بلدي نيوز – (منى علي)
تصاعدت العمليات "الإرهابية" في العالم كله بشكل فائق مع تعقد الأزمة السورية وعجز المجتمع الدولي عن وضع حد لإجرام نظام الأسد والاحتلالات التي وطدت سيطرتها على الأرض ونكلت بالشعب السوري بأطفاله ونسائه وشيوخه، كل ذلك تحت مسمى عريض اخترعته هذه القوى المحتلة، وأوجدت له أرضية خصبة ورعاية وإمداداً فهو ضرورة لبقائها واحتلالها واستمرار التنكيل بالشعب الثائر بذريعة "الإرهاب".
هذا "الإرهاب" الذي ضرب غرب العالم وشرقه، إلا إيران، التي ابتكرته وتسيره وتتحكم به عن طريق نظام الأسد والجغرافيا السورية التي جعلوها ملاذاً لأولئك "الإرهابيين" المنظمين من قبلهم.
وكان يوم أمس الاثنين، من أكثر الأيام دموية، فشهد دعس وقتل 12 شخصاً بهجوم بشاحنة على سوق في برلين بألمانيا، وقتل ثلاثة في زيوريخ قرب مركز إسلامي بسويسرا، واغتيال سفير روسيا في تركيا بإطلاق نار.
إلى ذلك تواصلت عمليات القتل في "الكرك" بالأردن حيث قُتل اليوم 4 رجال شرطة من قبل عناصر "إرهابية" قتلوا قبل يومين 10 أشخاص في قلعة المدينة الأثرية، كما رفعت فرنسا التحذيرات الأمنية ودفعت بآلاف الشرطيين لتعزيز الأمن في البلاد، وكذلك فعلت إيطاليا.
ويصر الجميع على تجاهل المصدر والسبب، مع أنهم أقروا به على أعلى المستويات، حيث اعترف الأوربيون والعرب والأتراك وغيرهم، أن "الأزمة السورية" هي السبب، ويصرون مع ذلك على تجاهل الحلول مكتفين بالتنديد وذرف الدموع على الضحايا وتوعّد "الإرهابيين" دون الإشارة إلى صانعيهم ورعاتهم المعروفين للجميع (نظام الأسد وإيران).
عبد الباسط سيدا، رئيس المجلس الوطني الأسبق، قال في تغريدة له على تويتر: "قتل السفير الروسي في أنقرة. وقتل المواطنين الألمان في تسوّق عيد الميلاد. وإرهاب قيصري. كل ذلك ارتدادات تسونامي إرهاب النظام السوري ورعاته."
وهو ما أكده وذهب إليه الكاتب والسياسي خطيب بدلة، عضو المكتب السياسي للائتلاف الوطني الذي استقال مؤخرا، إذ قال لبلدي نيوز: "هناك دكتاتوريات عابرة للحدود وجدت مكانا تتصارع فيه هو سوريا، دكتاتورية الولي الفقيه ودكتاتورية بوتين، إضافة للحالة الاستعمارية الموجودة أصلاً عند أمريكا وبعض دول أوربا، واختلط الحابل بالنابل في الأرض السورية، وهذا الشعار الذي رفعته كل هذه الدول هو شعار كاذب اسمه (الإرهاب) وهو حالة شبه وهمية يمكن أن تُخلق وتفنى تحت الطلب، لأنه عندما يكون هناك شعب يُعتدى عليه ولا يوجد من يناصره سيلجأ إلى وسائل بدائية أو انتقامية عاطفية، وسينتقل هذا الغضب، وهو غير مبرر لأنه نحن الذين يُعتدى علينا لا يجوز أن نكون معتدين، ولكن هذا شيء لا يمكن ضبطه ولا الانتهاء منه إلا بإزالة الأسباب".
وأكد الكاتب والسياسي السوري أن "الإرهاب" يُمارس ويُنسب للحالة السورية مؤكدا أنه "فيما لو سويت المسألة السورية تسوية لائقة تلبي رغبات هذا الشعب المظلوم، فلا شك أن حالة الإرهاب التي تمتد إلى الخارج ربما تتوقف ويعود الشعب السوري إلى ما كان عليه كشعب مسالم ديمقراطي منتج"، وهذا يعني بالطبع أن الذين يمارسون "الإرهاب" باسم الشعب السوري وقضيته سيفقدون الغطاء وينكشف أمرهم ولمصلحة من يعملون.
ويبدو أن "التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب" ما زال يخطئ الهدف ويضرب في المكان الخطأ سياسيا وعسكريا، فعدو العالم وصانع الإرهاب يقبع في دمشق المحتلة، وعنوانه معروف لهم جميعا!.