بلدي نيوز – درعا (حذيفة حلاوة)
يعيش غالبية المهجرين من مناطقهم في محافظتي درعا والقنيطرة أوضاعا إنسانية ومعيشية صعبة للغاية بسبب سوء الخدمات وعدم توفر الإمكانات اللازمة لتأمين السكن اللازم لهم وانعدام الإمكانيات المادية في أحيان أخرى، بعد إجبارهم على مغادرة منازلهم بسبب قصف قوات النظام أو بسبب القتال بين فصائل المعارضة والفصائل المنتمية لتنظيم "الدولة" في الجنوب السوري.
ويعاني المهجرون من بلدات عتمان وخربة غزالة والشيخ مسكين ومدينة درعا بالإضافة لعدد من البلدات والمدن القريبة من خطوط الاشتباكات والتي تتعرض لقصف شبه مستمر, حيث تتحكم عدة أمور في مصائرهم حتى فيما يخص الحصول على المأوى المناسب لعائلاتهم خاصة مع قدوم برد فصل الشتاء القارس الذي أرخى بظلاله على أجواء سوريا منذ أسابيع, فكثير من العائلات التي لم تتمكن من الحصول على منزل صالح للسكن بالمجان لجأت إلى مخيمات اللجوء أو ما يسمى بمراكز الإيواء، بسبب عدم قدرتهم المادية على استئجار البيوت في مناطق أخرى من المحافظة تعتبر أكثر أمنا إلى حد ما من منازلهم التي هجروا منها, وبالرغم من أن هناك عائلات تمتلك القدرة المادية لاستئجار بيت، إلا أن الكثير من تلك العائلات اضطرت لترك المنازل التي استأجروها أو أجبروا على تركها حتى, بسبب سعي الكثيرين من أصحاب المنازل لرفع الإيجارات لأضعاف مضاعفة عما كانوا يحصلون عليه من هؤلاء المستأجرين وتخييرهم بين الدفع الزائد أو مغادرة المنزل دون مراعاة قلة الموارد وشبه انعدام فرص العمل، الأمر الذي زاد من مأساة هؤلاء المهجرين.
"أبو عهد" من أهالي بلدة عتمان المهجرين من بلدتهم منذ حوالي الثلاث سنوات، قال لبلدي نيوز: "اضطررنا للعيش في مخيمات اللجوء في المنطقة الجنوبية من سوريا بسبب عدم قدرتنا على توفير المستحقات لإيجار منزل، فنحن لا نملك أي عمل واعتمادنا على دعم أقاربنا لنا في دول الجوار حتى نتمكن من إطعام أولادنا"، ويوضح "أبو عهد" بأنه في بداية تهجيرهم من بيوتهم فتحت الناس البيوت دون إيجار، ولكن الآن الوضع تغير بسبب الضعف المادي وارتفاع الأسعار، عداك عن العديد من الأشخاص الذين استغلوا الأزمة للتحكم في المهجرين.
ويتابع "أبو عهد": "أسكن مع عائلتي في مخيم الليبية للاجئين، إذ أن أبنية هذا المخيم هي حظائر لتربية الأبقار ولا مقومات فيها لحياة البشر".
"حسام طه" عضو تجمع أحرار حوران، قال لبلدي نيوز: "يعاني اللاجئون الذين هجروا من بلداتهم معاناة كبيرة وخاصة أآجار البيت الذي يسكنه اللاجئ، يترافق ذلك مع غلاء المعيشة، المهجر من بيته يلاقي صعوبة في دفع الإيجار كون الكثير قد خرجوا من بلداتهم ولم يحملوا معهم أي أمتعة، وبعضهم قد يكون نسي ماله في بلدته، وقد حدثت في بلدة خربة غزالة المحتلة منذ أربع سنوات, تجد نسبة ضئيلة من أصحاب المنازل يسكنون النازح بدون أي مطالبة بدفع الإيجار لأنهم يعذرونه ويحسوا بوجعه.. بالمقابل تجد ما يشكل نسبة 60% يطالبون النازح بدفع الإيجار، ومثل هذه الحوادث تجدها في بلدات كثيرة، وتتراوح الأسعار بينها إيجارات عالية ومنها مقبولة، وفي بعض الأحيان يطلب صاحب المنزل من النازح أن يدفع الإيجار بالدولار ناهيك عن الاستغلال للنازحين" .
وفي ظل عدم وجود جهة مسؤولة في المناطق المحررة، تتحكم بأمور الإيجارات وتضع الأسعار المناسبة لإمكانات الناس، يقوم العديد من الأشخاص برفع الأسعار لأرقام خيالية تتجاوز المئة دولار، يعجز أرباب العمل عن دفع تكاليفها، فكيف بمن فقد معيله وعمله وباب رزقه وهُجّر من بيته؟.. ليستقر حاله بلا مأوى بين سندان الأسد ومطرقة تجار الأزمات.