واشنطن بوست: السنة أكبر الخاسرين من وجود تنظيم "الدولة" - It's Over 9000!

واشنطن بوست: السنة أكبر الخاسرين من وجود تنظيم "الدولة"

بلدي نيوز – (ترجمة)
كتبت صحيفة الـ "واشنطن بوست" الامريكية مقالاً بعنوان "السنة أكبر الخاسرين من وجود تنظيم الدولة" سلطت في مقالها الضوء على معاناة الاهالي في المناطق العربية السنية التي يسيطر عليها التنظيم بالعراق وسوريا.
وقالت الصحيفة، إنه بينما تتقلص مساحة الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم "الدولة" وتتراجع "دولة الخلافة" التي أعلنها زعيمها أبو بكر البغدادي عام 2014، فإن المزيد من العرب السنة يدخلون مخيمات النزوح الجديدة التي أعدت لهم وسط برد قارس، فأكبر الخاسرين من وجود هذا التنظيم هم العرب السنة، وليس مسلحي التنظيم، الذين من ربما يعودون مرة أخرى إلى الصحراء لإعادة تنظيم صفوفهم.
وذكرت الصحيفة أنه لم تبق مجموعة عرقية أو دينية بعيدة عن الانتهاكات التي يمارسها تنظيم "الدولة" في العراق أو سوريا، وهو ما دفع كل هذه المجموعات إلى تشكيل قوة لمقاتلتها، مشيرة إلى أن غالبية الأراضي التي استولى عليها التنظيم هي أراض ومناطق للعرب السنة، والغالبية العظمى من العراقيين الذين نزحوا من ديارهم، والتي تقدر بنحو 4 ملايين نازح هم من العرب السنة؛ بسبب الحرب على التنظيم.
وتشدد الصحيفة على أنه لم يكن للعرب السنة يد في ظهور هذا التنظيم المتشدد، فهم- مثلهم مثل الآخرين- دفعوا ثمن التطرف الذي يقوده تنظيم "الدولة"، إلا أنه أسهم بتعميق الانقسامات في المجتمع.
في الصدد يقول الشيخ غازي محمد محمود، رئيس عشيرة سنية في ربيعة شمال غرب العراق، إن تنظيم"الدولة" "كان مثل تسونامي الذي اجتاح المناطق السنية، لقد فقدنا كل شيء؛ بيوتنا وأعمالنا وحياتنا".
أما في سوريا، فيتحمل العرب السنة العبء الأكبر لظهور تنظيم "الدولة"، حيث تقصف المدن والأحياء السنية بغارات متواصلة للطيران السوري والروسي، وفي محاولة لسحق التنظيم وأيضاً للمعارضة السنية الأخرى، استخدمت حكومة نظام الأسد جماعات شيعية من إيران والعراق ولبنان، وهو ما أدى إلى هجرة قرابة 5 ملايين سوري.
ويخشا محللون من أن يتحول العرب السنة إلى طبقة مهمشة ومحرومة، حتى من أراضيها التي كانوا يسيطرون عليها يوماً ما، وكل ذلك في إطار الدوامة الكبيرة التي خلفها تنظيم "الدولة".
ويعتبر روبرت فورد، السفير الأمريكي السابق في دمشق، ويعمل حالياً في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، إن الأمر يتعدى موضوع السيطرة على الأراضي، فإذا لم يعمل الحكام الجدد للمناطق التي سيتم طرد تنظيم "الدولة" منها، على توفير البيئة المناسبة للناس، من خدمات ومدارس ومياه وكهرباء، فإن ذلك سيمنح تنظيم "الدولة" الفرصة من أجل تجنيد مزيد من الناس والعودة مرة أخرى إلى تلك المناطق.
وفقاً لعمال في الإغاثة الإنسانية ودبلوماسيين، فالمناطق المحررة من قبضة تنظيم "الدولة" لا يمكن أن تبقى على ما هي عليه، إنها بحاجة إلى إعمار وإعادة تأهيل ومصالحة.
وطرد التنظيم من تلك المناطق يمكن أن يمنح العرب السنة أملاً بالعودة إلى مناطقهم، وأيضاً للشيعة والأكراد بفتح صفحة جديدة.
وتلفت الصحيفة إلى أن التحدي على ما يبدو سيكون صعباً، فالعقبات هائلة، والموارد شحيحة، وآفاق المصالحة الحقيقية بين العراقيين ما زالت بعيدة.
حيث تفقُّد المناطق والبلدات التي تم تحريرها من قبضة تنظيم "الدولة"، يمكن أن يكشف لك جانباً من الدمار الذي لحق بتلك المناطق السنية، فكثير من تلك القرى والبلدات دمرت بالكامل، وتمزقت حياة أبنائها، كما أنها ما زالت شبه فارغة في ظل إجراءات العودة المشروطة التي وضعتها حكومة بغداد عليهم.
المناطق السنية التي تمت استعادتها من قبضة تنظيم "الدولة" كانت بجهود "القوات المشتركة وفصائل الحشد الشعبي" التي قامت بالإمساك بالأرض بعد تحريرها من التنظيم، وهو ما ينبئ بتفجر صراعات مستقبلية في تلك المناطق.
على سبيل المثال فمدينة ربيعة هي بلدة سنية، تقع على الحدود العراقية السورية، استولى عليها التنظيم عام 2014، وتمت استعادتها قبل شهرين من قبل وحدات البيشمركة الكردية، حيث تقوم إدارة إقليم كردستان بإدارة تلك المنطقة في وقت قام فيه أهالي المنطقة بتشكيل مجاميع مسلحة لمساندة القوات الكردية لمنع عودة مسلحي التنظيم.

ورغم ذلك ما زالت العلاقة بين سكان تلك المنطقة والحكام الجدد تشوبها الريبة والشك، فالسلطات الكردية تطلب إذناً من كل مقيم بالمنطقة للسفر إلى خارجها، أو حتى للدخول إليها، وذلك يشكل عبئاً كبيراً على السكان الذين عرفوا التجارة مع سوريا طيلة عقود.

مقالات ذات صلة

خسائر لقوات "قسد" بقصف تركي على الحسكة

توثيق مقتل 89 مدنيا في سوريا خلال تشرين الثاني الماضي

قائد "قسد": الهجمات التركية تجاوزت حدود الرد وأضرت بالاقتصاد المحلي

لمناقشة العملية السياسية في سوريا.. "هيئة التفاوض" تلتقي مسعود البرازاني

"رجال الكرامة" تعلن إحباط محاولة لتصفية قاداتها

تقرير يوثق مقتل 27 شخصا خلال تشرين الأول الماضي في درعا