بلدي نيوز – إسطنبول (غيث الأحمد)
اعتبرت المعارضة السورية أن توجه نظام عبد الفتاح السيسي في مصر إلى تغيير موقفه والتقرب من نظام الأسد هدفه البحث عن الدعم المالي، حيث أن مصر تمر بأزمة مالية خانقة، وهو ما تفعله باقي الدول الأخرى تجاه الثورة السورية بعد تراجع الدعم الدولي عنها.
وكانت صحيفة "السفير" اللبنانية، قد كشفت النقاب عن وجود وحدة مصرية تضم 18 طيارا ينتمون إلى تشكيل مروحيات في قاعدة حماة الجوية، وذلك منذ 12 من هذا الشهر، إضافة إلى ضابطين مصريين برتبة لواء يعملان في مقرّ هيئة الأركان في دمشق، على مقربة من غرف العمليات، وأضافت الصحيفة أن اللواءين المصريين يقومان بجولات استطلاعية على الجبهات السورية، منذ وصولهما إلى دمشق قبل شهر.
وقال وزير خارجية النظام وليد المعلم يوم الأحد عقب لقاء المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا إن العلاقات مع النظام المصري جيدة لكنها بحاجة للقليل لكي تعود إلى ما كانت عليه، وأضاف أنه حدث تقدم في الخطاب المصري، لكنه لم يصل إلى الآن إلى ما تأمله دمشق، مشيرا إلى أن "مصر العظيمة لا يمكن أن تقف موقف المتفرج مما يحدث في سوريا"، ولفت إلى أن نظام الأسد يدعم مصر في محاربتها للإرهاب.
وقالت عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية نغم غادري إن مصر تبحث عن مصالحها، وعن التقارب مع الدول الغنية لسد ديونها وعجزها المالي، ولفتت إلى أنه لم تتدخل أي دولة إلى جانب الشعب السوري بشكل حقيقي منذ ست سنوات، وإنما تدخلت لمصالحها فقط، ومع تراجع الدعم الدولي للثورة السورية أخذت الأنظمة في ملاحقة مصالحها.
ونوّهت غادري إلى أن مصالح السيسي مع النظام أكبر، وأضافت أن الأمور باتت أكثر وضوحاً اليوم بين سوريا ومصر.
وفي لقاء مع التلفزيون البرتغالي قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن مصر تقف مع الجيوش العربية وتدعمها ومنها جيش نظام الأسد.
ونفت مصادر رئاسية وعسكرية مصرية ما تردد عن إرسال قوات مصرية إلى سوريا للمشاركة إلى جانب قوات نظام الأسد، وأوضحت أن مصر موقفها ثابت تجاه ما يجري في سوريا، واعتبار أن الحل الوحيد هو الحل الدبلوماسي، وأن الحوار هو السبيل الوحيد لإنهاء تلك الأزمة.
ووجه عضو الائتلاف الوطني ياسر الفرحان رسالة إلى الشعب المصري والشرفاء في الجيش المصري، دعاهم فيها لرفض الوقوف إلى جانب نظام الأسد "المجرم" في حربه ضد الشعب السوري، مضيفاً أن الشعب المصري لا يليق به هذا النظام والذي أصبح محل سخرية الجميع.
وقالت إحدى شخصيات المعارضة السورية -رفضت الإفصاح عن اسمها- إن تقارب عبد الفتاح السيسي مع بشار الأسد هو المنطق الاستبدادي والأمني وحبهما للكرسي، مضيفاً أن الجانبين مستعدان لقتل شعبهم وارتكاب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.