بلدي نيوز- (نور مارتيني)
تتجه الأنظار كلها باتجاه حلب، في انتظار ما يمكن أن تؤول إليه المعارك الدائرة فيها، خاصة في ظل الحصار المفروض على أحيائها الشرقية منذ أشهر، لا سيما بعد فشل الهدن المتتالية التي لم تفلح في إدخال مساعدات إنسانية، أو مواد غذائية، ولا حتى ساهمت في التخفيف من آلام المرضى والجرحى، وتأمين معابر إنسانية لإخلائهم.
في ظل هذه الظروف، أطلق الثوار معركة "ملحمة حلب الكبرى" والتي هدفها بحسب تصريحات القادة الميدانيين، تحرير كامل المدينة فضلاً عن كسر الحصار عن القسم الشرقي منها، والذي يشهد ظروفاً إنسانية بالغة الصعوبة، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء وأزمة المحروقات، ناهيك عن انعدام المواد الأساسية والمواد الطبية، ما يزيد الحالة سوءاً.
ميدانياً، استعاد تنظيم "الدولة" السيطرة على 12 قرية بريف حلب الشمالي، جنوب بلدة أخترين الإستراتيجية في ريف حلب الشمالي، ومنها قرى برعان والواش وثلثانة وجب العاصي، وذلك بعد مواجهات مع الجيش السوري الحر، المدعوم تركياً.
وكان تنظيم "الدولة" قد انسحب من هذه القرى، لصالح ميليشيا قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، وفق بعض المصادر المحلية، وتتزامن هذه الوقائع الميدانية، مع تسريبات للصحافة التركية حول وجود تفاهم تركي-روسي يرمي إلى ضعاف نفوذ الولايات المتحدة الأمريكية، وإفشال مخططاتها في الشمال السوري.
وأوضحت صحيفة "يني شفق" التركية أن الاتفاق يرمي إلى إفشال المخطط الأمريكي الذي يتلخص بتسليم المناطق الممتدة من معبر اليعربية الفاصل بين العراق وسوريا مروراً بالحسكة والقامشلي وعين العرب وتل أبيض وجرابلس وأعزاز، وصولاً إلى عفرين بريف حلب لميليشيا "ب ي د"، وهو ما لا يلتقي مع التوجهات التركية والروسية الرافضة لوجود كيان كردي مستقل، فيما ستتم إعادة الأوضاع في كل من حلب وريف اللاذقية وإدلب والحسكة ودير الزور والرقة إلى ما كانت عليها قبل بدء الحرب السورية، مع مراعاة الهيكلية الديمغرافية لهذه المناطق، وذلك وفق تسريبات "يني شفق".
حول سير المعركة في حلب، يقول النقيب (أمين جديد) القيادي في جيش المجاهدين: "انتظرنا عدة أيام بعد معاودة النظام تطويق مناطق حلب، أملاً في تحرّك المجتمع الدولي الذي استمر في تخاذله، والتغطية على انتهاكات النظام وإجرام روسيا، وهي العضو الدائم في الأمم المتحدة".
ويوضح القيادي في جيش المجاهدين أنه "جرت مداولات مع غرفة عمليات فتح حلب، حول فك الحصار عن حلب، وتم إنشاء غرفة عمليات مشتركة"، موضحاً أنهم اعتمدوا على "الاستطلاع المكثف ومصادر المعلومات من عملاء في صفوف النظام".
ويؤكد النقيب (جديد) أن "بعض عملاء غرفة عمليات فتح حلب، زودوها بمعلومات استخباراتية، تمت مقاطعتها مع نتائج الاستطلاع للوصول إلى خطة محكمة، تم الاعتماد عليها في المعركة"، حسبما صرح به.
لافتاً إلى أن "السيطرة على ضاحية الأسد قد تمت بأسرع مما هو متوقع، فانسحاب الميليشيات العراقية واللبنانية من المنطقة، بالتزامن مع تضحيات الانغماسيين، أسهمت في تسهيل هذه المهمة".
يبدو أن روسيا تسعى لتثبيت وجودها على سواحل المتوسط، والسبيل الوحيد هو طرد أمريكا وحلفاءها منها، وهو ما يلتقي مع التوجهات التركية، التي تسعى حالياً لعرقلة أي مشروع لتقسيم سوريا، كيلا يكون هنالك مستقبل للأكراد فيها، ونظراً لأهمية موقع حلب، فلربما يكون السيناريو الذي تحدثت عنه صحيفة "يني شفق" هو الأقرب، خاصة في ظل التفاهمات الروسية التركية الأخيرة.