ماذا تريد روسيا من حلب؟ - It's Over 9000!

ماذا تريد روسيا من حلب؟

بلدي نيوز – إسطنبول (غيث الأحمد)
يطرح وقف روسيا لحملاتها الجوية على أحياء مدينة حلب المحاصرة العديد من الأسئلة، وذلك على الرغم من استمرارها بقصف مناطق أخرى في ريف حلب الغربي وإدلب وريف دمشق، لكن يبقى السؤال الأهم هو هل تريد موسكو حقاً تطبيق نموذج "غروزني" في حلب والسماح للميليشيات الإيرانية بدخولها وإعادة سلطة النظام إليها؟
قبل محاولة معرفة الإجابة على هذه التساؤلات يجب علينا معرفة ماذا ستتحصل موسكو سياسياً من خلال الهجوم على حلب وتدميرها في حال اجتياح الأحياء الشرقية المحاصرة والتي تحوي على ٨ آلاف مقاتل من المعارضة السورية، مع العلم أن قوات النظام والميليشيات الإيرانية هي التي تقود المعارك على الأرض، بينما يقتصر الدور الروسي على المساندة الجوية فقط.
فمن المتوقع أن ترجحان كفتا النظام وإيران برياً نتيجة التقدم العسكري، وهذا ما سينعكس على الواقع السياسي، وهو يعطي إيران القدرة على التحكم أكثر في القرار السوري بسبب انتشار ميليشياتها في كافة جبهات القتال مع المعارضة السورية، ويضعف الدور الروسي بسبب ضعف الحاجة إليه، مع التأكيد على التباين الكبير بين الأهداف الروسية والإيرانية.
كما أن موسكو تضع في الحسبان عدد المقاتلين الكبير داخل أحياء حلب الشرقية، وإمكانية أن تكرر المعارضة السورية تجربة مدينة داريا والتي صمدت أمام الحصار وقاومت قوات النظام والميليشيا الإيرانية لأكثر من ثلاث سنوات مع فارق المساحة وعدد المقاتلين في كلا الحالتين، وهذا ما قد يؤلم جيوب الكرملين أكثر دون مكاسب سياسية حقيقية.
وقال عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ميشيل كيلو إن "ما لجأ له الروس في حلب خلال الأيام القليلة الماضية من تهدئة ليس كرم أخلاق منهم، وإنما هو نتيجة قوة الثوار على الجبهات"، مضيفاً إن "حلب أمام مفترق طرق، وإن القوات الروسية ربما تشعر بالعجز عن السيطرة على كامل مدينة حلب وإعادتها إلى سلطة النظام".
وأضاف إن "روسيا اتبعت طريق الهدن وإبرام الاتفاقيات بهدف تفادي خسائر مادية وبشرية جديدة في صفوف قواتها".
وتتصاعد الدعوات الشعبية الروسية من كتاب وعسكريين إلى وقف العمليات العسكرية التي يقودها الجيش الروسي في سوريا دعماً لنظام الأسد، والتي قد تؤدي إلى مواصلة الاستنزاف بشكل أكبر.
ونقل موقع روسيا اليوم عن ألكسندر فومين، مدير الهيئة الفدرالية للتعاون العسكري والتقني الروسي، أمس الاثنين قوله: إن "توريدات الأسلحة إلى سوريا توقفت بعد أن قدم الجانب الروسي "كمية كافية" من الأسلحة للجيش السوري".
وأضاف "للأسف، لا يوجد حاليا تعاون نشط بيننا في هذا الاتجاه... ويعرف الجميع ما هو الوضع الذي يواجهه هذا البلد... إننا كنا نتعاون (مع السوريين) بنشاط حتى الماضي غير البعيد، وقدمنا لهم كمية كبيرة من الأسلحة والمعدات، ويتم استخدامها. من جانب آخر، الوضع صعب جدا، لذلك التوريدات النشطة قد توقفت".
إن السيطرة على مدينة حلب وهي أكبر مدن الشمال والعاصمة الاقتصادية لسوريا، وتسليم إدارتها للميليشيات الإيرانية، لن يبقي بحوزة بوتين أي ملف للتفاوض عليه مع الرئيس الأمريكي الجديد، وخاصة أن أحد أهم الأسباب التي دفعت سيد الكرملين إلى التدخل في سوريا هو بهدف الجلوس مع الأمريكيين والتفاوض معهم بعد خسارة أوكرانيا إلى جانب المعسكر الغربي.
أخيراً فأن موسكو سوف تحصد جراء هجومها على حلب الإدانة الدولية لأعمال القتل والتدمير لآلاف المدنيين من النساء والأطفال الذين سوف يسقطون بسبب القصف، مع الإشارة إلى أن مدينة حلب قد شهدت على ولادة الكاثوليكية في منطقة الشرق الأوسط، وهذا سيولد ردود أفعال أشد قسوة وإيلاماً من الحملة الأوربية الأخيرة التي طالت روسيا، وأدت إلى إخراجها من مجلس حقوق الإنسان في الانتخابات الأخيرة، واتهمتها بارتكاب جرائم ترقى إلى جرائم حرب في حلب.

مقالات ذات صلة

ميليشيا إيرانية تختطف نازحين من شمالي حلب

حملة أمنية لملاحقة خلايا التنظيم شرق حلب

ماسبب إزالة شركة صفة بعض مواقفها من شوارع مدينة حلب؟

قوات النظام يواصل قصفه على شمال غرب سوريا

القوات التركية تقصف مواقع للنظام و"قسد" شرق حلب

سعر صرف الليرة مقابل العملات اليوم