بلدي نيوز – درعا (حذيفة حلاوة)
في الوقت الذي أباح فيه نظام الأسد لعناصر جيشه القاتل، وميلشياته الطائفية، سرقة وتعفيش البلاد، والارتزاق بكل الوسائل الإجرامية من خطف وقتل ونهب.
يعمل العديد من عناصر "الجيش الحر" في محافظة درعا ضمن ورشات قطف الزيتون، بهدف كسب لقمة العيش الكريمة بسبب ما يعانون من تردٍ في الأوضاع المعيشية والاقتصادية وخاصة مع قلة الرواتب أو انعدامها في بعض الأحيان.
ولعل الحاجة الماسة لإعالة أسرهم وعائلاتهم هو الذي دفعهم للعمل إلى جانب قتال النظام، وذلك لضعف المردود المادي الذي ينالونه من المكونات العسكرية التي ينتمون لها، ما دفعهم للعمل في ورش قطاف الزيتون أو غيرها لكسب قوت يومهم، إذ أدى ارتفاع الأسعار الفاحش إلى بحث العديد من هؤلاء العناصر من الفصائل المعارضة عن مصدر دخل بديل عن المرتب الذي لا يتم توزيعه بسبب عدم توفره بالأساس أو لعدم تمكنهم من التعويل عليه بحيث إنه لا يكفي لعائلة من فردين ليكملوا الشهر بأبسط المواد الغذائية في ظل ارتفاع الأسعار وتحكم بعض التجار بها وعدم وجود جهة معنية تراقب تلك الأسعار.
"أبو محمد"، أحد عناصر كتيبة تابعة للجيش الحر يعمل في مجال قطف الزيتون يقول في حديثه لبلدي نيوز: "أنا كغيري من عناصر الجيش الحر الذين يعملون في مجال قطف الزيتون لأتمكن من توفير متطلبات العيش لأسرتي بسبب عدم قدرتي على الاعتماد على ما أتلقاه من رواتب من الفصيل الذي أعمل معه، إذ يبلغ الراتب - أن وُزع- حوالي 50 دولاراً، أي ما يقارب 25000 ليرة سورية، فإذا أردت تبديل قنينة الغاز فقط فهي تبلغ من ستة آلاف إلى سبعة آلاف بحيث يذهب خمس الراتب قبل شراء أي شيء".
وتابع: "هذا ونتحمل نحن في المناطق المحررة العديد من المصاريف كتعبئة المياه بالصهاريج بسبب تدمير النظام لأغلب شبكات المياه حيث يبلغ سعر الخزان الألف ليرة، ونحن كأسرة نحتاج إلى ما يقارب الخمس خزانات شهريا، أي أنه لم يتبق إلا أقل من نصف الراتب".
ويضيف "أبو محمد" بأن طن الحطب بلغ ستين ألف ليرة، وتحتاج الأسرة من طن إلى طنين سنويا بحسب برودة الشتاء، ويوضح: "هناك ارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية بحيث يبلغ سعر كيلو الدجاج من 900 إلى 950 ليرة سورية، وربطة الخبز 200 ليرة وكيلو السكر 400 ليرة سورية، وهذه متطلبات يومية تقريبا ولا يمكن الاستغناء عنها ولا يمكن توفيرها إذا اعتمدنا على رواتبنا القادمة من الداعمين".
واستطرد "أبو محمد": "نحن نعمل في ورشات قطاف الزيتون لما يقارب 8 ساعات يوميا مقابل أجر مادي يتراوح بين الألف وألف وخمسمئة ليرة، تكفي كمصروف ليوم واحد فقط، وبالطبع بالرغم من عملنا فنحن لا نتراخى بموضوع الرباط والدفاع عن أهلنا، فهو موضوع حساس ولا يمكن التهاون فيه، فنحن نتحمل الكثير حتى نستطيع إكمال حياتنا وتوفير وسائل العيش لأطفالنا وعائلاتنا".