المرأة وحكاية الصمود في مخيمات اللاذقية - It's Over 9000!

المرأة وحكاية الصمود في مخيمات اللاذقية

بلدي نيوز – اللاذقية (محمد عبدالله)
اجتمعت ظروف الحرب مع ظروف الطبيعة لتزيد من معاناة النساء في مخيمات ريف اللاذقية وكان وقعها أشد تأثيراً على النساء، وخاصة ممن ليس لديهن أزواجاً أو معيلاً يعينها على تحمل مشقات الحياة وتحمل أعبائها في أصعب الأوقات.
فاطمة زوجة أحد الشهداء تسكن في خيمة صغيرة مع طفلها على الحدود السورية التركية بريف اللاذقية، تصف جزءً من المعاناة التي تعايشها يومياً مع بدء فصل الشتاء وتساقط الثلج وموجة الصقيع التي تجتاح المنطقة.
وقالت فاطمة في حديثها لبلدي نيوز: "استشهد زوجي قبل عدة اشهر بقصف الطيران الروسي الذي استهدف منزلنا الذي تركناه منذ أكثر من سنة في قرية كبينة بجبل الاكراد أثناء محاولته جلب بعض الاغراض من هناك".
وتابعت، "هربت من القصف مع ولدي الوحيد لعلي أجد مكاناً آمناً نوعاً ما، لكن شاءت الأقدار أن ينتهي بنا المطاف في هذه المخيمات التي تفتقر لكل مقومات الحياة، قبل أيام بدأت الثلوج تنهمر علينا و ومن ثمَ موجة صقيع قوية ضربت المنطقة مما أضاف علي أعباء كبيرة، لتأمين الحطب للتدفئة، وجلب الماء للخيمة".
وتضيف فاطمة، لجلب الماء حكاية جدية مع المعاناة، حيث وصل إلى درجة التجمد وندرة وجوده في المناطق القريبة، ما أوجب علي وعلى غيري من النساء جلبه من أماكن بعيدة، دون توفر وسيلة للنقل، وهي مهمة صعبة على امرأة، فيحين أغلب النساء يستعن بأزواجهن لهذه المهمة.
ويقطن في مخيمات ريف اللاذقية الشمالي أكثر من 40 الف نسمة بينهم أكثر من 500 امرأة لا تملك معيل أو من يساعدها، وفق إحصائيات إدارة المخيمات، أجبرت هذه النساء على القيام بأعمال الرجال من جلب للماء من مناطق بعيدة وقطع الحطب وحمله إلى الخيم، ناهيك عن ترميم الخيم التي لا تقاوم ظروف الطبيعة من درجة حرارة عالية وهواء شديد أو ثلوج وما شابه ذلك.
في وصفها لحالتها الآن في الخيمة قالت فاطمة: "هذه ليست خيمة هذه خرقة متعفنة فقط لا تمنع الماء عنا ولا تمنع البرد ، قبل ايام أصبحت أرض الخيمة كالأنهار والينابيع في ظل الامطار التي هطلت رغم ان فصل الشتاء في بدايته".
عائشة التي تجاوز عمرها ال70 عاما تقطن في مخيم "الزوف" في ريف جسر الشغور الغربي مع زوجها المقعد، تظهر عليها ملامح المعاناة والشقاء والتعب على جسدها الضعيف.
قالت عائشة في حديث لبلدي نيوز: "أعمل جاهدة لتامين المعيشية وأحيانا أتلقى بعض المساعدات الخيرية من قبل الجيران التي تعينني وزوجي المقعد نتيجة إصابته بشظايا من الصواريخ الروسية التي انهمرت علينا في قريتنا بجبل الأكراد بريف اللاذقية".
وأضافت، أنهكني التعب وأنا امرأة مسنة حين احاول تأمين الماء وقطع الحطب من الجبل كي نتصدى للبرد القارس الذي هو الآخر أنهكنا تحت هذه الخيمة الرثة.
وختمت حديثا بالقول: " دائماً أرفع يدي للسماء وأدعو الله أن يهلك روسيا وطيرانها والنظام المجرم الذي جلبهم إلينا ومن ثم شردونا وأجبرونا على السكن في الغابات في الخيم، فقط لأننا قلنا كلمة حق ولا بدّ من أن تفرج يوماً وأن ينتقم الله لنا".

مقالات ذات صلة

الحكومة اللبنانية تواصل تحصيل فواتير الكهرباء من مخيمات اللاجئين السوريين

لبنان تحصل 80 ألف دولار عن الكهرباء من مخيمات اللاجئين السوريين

تقرير لفريق “منسقو استجابة سوريا” يرصد الفجوة بين التمويل وبين الاحتياجات شمال غربي سوريا

منتدى الدوحة: حان الوقت لحل الازمة السورية

مصرع عنصر من قوات النظام قنصا بريف اللاذقية

"الهيئة" تنفذ عملية جديدة ضد النظام بريف اللاذقية