بلدي نيوز – (أحمد عبد الحق)
أبدى رئيس النظام بشار الأسد في حديث لصحيفة الوطن المحلية الموالية، رضاه الكامل عن انتخاب ميشيل عون لرئاسة الجمهورية اللبنانية، مشيراً إلى أن انتخاب عون هو انتصار للبنان، وأن وجود شخصية عون في هذا المركز هو انتصار للبنان وسوريا معاً، مركزاً على فكرة رئيسية وهي إدراك "عون لمخاطر الإرهاب حول لبنان".
وكان الأسد أرسل وفداً لمباركة رئاسة "عون" للبنان، حظي باستقبال رسمي، كما زاره كل من سفير نظام الأسد ومفتي النظام بدر الدين حسون، وذلك في محاولة لتوريطهم في سجال الحرب الدائرة في سوريا، وإنهاء ما انتهجته حكومة لبنان طوال السنوات الماضية من سياسة "النأي بالنفس"، علماً أن ذلك لم يكن صحيحاً بالمطلق، حيث تورطت ميلشيا "حزب الله" بالحرب على السوريين، وتشارك بفعالية في القتال ضدهم، خاصة في حلب وأريافها، وأرياف دمشق وحمص.
مراقبون ينظرون لتصريحات الأسد الداعمة لعون والذي وصل للسلطة بدعم كبير من "حزب الله" الحليف الاستراتيجي للأسد، على أنها مؤشرات كبيرة لسعي الأسد وحليفه "حزب الله" لزج لبنان بشكل فعلي في الحرب، بحجة محاربة الإرهاب، والانتهاء من مرحلة النأي بالنفس لكل لبنان بكل قواه وأطيافه.
هذه المؤشرات تنذر باقتراب المحرقة المستعرة على الأرض السورية لتشمل لبنان، ليتمكن "حزب الله" من اللعب في الأوراق السياسية والعسكرية في لبنان وبشكل رسمي ممثلا برأس النظام عون.
كل هذا يأتي في إطار "المقاومة والممانعة"، التي لا يجد حلف نظام الأسد وإيران و"حزب الله" غيرها وسيلة للتستير على الجرائم بحق الشعوب والإنسانية.
وهذا هو الخط الذي راح يروج له "مفتي البراميل" عند "الجنرال الهارب"، حيث زعم حسون أنه باتفاق "سوريا ولبنان" يمكن استعادة فلسطين، هذا التحرير الذي لم يحدث رغم احتلال نظام الأسد للبنان مدة ربع قرن!
عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش قال حول الزيارة: "رئيس الجمهورية حرّ ومسؤول في من يريد أن يستقبل، ولكن برأيي هكذا شخصيات مشاركة في قتل الشعب السوري يجب تحاشي اللقاء معها".
مضيفاً "هناك محاولة لخطف الرئيس ولحشره بالممانعة، وهذه الزيارة لا تفيد ولا إيجابية منها".
وبعد وصول "عون" إلى سدة الرئاسة في لبنان، بعد شغور مقعد الرئيس لحوالي عامين ونصف، بدا واضحاً التجاذب الكبير بين محوري إيران والسعودية للسيطرة على قرار الدولة اللبنانية التي لم تعد بعد اتفاق الطائف تمتلك من قرارها وسيادتها سوى الاسم.