بلدي نيوز – إسطنبول (غيث الأحمد)
بعد اتضاح عقيدة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الخارجية وخاصة في عدم التدخل في سوريا، وترك الملف بشكل كامل لروسيا، أخذت المعارضة السورية تمني النفس بأن تنقضي الفترة المتبقية من رئاسته بأقل الخسائر، إلى حين أن تأتي المرشحة للرئاسة الأمريكية هيلاري كيلنتون التي لديها مواقف أكثر صلابة بخصوص سوريا، وأهمها إنشاء منطقة حظر جوي.
لكن لم يتوقع أكثر المتشائمين بالوضع السوري أن يربح الملياردير الأمريكي دونالد ترامب بمنصب الرئاسة الأمريكية، والذي لا يمكن التنبؤ بتصرفاته أو خياراته، كما أنه عبر في إحدى مناظراته مع كلينتون عن رغبته بالتعاون مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من خلال جهد عسكري مشترك، وأضاف: "إذا روسيا والولايات المتحدة انسجمتا بشكل جيد ضد تنظيم داعش، فهذا شيء جيد".
وكانت واشنطن قد أوقفت محادثاتها مع روسيا بخصوص الملف السوري، حيث أعلنت الخارجية الأمريكية، الجمعة 4 نوفمبر/تشرين الثاني، أن الولايات المتحدة ما زالت غير جاهزة لاستئناف المحادثات مع روسيا حول الوضع في سوريا.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، جون كيربي، إن واشنطن ممتنة لبكين على دعوتها إلى استئناف المحادثات الروسية الأمريكية حول سوريا، لكنها غير جاهزة للاستجابة لهذه الدعوة.
وكان ترامب قد عبّر عن إعجابه ببشار الأسد، حيث قال: "هو أكثر صلابة وذكاءً منها (كلينتون)"، وأشار إلى أنه في حال انتصار المعارضة السورية "فقد تنتهي بأسوأ من الأسد". كما وعد ترامب مراراً وتكراراً بأنه سيصعد من الحملة العسكرية الأمريكية ضد تنظيم الدولة، وسيعمل على استبدال جنرالات الولايات المتحدة الذين لم يكونوا مقاتلين بما فيه الكفاية.
ولامتصاص هذه الصدمة، هنأت المعارضة السورية المتمثلة بالهيئة العليا للمفاوضات والائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، ترامب بفوزه بمنصب الرئاسة، وأوضح بيان للائتلاف الوطني تم تشره يوم أمس الأربعاء، أن رئيس الائتلاف أنس العبدة خلال لقائه مع وزير الخارجية الألماني إنه "نتطلع إلى مناقشة دور قيادي للولايات المتحدة في سوريا معه وفريقه".
ولم يخفِ العبدة قلقه من فوز ترامب، حيث قال إنه "يتأمل أن يثبت الرئيس المنتخب ترامب أن منتقديه كانوا على خطأ من خلال لعب دور قيادي أكبر من الذي لعبه سلفه ومن خلال اتباع نهج جديد وشامل يركز على الحاجة الملحة لاتخاذ خطوات ملموسة لحماية المدنيين".
والجدير بالذكر أن حملة ترامب استندت على فكرة أن نهجه " اجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى". وهذا ما يدل على أن فترة ترامب لن تكون كسابقتها والتي رأي فيها ترامب ومؤيدوه أنها قللت من هيبة الولايات المتحدة الأمريكية بميلها إلى الحكمة والعقلانية بشكل أكبر، ولكن العديد من المحللين يرون أنه من خلال وضع مصالح أمريكا أولاً وبشكل سافر، قد يدفع العديد من حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا وآسيا لعقد صفقات خاصة بهم مع روسيا القوية من جديد والصين الصاعدة.