التجنيد القسري وسيلة الأسد لتعويض خسائره البشرية - It's Over 9000!

التجنيد القسري وسيلة الأسد لتعويض خسائره البشرية

واشنطن بوست – (ترجمة بلدي نيوز)
صرّح جيش نظام الأسد، يوم الثلاثاء، بأنه شكل وحدات متطوعة جديدة للانضمام إلى جهوده في الحرب التي استمرت خمس سنوات في البلاد. الإعلان الذي يؤكد على مدى انهيار قواته المسلحة، إذ شجع جيش الأسد في بيانه، الذكور الذين بلغوا الـ 18 عاماً فما فوق للتسجيل في الفيلق الخامس المشكل حديثاً في مراكز التجنيد المنتشرة في جميع أنحاء البلاد، كذلك جاء في بيانه بأن المتطوعين سيعملون جنباً إلى جنب مع القوات المتحالفة مع النظام السوري، "للقضاء على الإرهاب وإعادة الأمن والاستقرار إلى البلاد"، على حد وصفهم.
وفي حين تستعر الحرب السورية، فإن جيش بشار الأسد بات يعتمد بشكل متزايد على المجندين وحتى السجناء، بينما يتلقى دعماً ثقيلاً من القوات الروسية والإيرانية والميليشيات الشيعية المدعومة من إيران، وكذلك الجماعات شبه العسكرية التابعة له.
وفي خطاب نادر له في العام الماضي، وصف الأسد المشكلة بأنها "نقص في القدرات البشرية" ولكنه أصر على أن جيشه لا يزال مستعداً وقادراً على القتال، وعلى الرغم من أن المحصلة العددية للقوة العسكرية المتبقية لدى النظام غير معروفة، يقول الخبراء بأنها أقل من نصف أعلى مستوى لها ما قبل الحرب البالغ 300.000، في حين من المؤكد أن يضر ذلك الانخفاض الحاد في قدرة النظام على السيطرة على الأراضي من دون مساعدة من حلفائه.
يقول فيصل عيتاني، الباحث البارز المقيم في مركز رفيق الحريري للمجلس الأطلسي في منطقة الشرق الأوسط، والواقع في واشنطن "نعلم بأن جيش النظام السوري يواجه الآن نقصاً خطيراً وحاداً في القوى العاملة بسبب الانشقاقات، الفرار، والتهرب من الخدمة العسكرية والخسائر الفادحة".
لقد جند نظام الأسد بالفعل الذكور البالغين 18 عاماً فما فوق في جيشه قبل الحرب، حيث كانت الخدمة حينها تستمر لمدة عامين، الآن يقول العديد من المجندين بأنهم خدموا لفترة أطول بكثير من ذلك، مع عدم وجود علامة على تسريحهم في الأفق.
ويتم إلقاء القبض على الرجال البالغين بشكل روتيني على نقاط التفتيش الحكومية إذ أن أسمائهم توجد على قائمة المجندين المطلوبين، في حين أن الكثيرين منهم غير قادرين على تجنب التجنيد، ويعمم الرجال المتخلفون عن الخدمة العسكرية الإلزامية في جميع أنحاء الشتات السوري، في حين كان البعض قادرون على تأجيل الخدمة العسكرية بدفع 300 دولار، ولكن لم يكن الأمر متاحاً للكثيرين.
جورج ذو (35 عاماً) عامل من محافظة حمص الغربية ألقي القبض عليه أثناء محاولته مغادرة سوريا، وفي مقابلة معه في تركيا في وقت سابق من هذا العام، وصف كيف تم نقله أولاَ إلى مدينة القامشلي شرق وبعد ذلك إلى المنطقة الشرقية من دير الزور قبل أن يتمكن من الفرار من ذلك الجحيم.
لقد تم تجنيد الكثير من نزلاء السجن أيضاً، فقد قال ثلاثة سجناء أطلق سراحهم من السجن المركزي في عدرا قرب دمشق لواشنطن بوست -والذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم- بأن مسؤولي السجن عرضوا على زملائهم في الزنزانة حريتهم في مقابل التزامهم بالقتال، وأضافوا بأن أكثر من 100 رجل قبلوا ذلك العرض.
وفي حين بات الاقتصاد السوري في مرحلة سقوط حر، تدعم جهود حرب النظام اثنتين من قوات الميليشيا، المعروفة باسم قوات النمر وصقور الصحراء، والتي تدفع رواتب أعلى وتسمح للمجندين بالمزيد من الحرية في حصد غنائم الحرب، وتلقي الرشاوي على نقاط التفتيش ونهب وتعفيش المناطق التي استعيدت حديثاً من المعارضة.
وفي محاولة واضحة للتحايل على الأمر، قال بيان الجيش يوم الثلاثاء بأن موظفي الدولة لهم الحق في الحصول على الاستحقاقات التي كانوا يتلقونها بالفعل من خلال وظائفهم، وقال عيتاني بأن ذلك التقديم بدا بأنه يهدف إلى "تحلية الصفقة"، مشيراً إلى أن ذلك الإعلان قد يكون أيضاً تنازلاً آخر لأحد الحلفاء العسكريين الأهم لنظام الأسد -روسيا، إذ قال: "إن روسيا تفضل التعامل مع مؤسسات الدولة من الميليشيات، الأمر الذي لم يكن متاحاً دوماً بسبب تكوين قوات مكافحة الثورة".
وتلعب القوات الروسية والإيرانية دوراً مركزياً في المعركة لاستعادة السيطرة على المناطق الشرقية من محافظة حلب من قوات الثوار، بينما أصبح مدى خسائرهم أكثر وضوحاً يوم الثلاثاء عندما قال محمد علي شهيدي محلاتي لوكالة الأنباء الباكستانية -تسنيم- بأن أكثر من 1000 جندي إيراني قتلوا في سوريا.

مقالات ذات صلة

سياسي أمريكي يكشف عن قرار ترامب بشأن الانسحاب من سوريا

دير الزور.. مجموعة عشائرية تهاجم موقعا لميليشيات إيران في البوكمال

الاتحاد الأوربي يقدم خمسة ملايين يورو دعما للوافدين من لبنان إلى سوريا

النظام يبيع اهالي السويداء وعودا بتأمين الماء والكهرباء

إحصائية جديدة بعدد العائدين السوريين من لبنان

لأهداف أمنية.. وفد روسي يزور مدينة داريا بريف دمشق