الناجحة لاستعادة السيطرة على كامل مدينة حلب، في حين أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن أمله بأن يحسن دونالد ترامب التعاون بين الولايات المتحدة وروسيا، والذي يبدو أنه بالفعل بدأ بالحدوث.
ورغم القيود القانونية التي تحظر على الولايات المتحدة أي علاقات عسكرية مع روسيا عقب ضمها عام 2013 لمنطقة القرم الاوكرانية، إلا أن تصاعد الصراع في سوريا أصبح أكثر اهمية بالنسبة للبلدين لتجنب الحوادث والاصطدامات في سماء مزدحمة بشكل متزايد -كما حدث- عندما قتلت الولايات المتحدة عن طريق الخطأ العشرات من الجنود السوريين في غارات جوية قرب دير الزور في أيلول الماضي.
يقول جون دوريان العقيد في سلاح الجو والمتحدث باسم قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة في العراق وسوريا: "نحن بالتأكيد لا نريد تكرار ذلك".