بلدي نيوز – إسطنبول (خاص)
كشف مصدر مطلع لبلدي نيوز أن روسيا تفاوض المعارضة المسلحة من أجل إخلاء مقراتهم في غوطة دمشق والانتقال نحو إدلب، وذلك مقابل وقف القصف على مدينة حلب وريفها.
وقال المصدر المطلع إن روسيا مهتمة بتأمين العاصمة دمشق ومحيطها أكثر من الدخول إلى مدينة حلب، وهي ما عملت عليه من خلال قاعدتها العسكرية في اللاذقية والذي يطلق عليه "مركز حميميم للمصالحات"، وكان أهالي مدينة داريا بريف دمشق غادروا إلى مدينة إدلب، ومن ثم تبعها سكان المعضمية، قدسيا، الهامة، تل منين، وخان الشيح.
وأجرى نظام الأسد وروسيا العديد من الاتفاقيات مع المعارضة المسلحة في العاصمة دمشق وريفها، والتي انتهت بتسليم المعارضة لكافة مقراتها ونقلهم عبر حافلات خضراء نحو مدينة إدلب، وأدانت المعارضة السورية تلك الاتفاقيات، واعتبرتها عمليات تهجير قسرية يحاسب عليها القانون الدولي.
ولفت المصدر إلى أن روسيا تحاول عبر القصف المكثف إرغام المعارضة السورية على القبول، لكن الفصائل المسلحة في الغوطة وعلى رأسها "جيش الإسلام" ترفض ذلك الطرح.
وتابع المصدر قوله "إن دخول حلب هو مطلب إيران والنظام وليس مطلب روسيا"، مضيفاً أن "موسكو تستخدم كرت حلب للمساومة فقط".
وعطلت روسيا والصين مشروع قرار في مجلس الأمن صاغته مصر ونيوزيلندا وأسبانيا، يدعو لوقف الأعمال العدائية بشكل فوري لمدة سبعة أيام، وتهيئة الظروف لإيصال المساعدات الإنسانية للمحاصرين.
ورفضت المعارضة المسلحة الخروج من أحياء حلب، وسط قصف عنيف غير مسبوق منذ 15 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، أجبرها على التراجع عن عدة أحياء لصالح قوات النظام والميليشيات الإيرانية بدعم جوي روسي، وقال المعارضة إنها "سوف تبقى تقاتل حتى آخر قطرة دم".
ويعقد مجلس الأمن جلس جديدة حول حلب يوم غد الجمعة، سيتحدث خلالها المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، ومن المنتظر أن تقدم فرنسا وبريطانيا مشروع قرار جديد لوقف القصف بشكل فوري على حلب، وإيصال المساعدات الإنسانية للمحاصرين.
ودعت كل من كندا وفرنسا وألمانيا وايطاليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية إلى وقف فوري لإطلاق النار في سوريا، يتيح للأمم المتحدة إيصال المساعدات الإنسانية للسكان المحاصرين في حلب وتوفير الإغاثة لمن فروا نتيجة القصف.
وأدنت الدول في بيان مشترك لها الأعمال التي يقوم بها النظام وداعميه الأجانب، خاصة روسيا، لإعاقة الإغاثة الإنسانية، كما أدانوا بشدة هجمات النظام المدمرة على المدنيين والمنشأت الطبية، واستخدامه للبراميل المتفجرة والأسلحة الكيميائية.
وأشار البيان إلى أن المعارضة وافقت على خطة الأمم المتحدة ذات الأربع نقاط الخاصة بحلب، مؤكدين على وجوب الموافقة على ذلك من قبل النظام أيضاً، داعياً النظام إلى القيام بذلك على وجه السرعة لتخفيف حدة الوضع المروع في حلب؛ وكما دعا روسيا وايران لاستخدام نفوذهما للمساعدة في تحقيق ذلك.