بلدي نيوز – القنيطرة (حسام محمد)
تبنت الوسائل الإعلامية الموالية لنظام الأسد قبل يومين رواية وصفتها بـ"المطالب الشعبية" منقولة عن سكان القنيطرة جنوبي سوريا بمناشدتهم لقاعدة حميميم الروسية على الساحل السوري لتوجيه ضربات نحو معاقل "فتح الشام" في المحافظة أسوة ببقية المناطق، ادعاء نفت صحته مصادر رسمية وإعلامية من المعارضة جملة وتفصيلاً، وأكد الإعلام الموالي للأسد تبني الروس للمشروع.
صفحات "دمشق الآن، شرفاء درعا" وغيرها من المنصات الإعلامية الموالية للأسد، ادعت إرسال سكان القنيطرة برقيات ورسائل للقوات الروسية في حميميم بضرورة التدخل في القنيطرة وضرب مواقع فتح الشام عبر طائرات السوخوي.
ادعاءات الصفحات الموالية أثارت حفيظة الموالين للأسد قبل معارضيه، فعقب "ربيع سليمان" وهو من عناصر قوات النظام على الخبر، بالقول "لماذا لا يطالبون القيادة السورية والجيش السوري بذلك؟ ولماذا طالبوا الرئيس بوتين بالتدخل، أليس هذا فيه إهانة للسيد الرئيس والجيش الباسل، وإثبات للعالم أن بوتين هو من يحكم سورية، كفاكم استهزاءً بعقول البشر".
بدوره، مجلس محافظة القنيطرة المعارض، فقد نفى بدوره، هذه الرواية جملةً وتفصيلاً قائلاً لـ"بلدي نيوز": "كيف لهذا الأمر أن يكون صحيحاً، ومنذ متى الأهالي يناشدون المجرمين، ونحن على يقين تام بأن المستهدف الأول من قبل الروس أو الأسد هم الأهالي قبل أي جهة عسكرية معارضة".
وأضاف مجلس المحافظة المحررة بنسبة 90% على يد المعارضة السورية، "محافظة القنيطرة ذات أهمية جغرافية وسياسية كبيرتان، وذلك بسبب تموضعها على الشريط الحدودي الفاصل مع هضبة الجولان المحتل، وهي أقرب نقطة من الكيان الصهيوني ومن هنا تنبع أهميتها الجغرافية والسياسية".
أما الصحفي المعارض "عبد الحي الأحمد"، فقال لبلدي نيوز خلال اتصال هاتفي "الميليشيات الإيرانية ومن خلفها نظام الأسد وحليفهم الروسي بدأوا منذ عدة أسابيع باستكمال عمليات تأمين العاصمة دمشق، والمعارك لم تهدأ فعليا في محيط مخيم خان الشيح بريف دمشق الغربي المجاور لمحافظة القنيطرة، وهنالك استعدادات لسلسلة معارك ضد المعارضة في المنطقة الجنوبية بعد تفريغ بلدات ريف دمشق وتهجير سكانه نحو الشمال السوري".
ورأى "الأحمد" أن التمهيد الحاصل من قبل إعلام الأسد عبر فبركة الأخبار ونقل مناشدات "كاذبة" على لسان الأهالي لقاعدة حميميم الروسية، ونقله لتأكيدات روسية باستعداد موسكو لشن غارات جوية على محافظة القنيطرة ذات الحساسية الجغرافية بالغة الأهمية، هي عوامل تسبق التصعيد المتوقع في عموم الجنوب بعد التذرع بوجود جبهة فتح الشام فيه، منوهاً إلى إن ذلك رافقه رسائل نصية عبر الهواتف تطالب الثوار بتسليم أنفسهم أو انتظار الحرب.
كما نوه الصحفي المعارض، إلى تمكن الثوار قبل أسابيع فقط من السيطرة على تل "الحمرية" الاستراتيجي الواقع بمحاذاة الجولان المحتل والمتواجد بالقرب من بلدة "حضر" ذات الغالبية الدرزية -التي تعتبر آخر معاقل الأسد على الحدود الجنوبية- لتتعرض التلة لمحاولات تسلل متكررة من قبل الميليشيات الأجنبية وقوات النظام ولكن جميع المحاولات بائت بالفشل، علماً أن هذه المنطقة محرمة على طيران الأسد، ولكن مع الادعاءات الروسية لن تكون محرمة كون موسكو الحليف الأقوى لتل أبيب في سوريا، وبالتالي قد تشهد المنطقة هجمات جوية روسية بعد فشل الأسد في استعادة التلة.
واستطرد بالقول "تل الحمرية هو أكثر طرق النظام هشاشة، والسيطرة على التل يجعل وصول المعارضة نحو الريف الغربي لدمشق وبالتحديد منطقة "بيت جن" ومزارعها ممكناً وأقل تكلفة من باقي الطرق، كما نجح فصائل الثوار من خلال جهد مضاعف بالأشهر السابقة من إنشاء ساتر ترابي يمتد لعدة كيلومترات يؤمن طريق إمدادهم من ريف القنيطرة الجنوبي إلى الشمالي بمحاذاة مدينة البعث كبرى معاقل حزب الله والميليشيات الطائفية المدعومة من رامي مخلوف".
التطورات المتسارعة في محافظة القنيطرة، تزامن معها إعلان الأمم المتحدة لمراقبة فك الاشتباك على الشريط السوري الإسرائيلي إعادة قواتها إلى الجانب السوري أمس الثلاثاء، بعد عامين من انسحابها منه إثر اشتباكات وعمليات خطف طالت الجنود التابعين لها.
" الأحمد" وصف دخول قوات من الأمم المتحدة إلى المناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد بأنه شراكة في سفك الدم السوري، وحدوث ذلك في هذا التوقيت هو استثمار للأمم المتحدة من قبل الأسد لأي عملية عسكرية ضد المناطق المحررة والأمم المتحدة تعلم هذا الأمر لذلك هي شريكة في قتل السوريين، على حد وصفه.
يوجد عدة مراكز سابقة منتشرة على الشريط الحدودي تحت سيطرة فصائل الجبهة الجنوبية كان الأجدر بقوات الأوندوف التواجد فيها لتكون شاهدة على تجاوزات ومجازر الأسد وعلى تجاوزات المحتل الإسرائيلي من جرف ومد ساتر داخل الأراضي السورية، لا أن تقصد مناطق سيطرة الأسد وبالتالي تقف عائقاً أمام تقدم الثوار وتجمد الجبهات.
أما الإعلامي الميداني في محافظة القنيطرة "عمر الجولاني" فرأى أن تمهيد إعلام الأسد الطريق أمام الروس لدخول محافظة القنيطرة هدفه السياسي لا يقل أهمية عن الهدف المرجو عسكرياً.
الغارات الإسرائيلية المتكررة على مواقع قوات نظام الأسد، أوقعت القوات الروسية بحرج سياسي بعد عدم قيامها بالرد على الغارات رغم نشر قواعد صواريخ أس-300 وأس-400، وتواجد القوات الروسية في المنطقة هدفه إلغاء الحرج وتعزيز الموقف الروسي حول ذلك، بحسب ما قاله الإعلامي.