بلدي نيوز- (حذيفة حلاوة)
شكلت حادثة استشهاد العشرات من عناصر الجيش الحر، في الريف الغربي لمحافظة درعا، بعد وقوعهم في كمين لقوات النظام في الكتيبة المهجورة شرق بلدة إبطع صدمة كبيرة في حوران، وذلك خلال المحاولات المستمرة من قبل الثوار لاستعادة السيطرة عليها، والتي تقدمت إليها قوات النظام منذ حوالي الشهرين من الآن.
لم تكن هذه الحادثة الأولى من نوعها في حوران، فمنذ حوالي الثلاث سنوات أو أكثر، وقع عدد من الثوار في محيط الشيخ سعد، بكمين لقوات النظام راح ضحيته ما يقارب السبعين شهيداً، وبالرغم من هذا الكمين عاد الثوار ليحرروا الشيخ سعد والتي كانت تعج بقوات النظام وقطعه العسكرية، أذ لم يستمر الأمر طويلاً حتى امتص الثوار الصدمة من جديد وعادوا إلى ميدان القتال.
لكن الوضع الآن مختلف، فالمنطقة الجنوبية لم تشهد ذلك الزخم الذي اعتاد عليه السوريون في المعارك منذ بداية الثورة، وحتى بدايات العام الجاري.
بالمقابل يوجه العديد أنظارهم إلى أن هذه الحادثة ستكون مفصلية من حيث عودة حوران إلى صدارة المشهد العسكري في سوريا، إذا ما تم إعادة ترتيب الأوراق بدقة وموضوعية تناسب الواقع في جنوب سوريا.
الناطق الإعلامي لتجمع أحرار حوران (أبو محمود) قال لبلدي نيوز: "خسارة الشهداء هي خسارة لكل حوران بلا شك، فسقوط الشهداء متوقع في كل معركة تجد شهداء وجرحى، ولا يمكن تفادي ذلك بسبب صعوبة المعارك وشراستها".
ويضيف الحوراني : " في الكمين مساء يوم الأحد الماضي، ما تم إحصائه من قبل التجمع يقارب الأربعين شهيداً، موثقين بالاسم في معركة صد البغاة، وذلك إثر الكمين الغادر من قبل قوات الأسد في الكتيبة المهجورة".
ويكمل بالقول: "لم تحدث أي خيانة على الإطلاق كما يروج البعض، فأغلب فصائل حوران كانت مجتمعة بالأمس في هذه المعركة وإذا بحثت بين أسماء الشهداء، تجدهم موزعين بين الفصائل المشاركة في المعركة، فلا يمكن أن يكون قد حدث تخاذل من فصيل أدى لهذا الأمر، فالشهداء من كل فصائل حوران تقريباً".
من ناحية أخرى، يؤكد الحوراني أنه " بالرغم من العدد الكبير لشهدائنا إلا أنه يجب علينا أن لا نتغافل عن حجم الخسائر التي أصابت قوات النظام".
و ينتهي الحوراني حديثه بتوجيه رسالة إلى جميع فصائل حوران الثورية، بأن يشكلوا غرف عمليات بشكل فوري وأن يخرجوا ما لديهم من السلاح الثقيل لاستهداف كل مواقع النظام في حوران.
يقول الحوراني "نطالب باستهداف اللواء 12 والفوج 175 في إزرع وتعتبر مدينة إزرع مركز تجمع قوات الأسد والقوات المناصرة لها من الميليشيات العراقية واللبنانية والافغانية، ومهاجمتها بالطبع سيربك قوات النظام في المحافظة".
الجدير بالذكر أن الكتيبة المهجورة كانت خالية من أي تواجد للثوار أو لقوات النظام منذ انسحاب قوات النظام منها منذ ما يزيد على ثلاث سنوات، وقد بسط النظام سيطرته عليها بعد تقدم قواته المتمركزة على أطراف الاوتوستراد الدولي دمشق درعا، في الثاني من شهر أيلول الماضي حيث أصبحت غالبية أحياء بلدة إبطع ومدينة داعل تحت مرمى نيران الجيش المتمركز في الكتيبة.