بلدي نيوز – حلب (عبد العزيز الخليفة)
نشرت وكالة رويترز، أمس الثلاثاء، تصريحات لمسؤولين مقربين من نظام الأسد، يكشفان فيها نية النظام، والحرس الثوري الإيراني والميليشيات الطائفية اللبنانية والعراقية والأفغانية اقتحام المناطق الخاضعة لسيطرة الثوار في حلب.
المعلومات التي سربت، لا يمكن أن تكون صدفة، وهي تشبه إلى حد كبير، تلك التي روجت اثناء محاولة اقتحام ريف حماة الشمالي وريف اللاذقية، وهي محاولات مستمرة منذ أكثر من أسبوع، كشفت هشاشة، الميلشيات الإيرانية وقوات النظام، وعدم قدرتها على التقدم في المناطق المحررة، رغم كثافة التغطية الجوية الروسية للعمليات هذه.
الاتفاق على الهجوم على حلب، بميلشيات إيرانية ودعم جوي روسي، تم بصفقة بين البلدين، بغياب تام لأي قرار من نظام الأسد، فروسيا تحرص على أمن منطقة الساحل السوري، التي تتركز فيها قواعدها الجوية، اضافة لقاعدة في طرطوس، ومن هنا تركز على منطقة الغاب شمال حماة، لتأمين الساحل في المستقبل، من أي هجوم محتمل، للثوار، أو عمليات خاصة ضد مصالحها هناك.
بالمقابل إيران تنوي فك حصار الثوار، لبلدتي نبل والزهراء شمال حلب، ثم التوسع واخضاع كل مناطق حلب المحررة، بشكل خاص لسيطرة قوات النظام.
وتتفق إيران ورسيا، على هدف من الهجوم، هو الوصول إلى الحدود التركية - السورية، لزيادة الضغط على أنقرة، التي تعتبر أكبر داعمي الثورة السورية، لدفعها للقبول بحل سياسي يبقي "الأسد".
التطورات الميدانية في حلب، دفعت بشكل كبير لمثل، هذه الخطط لدى القيادة العسكرية، لميلشيات إيران، وهو انشغال كتائب الثوار في معارك جانبية، مع تنظيم "الدولة"، الذي توسع شمال حلب، وسيطر على مدرسة المشاة وسجن الاحداث وعدد من القرى، إضافة للتوتر القائم بين الثوار والوحدات الكردية في حي الشيخ مقصود، والتي تسيطر أيضا على مدينة عفرين، القريبة من نبل والزهراء.
العمليات العسكرية لإيران في حلب، بدأت في أيلول/ سبتمبر 2013، بعدما زجت بـ 1500 من نخبة الحرس الثوري، وفيلق (القدس)، وأكثر من 10 آلاف عنصر في معارك حلب، واستطاعت السيطرة خلالها على كل من بلدة خناصر، ومدينة السفيرة، وأبعدت شبح سقوط معامل الدفاع بيد الثوار، كما فكت الحصار عن مطار حلب الدولي، واستعادت اللواء 80، وتلة الشيخ يوسف، ومنطقة نقارين، وتل زرزور، وقرية الشيخ نجار، والمدينة الصناعية، وقرية البريج، وقرية حيلان، كما فكوا الحصار عن سجن حلب المركزي، ثم اتجهوا نحو قريتي سيفات وحندرات، بهدف فك الحصار عن بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين، ومن ثم فرض حصار على الأحياء المحررة داخل حلب، وفصل الريف عن المدينة.
نجح الثوار في صد الهجوم الإيراني، الذي كان يهدف بشكل أساسي بالوصول إلى بلدتي نبل والزهراء، وتتالت عملياتهم إلى مطلع الـ 2015 فسيطروا على منطقة المجبل ومناشر الحجر، والمياسات، وتلة البريج الاستراتيجية، ومنطقة المعامل في مخيم حندارات، وأبعدوا شبح حصار حلب، لتعود تحضيرات إيران الحالية وتفرض على الثوار تجنب الخلافات والعمل معا لتجنب أي سيناريو يسعى الإيرانيون والروس ونظام الأسد تمريره في شمال سوريا.