بلدي نيوز – حلب (يوسف الجابر)
تمكنت قوات النظام والمليشيات الإيرانية، من تحقيق تقدم في حي مساكن هنانو، أحد أكبر أحياء المدينة الشرقية، الخاضعة لسيطرة الثوار، ما شكل خرقا كبيرا لم يحدث منذ دخول الثوار إلى مدينة حلب عام 2012م.
وأثار تقدم النظام في الجبهة الشرقية من مدينة حلب عدة تساؤلات حول طبيعة المعارك العسكرية القادمة، وما يهدف إليه النظام من خلالها، ومدى قدرة الثوار على صد الهجوم وامتلاك زمام المبادرة من جديد، بعد توقف المعارك في الجبهة الجنوبية والغربية من المدينة، والتي لم يكتب لها النجاح في تحقيق اختراق وفك الحصار عن الأحياء الشرقية.
وفي قراءة خارطة توزع القوى في شرق حلب يظهر أن قوات النظام تتبع أسلوب القضم البطيء لمناطق الثوار، مستفيدة من الكثافة النارية التي تمتلكها، إضافة إلى اعتمادها على آلاف العناصر من الميليشيات الإيرانية، التي تقوم بعمليات الاقتحام المتتالية، رغم الخسائر البشرية الكبيرة التي تتعرض لها، وهو ما يشكل ضغطا كبيرا على الفصائل المدافعة عن تلك الأحياء، ويجعل الصمود لوقت طويل أمرا صعبا.
بالمقابل، تبدو فصائل الثوار في حلب في وضع لا تحسد عليه لاسيما أن مناطق سيطرتها تخضع لحصار بري خانق من أكثر من ثلاثة أشهر، ما أثر سلبا على الإمداد العسكري القادم من الريف الشمالي والغربي، وهو ما يجعلها أقرب إلى خوض حرب استنزاف مفروضة من قبل قوات النظام.
من جهته، حذر أبو عبدالرحمن نور، قائد قطاع حلب من الجبهة الشامية كبرى فصائل الثوار، من وقوع كارثة إذا تمكن النظام من تقسيم شرق المدينة، داعياً إلى مزيد من المساعدة من الول الداعمة للمعارضة السورية.
وأضاف القيادي، في تصريحات صحفية، أن قوات النظام تحاول تقسيم الشطر الشرقي إلى شطرين في هجومٍ بري وجوي يودي بحياة كثيرٍ من المدنيين المحاصرين وعناصر الثوار.
وبحسب القيادي؛ فإن هدف النظام هو أن "يحاصر النظام شرق حلب مرتين ويقسمها إلى منطقتين، وهذه كارثة إذا تمت"؛ لأن "قوات النظام ستتمكن حينها من فتح جبهات جديدة"، لكن نور رغم ذلك يؤكد ارتفاع معنويات مقاتلي الثوار، قائلا "إن شاء الله لن يكون الموضوع سهلاً توجد إمكانيات جيدة وصد جيد".
