بعد أن سرق قمحها.. النظام يطعم الحسكة "نخالة" وبسعر مضاعف! - It's Over 9000!

بعد أن سرق قمحها.. النظام يطعم الحسكة "نخالة" وبسعر مضاعف!

بلدي نيوز – الحسكة (هدى الحسين)
ارتفع سعر بيع كيس الخبز الصادر من الأفران الآلية التابعة لحكومة النظام في الحسكة، أمس الجمعة، من 70 إلى 100 ليرة سورية, وذلك بقرار صادر عن وزارة "التجارة الداخلية وحماية المستهلك" في حكومة الأسد.
ارتفاع سعر الخبز هذا أدى لارتفاع سعر بيعه لدى المعتمدين في الأحياء السكنية من 80 إلى 125 ليرة, بينما كان يباع في السوق السوداء قبل الارتفاع بسعر 100 و 150 ويتجاوز 200 ليرة في أوقات فقدان الخبز، حيث كان يحتوي الكيس على 16 رغيفاً.
ويتصف هذا الخبز بسوء التصنيع ولونه الأسمر، حيث تُستَخدَم مادة "النخالة" بنسبة أكثر من الطحين في خبزه، مما يتسبب دائماً بقساوة الخبز وتَكَسُّرِه بعد ساعات من خروجه من الأفران، عدا عن مذاقه "الحامض" أحياناً, وشوائب كالحصى والحشرات، وتارةً يكون محترقاً أو غير ناضج، ولطالما اشتكى سكان الحسكة من سوء الخبز الحكومي، وآثاره السلبية على صحتهم دون أن يلقوا لشكواهم اهتماماً من المسؤولين.
أثار ارتفاع سعر الخبز الأخير استياء المواطنين، إذ اعتبروا أن التسعيرة الجديدة مرتفعة ولا تتناسب مع خبز سيئ الصنع، وخصوصاً إضافة "النخالة" بنسبة ثلثي مادة الطحين المخصص للأفران الآلية العامة، وبالتالي يصدر من تلك الأفران خبزاً سيئ الصنع مما يُظهِر جليّاً حرمان النظام لسكان الحسكة من إحدى خيرات محافظتهم ألا وهو القمح وبالنتيجة حرمانهم من الخبز الحكومي الجيد كالمتوفر بمحافظات الداخل والساحل كدمشق واللاذقية- التي يصلها قمح الحسكة ويُخبَز في أفرانها الحكومية خبزاً يكاد يشبه الخبز السياحي في الحسكة بينما لسكان الحسكة تُخبَز نخالة القمح إن صحّ الوصف.
وتعتبر الحسكة من أُولى المحافظات السورية في إنتاج القمح، وأمست أغلبية حقول القمح في ريف المحافظة تحت سيطرة الوحدات الكردية بالإضافة للصوامع، وما تبقى تحت سيطرة تنظيم "الدولة"، حيث يقوم الجانب الكردي بالإشراف على حصاد القمح بمناطق سيطرته ونقل القمح إلى مدينة الحسكة حيث يتم الاحتفاظ بنسبة قليلة للحسكة قبل نقل القمح بشاحنات إلى محافظات الداخل والساحل مارّةً بالمناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم، وبدوره يأخذ نسبة من القمح، مقابل السماح بعبور الشاحنات.
سوء انتاج الخبز في الحسكة خلال السنوات الثلاثة والنصف الأخيرة وارتفاع سعره المتكرر، أصبح الخبز السياحي مؤخراً يلقى إقبالاً ملحوظاً من الناس, فبعد انقطاع لأكثر من سنتين عاد الخبز السياحي للظهور في مدينة الحسكة مطلع هذا العام, ويمتاز الخبز السياحي بطراوته ولونه الأبيض، نتيجة استخدام الطحين الأبيض الصافي الخالي من النخالة, ويُخبَز في فرن (الآغاوات) الآلي الخاص في حي غويران، إلّا أن ارتفاع سعر السياحي مقارنةً بالصادر عن أفران حكومة النظام يقف عائقاً أمام شراء الناس له باستمرار، فكيس الخبز السياحي الذي يحوي 15 رغيفاً سعره 200 ليرة سورية من الفرن، بينما يباع بسعر 225 و 250 ليرة في السوق.
ويوجد مصدر آخر للخبز الجيد في الحسكة، هي الأفران اليدوية، التي يُخبز فيها الخبز على النار كالتنور والصاج، إلّا أنه مصدر مكلف أكثر, إذ يتراوح سعر رغيف الخبز في تلك الأفران بين 25 و 75 ليرة للرغيف الواحد، وكثيراً ما تكون هذه الأفران وجهة الناس في أوقات أزمة الخبز أو فقدانه.
تجدر الإشارة إلى أن "بلدي نيوز" نشر مسبقاً الآلية التي تتم فيها سرقة قمح الحسكة من خلال سماسرة بين النظام والتنظيم، وبالتالي نقله إلى الساحل مروراً بمناطق التنظيم، والذي بدوره يجتزئ قسماً منه كرسوم عبور، لتبقى الحسكة المنتجة للقمح ضحية سرقات النظام والتنظيم.

مقالات ذات صلة

مسؤولون في النظام يدرسون تسعيرة جديدة لمحصول القمح تبلغ 5400 ليرة سورية للكيلو الواحد

بتكلفة 890 ألف دولار أميركي...ترميم الصومعة الإسمنتية في دير الزور

ارتفاع الأسعار في مناطق قسد نتيجة غياب الرقابة

مزارعو ريف إدلب يهجرون زراعة القمح فما الدافع وراء ذلك؟

قرارات حكومة النظام تحاصر الفلاحين وتدفعهم لترك أراضيهم

صحيفة محلية موالية تتهم حكومة النظام بإضعاف القطاع الصناعي في سوريا