بلدي نيوز – (مصعب الأشقر)
تباينت ردود الأفعال داخليا على مستوى فعاليات الثوة السورية بجناحيها العسكري والسياسي حول وصول "دونالد ترامب" إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة الأميركية ومدى تأثير ذلك على مسار الثورة السورية في الفترة المقبلة، لا سيما بعد تصريحات ترامب حول محاربته لتنظيم "الدولة" حتى لو استعان بالنظام السوري بحسب وسائل الإعلام الأميركية.
"بلدي نيوز" استطلعت آراء بعض فعاليات الثورة من نشطاء ومتحدثين باسم فصائل عسكرية بينهم القيادي في جيش التحرير "عمار حميدي"، الذي قال لبلدي نيوز: "دونالد ترامب يمثل الوجه الحقيقي للولايات المتحدة الأمريكية، وهو سيسعى حتماً لتدمير الثورة السورية بطريقة جنونية بعكس كلنتون التي كانت تسعى لتدمير سوريا بطريقة عقلانية".
وأضاف أن "ترامب من الأمريكيين المتطرفين الذين ناصبوا الإسلام العداء منذ بداية حملته الانتخابية، لذلك لا أتوقع منه إلا مزيداً من الدعم غير المحدود لنظام الأسد الذي قتل وشرد ملايين السوريين".
وتابع: "لا شك أن هناك سياسة أمريكية عامة تسير عليها الإدارة الأمريكية بغض النظر عن اسم زعيمها إن كان أوباما أو كلنتون أو ترامب، فالسلوك الأمريكي العام يصب في مصلحة إسرائيل أخيراً وهذا ما يجعلنا لا نهتم بمن يتزعم أمريكا".
بدوره، رأى المتحدث باسم جيش النصر، الملازم أول "أبو المجد الحمصي"، أن وصول ترامب أو كلينتون للحكم لن يغير شيئاً في السياسة الأمريكية سواء على مستوى الثورة السورية أو الدول التي تحالف الثورة السورية أو نظام الأسد، ومن وجهة نظره فإن الرئيس في الولايات المتحدة الأمريكية عبارة عن مدير بعكس واقعنا العربي الدكتاتوري، أما بالنسبة لسياسة ترامب بشأن الثورة السورية لن تتغير عن السياسة العامة الأمريكية التي تبنى على الاقتصاد والمال، فليس من مصلحته مثلاً معاداة دول الخليج وأبرزها السعودية وقطر ولهم مصالح اقتصادية كبرى معها".
وأضاف "نرى أن السياسة لن تتغير بالنسبة للثورة، ومن الممكن أن تكون هناك قرارات حاسمة لكن لا ترتقي إلى ما يفسره البعض، والدليل تصريحاته اليوم حيث بدأ يهدئ من لهجته إزاء أمور عالمية شتى كان قد علا صوته بها, ونحن لا ننكر أن رحى حرب عالمية باردة تدور في سوريا بين المعسكرين الأمريكي والروسي، ولربما أن هذه الحرب تستعر على عدد من الأوجه".
وأردف بالقول: "الشعب السوري عندما انطلق لم يعول على أحد، ولكن المطلوب منا أن لا نبتعد عن السياسة ونبقى حذرين وقريبين من ساحات السياسة الدولية التي تلجأ إليها كثير من الدول ومنها روسيا التي تسعى إلى هدن وفرص سياسية عندما يشتد الخناق على مناطق نفوذ الأسد".
من جهة أخرى، قال المتحدث باسم جيش العزة النقيب "مصطفى معراتي": إن "ترامب أولا وأخيرا رئيس للولايات المتحدة الأمريكية، وما يهمنا هو ثورتنا وقضيتنا فلنعمل لصالحها وبعدها ننظر إلى الخارج، وعلينا أن لا نتعلق بأوهام تبعدنا عن الحقيقة والعمل الثوري ضد النظام فاز من فاز وخسر من خسر".
كما قال المتحدث باسم تنسيقيات الثورة السورية بريف حماة "عبد المعين المصري" لبلدي نيوز: "لا يختلف ترامب عن سابقه أوباما أو خصمه كلينتون، وبصريح القول ماذا جنت الثورة السورية من أوباما لتجني من ترامب الذي ينظر إلى مصلحة بلاده أولا، وكل الشعارات التي تطلقها أمريكا عن حقوق إنسان وعدالة اجتماعية بالعالم ما هي إلا وهم، لأن الأخيرة تسعى لبناء مستقبلها ومجدها".
وأضاف أن الأمور في سوريا تسوء مع مرور الأيام من تلك السياسة الرعناء لأمريكا، "وسياسة ترامب واضحة عندما قال إن أولوياته محاربة تنظيم الدولة، وبهذا التصريح يصفون الأسد بالمقبول على حساب الثورة السورية".
وأكد المصري أن ذلك "نتيجة تشرذم الثوار بين فصائل إسلامية وحر وما إلى ذلك من التسميات التي أدت إلى أسوأ النتائج عالميا، لأن الفصائل تسعى لتحقيق مصالح شخصية بعيدة كل البعد عن الشعب ونحن تحت ظل غمامة سوداء"، متوقعاً أن الأيام المقبلة ستكون سيئة وخاصة على محافظة إدلب.
الجدير بالذكر أن مواقع التواصل الاجتماعي، وأبرزها حسابات الناشطين السوريين وصفحات الثورة السورية عجت بالأخبار المتعلقة بالانتخابات الأمريكية خلال اليومين الماضيين، متناقلة الخبر حتى فو ز ترامب وكأنه حدث داخلي سوري، نظراً لما تلعبه الولايات المتحدة الأمريكية من دور كبير في مسار الحراك الثوري وهي التي تظهر دعمها للثورة وفي ذات الوقت تحافظ على بقاء نظام الأسد بحجة مكافحة الإرهاب المتمثل بتنظيم "الدولة" والفصائل الإسلامية، حسب قولها.