تقرير غربي يكشف كيف تتعاون منظمة الصحة العالمية مع نظام الأسد؟ - It's Over 9000!

تقرير غربي يكشف كيف تتعاون منظمة الصحة العالمية مع نظام الأسد؟

فوكس نيوز – (ترجمة بلدي نيوز)

إن منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، والتي تدّعي "الحياد والاستقلال عن المصادر والجهات الخارجية" تتعاون مع نظام الأسد القاتل في سوريا، إذ تعترف علناً بأنّها زوّدت بنك الدم في وزارة دفاع الأسد "منذ بداية الصراع" -وفقاً للمتحدث باسمها- بأكياس تخزين الدم المخصصة ومجموعات من معدات اختبارات الدم والتي تبلغ قيمتها أكثر من 5.1 مليون دولار.

وأكدت وكالة الأمم المتحدة بثبات بأنها تحافظ على علاقة "تجارية بحتة" مع بنك الدم العسكري للنظام السوري، وتقوم بتوفير الإمدادات له "من خلال" وزارات الأسد الأكثر "استساغة" كوزارة الصحة والتعليم العالي (والتي تسيطر على بعض المستشفيات التعليمية)، وذلك عن طريق وسيط.

ووفقاً للوثائق المترجمة بشكل مستقل من قبل وكالة فوكس نيوز للأنباء، فإن إدّعاء منظمة الصحة العالمية بشأن علاقتها مع بنك دم الأسد بكونها تجارية بحتة تبدو على ما يبدو في أحسن الأحوال مجرّد خدعة، فقد اتّخذت الوكالة على ما يبدو دور "القوّاد" لنظام الأسد الديكتاتوري، لتقوم بشراء اللوازم التي اشتراها سابقاً بنك الدم بشكل مباشر من بائعها، أبوت- شركة الرعاية الصحية العالمية الموجودة في شيكاغو، وذلك بعد أن قامت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات ضد الأسد، والتي جعلت العلاقة ما بين المشتري والبائع بشكل مباشر أمراً غير مقبول.

ورغم سؤال فوكس نيوز لمنظمة الصحة العالمية حول العناصر المحددة لتلك العلاقة، بما في ذلك المكان التي تقوم منه الوكالة التابعة للأمم المتحدة بشراء اللوازم التي تبيعها لبنك الدم الجيش السوري، إلا أنها لم تتلق أي رد.

وقد بحثت فوكس نيوز في رسالة حصلت عليها مؤخراً، والتي أُرسلت في هذا العام بشكل مباشر إلى مسؤول كبير في منظمة الصحة العالمية في سوريا -إليزابيث هوف، من اللواء الدكتور جميل أحمد، وهو مسؤول عسكري كبير وطبيب، يرأس مؤسسة عامة تديرها الدولة للدم والصناعات الطبية، والتي تضم بنك الدم الوطني في الحكومة، حيث يسأل في رسائله تلك عن أجزاء بديلة وقطع غيار لأجهزة من آلات فحص الدم -أبوت، فضلاً عن مئات الآلاف من مجموعات اختبار الكشف عن فيروس نقص المناعة البشرية وغيره من الأمراض التي تنتقل عن طريق الدم، كما تشير الرسالة ذاتها إلى أن منظمة الصحة العالمية كانت "تساعدهم" لسنوات، وفي رسالة بعث بها أساساً في 17 يناير من عام 2016، شكر أحمد هوف شخصياً "لتعاونك، وجهودك، وموقفك الإنساني الذي اتخذته على عاتقك في مساعدتنا"، وذلك عام 2015، قبل أن يطلب 1.2 مليون اختبار لفحص الدم ليتم تسليمها خلال عام 2016، بينما كانت هناك رسالة أخرى من أحمد بتاريخ 12 مارس 2016، يكرر شكره لمنظمة الصحة العالمية لمساعدتها التي استمرت بها منذ عام 2014، حيث لم يكن هناك أي ذكر في الرسائل حول أي طلبات من وزارة الصحة أو وزارة التعليم العالي، أو أي اعتراف بأن تلك الإمدادات ستصب من خلال مؤسسات مدنية بحتة، في العمليات الفعلية بدلاً من التصوير العام تسقط ورقة التوت، وبالنسبة للقطاع الخاص، فإن العلاقة ما بين منظمة الصحة العالمية والجيش السوري تبدو أيضاً أكثر قرباً.

وفي حين صعد نظام الأسد من هجومه الوحشي بدعم روسي وإيراني في يونيو/حزيران على المدنيين في المراكز التي تسيطر عليها المعارضة في مدينة حلب وإدلب وحماة، بما في ذلك الاستهداف المتعمد على المستشفيات وبنوك الدم وغيرها من المرافق الطبية، قام نائب وزير الدفاع محمود عبد الوهاب الشوا في حفل أقيم في دمشق بالإشادة بمنظمة الصحة العالمية لتقديمها "كافة أشكال الدعم للتخفيف من الحصار الاقتصادي الجائر على سوريا"، الحصار الذي كان مفروضاً لقيام نظام الأسد الديكتاتوري بهجمات وحشية وممارسات قمعية ضد شعبه، كما أسبغت إدارة بنك الدم السوري بالإطراء على إليزابيث هوف، وتقدمت "بالشكر والتقدير" لدعم منظمة الصحة العالمية له.

ومنذ فترة طويلة ترجع إلى عام 2011، وثّقت منظمة العفو الدولية على نطاق واسع استخدام الأسد للمرافق الطبية وبنوك الدم كمراكز للعنف والقمع، بما في ذلك قرار النظام باحتكار توزيع الدم من خلال بنك الدم العسكري حصراً، حيث منحت تلك المركزية بنك النظام سيطرة على الذين يحصلون على الإمدادات المنقذة للحياة، فضلاً عن توفير فرص للتعذيب وقتل المدنيين الجرحى ذوي الولاءات السياسية غير المؤكدة والذين وصلوا لعمليات نقل الدم.

ولما كان هدف الأسد في تدمير كل معارض لحكمه، قرر النظام اعتبار أي طبيب أو مسعف يقوم بعلاج أي متظاهر مصاب على أنه إرهابي، الأمر الذي قد يعرضه للاعتقال والتعذيب وغالباً الموت، وبالتزامن مع هجمات النظام على بنوك الدم في مناطق المعارضة منذ أوائل عام 2012، أصدر نظام الأسد قوانين مكافحة الإرهاب والتي جعلت أي طبيب يقوم بتوفير الرعاية الطبية للشخص الذي يشتبه في أنه جزء من المعارضة جريمة كبرى.

كما أن الهجمات تكررت على بنوك الدم والمستشفيات حيث الأطباء من الجمعية السورية الأمريكية الطبية، والذين  يقومون بتقديم المساعدة في المناطق المحاصرة، حيث أفادوا بحصول 42 هجمة على المستشفيات والمرافق الطبية الأخرى في يوليو تموز وحده، ثلاث منها استهدفت بنوك الدم، ووثقت وثائق منظمة الصحة العالمية الداخلية والتي تم فحصها من قبل فوكس نيوز ما لا يقل عن خمسة اعتداءات ضد بنوك الدم والمستشفيات ومراكز العلاج من قبل الهجمات الجوية في بضعة أيام فقط في الأسبوع الأخير من شهر سبتمبر.

وعموماً، منذ جوبهت الانتفاضة السلمية بالقمع والعنف من قبل النظام السوري في مارس 2011 وحتى نهاية يونيو 2016، أحصى أطباء من أجل حقوق الإنسان 382 هجمة على 289 مستشفى وسيارات إسعاف وعيادات، والتي ارتكبت من قبل قوات النظام بدعم جوي روسي.

وفي هذه الفترة الزمنية نفسها، تقول المجموعة بأن 703 طبيباً وغيرهم من العاملين في المجال الطبي إما قتلوا أثناء قيامهم بعملهم، أو اغتيلوا أو اعتقلوا وتعرضوا للتعذيب حتى الموت، تلك الأحداث الموثقة كان نظام الأسد المسؤول عنها.

وبعد سنوات من هذه الاعتداءات المركّزة والمتكررة، لم يبق الآن سوى خمسة مستشفيات فقط في شرق مدينة حلب، والتي يعمل بها 29 من الأطباء، يقومون فيها بخدمة 300،000 من المدنيين، حيث كان أولئك الأطباء في مناطق المعارضة مضطرون على الارتجال بسرعة في نقل الدم والإجراءات الطبية الأخرى، و عدد قليل جداً منهم الآن قادر الآن على الكشف عن فيروس نقص المناعة البشرية والتهاب الكبد B أو C، أو الزهري، أو فصل الدم إلى خلايا معبأة، والصفائح الدموية والبلازما وعوامل الدم الأخرى، أو تقديم أي من علاجات تلك الأمراض لما يقرب من 1.3 مليون شخص يعيشون تحت الحصار، وفقاً لمنظمة مراقبة الحصار.

وفي غضون ذلك، زاد القصف الوحشي على المناطق المدنية من الطلب على الدم، في نفس الوقت الذي تتقلص فيه الكمية، إذ قال طبيب في شرق حلب لفوكس نيوز أنه وفي حين أن أعداد المصابين إثر أي تفجير يثير الطلب على الدم لنحو 50-70 كيس دم يومياً، والإمدادات "لربما لا تتجاوز 20-30 كيس"، كما قال بأن الدم يتم تخزينه في ثلاجات المواد الغذائية، ويمكن أن يبقى فقط لأربعة أو خمسة أيام دون وجود أي أكياس حافظة، في حين أن سوء التغذية يحد من قوة أجساد المتبرعين بالدم.

كما منعت الحكومة السورية أيضاً المرضى الذين يعانون من الاحتياجات الطبية العاجلة من مغادرة المناطق المحاصرة، من بينهم توأمان ملتصقان توفيا في ظروف غامضة في أيدي الحكومة بعد فترة وجيزة من تأخر إجلائهم من الغوطة الشرقية المحاصرة! بينما تمّ بالفعل توزيع 56 طناً من الإمدادات الطبية في الأراضي التي تسيطر عليها قوات الأسد.

ولذلك فإن منظمة الصحة العالمية تتناقض بشدة مع "الحياد والاستقلال" وراء شبكتها في توزيع وتوريد المستلزمات والاتصالات المباشرة مع بنك الدم العسكري لنظام الأسد وطلبه المتكرر منها، بالإضافة إلى ذلك، فإن رسائل البريد الإلكتروني لمنظمة الصحة العالمية والتي حصلت عليها شبكة فوكس نيوز تكشف عن وجود نقاش بين مسؤولي الوكالة على مدى عدة أشهر ابتداء من يونيو 2013، حول علاقة المورّد الجديد مع بنك الدم، كما كان هناك في وقت لاحق مناقشة حول صعوبة قيام منظمة الصحة العالمية بعملية الشراء بسبب الصعوبات والقيود الحالية المفروضة على التجارة مع سوريا،على ما يبدو فقد قررت الوكالة في وقت لاحق أن تشرع على الأقل في إعداد مشروع مذكرة تفاهم لتغطية عملية التوريد تلك.

ومعظم المناقشات الداخلية في رسائل البريد الإلكتروني والتي اطّلعت عليها شبكة فوكس نيوز تركز على مسألة كيفية ضمان الدفع بالعملة النقدية الصعبة من سوريا لأي إمدادات ستقوم بإرسالها إلى بنك الدم، وأمور مثل التصنيف الائتماني لبنك بيبلوس حيث سيتم إيداع المال السوري.

وقال المستشار القانوني لمنظمة الصحة العالمية، جيان لوكا بورسي في رسالة له بالبريد الالكتروني حول "المخاطر السياسية وراء هذا النوع من العمليات"، متسائلاً: "هل نعرف كيف تنوي الحكومة السورية استخدام هذا الدم الذي نقوم بشراء نيابة عنها؟ "كذلك سأل مضيفاً: "ماذا لو وصل الأمر إلى أن يتم استخدامه لقواتها وميليشياتها وليس للمدنيين؟ إن هذه هي إمكانية ملموسة، وستكون مدمرة جداً لصورتنا"، وقال بأن "القرار النهائي ما إذا كنا نريد قبول طلب سوريا، وطرائق القيام بذلك، يجب أن يأخذ بعين الاعتبار جميع الجوانب والمخاطر التي قد تنطوي على ذلك".

وحتى الآن تم تجاهل أسئلة من فوكس نيوز بشأن ذلك الاتفاق، ولماذا اعتبر ضرورياً من قبل منظمة الصحة العالمية.

ولا تزال منظمة الصحة العالمية تواصل على علاقتها مع طلبات بنك دم نظام الأسد - والمُشرَفُ عليه من قبل وزارة الدفاع - في حين لا تزال الوزارة ذاتها وفي ذات الوقت تستخدم الأسلحة الكيميائية والصواريخ والقنابل الحارقة المحرمة دولياً لاستهداف المستشفيات وسيارات الإسعاف والأطباء والمدنيين.

-آني سبارو: الطبيبة أخصائية العناية المركّزة للأطفال، والخبيرة في مجال الصحة العامة، وهي أستاذة مساعدة في الصحة العالمية في معهد آرنولد في مدرسة إيكان الطبية في مستشفى جبل سيناء في مدينة نيويورك.

-جورج راسل: محرر وكالة فوكس نيوز.

مقالات ذات صلة

صحيفة غربية: تركيا تعرض على امريكا تولي ملف التظيم مقابل التخلي عن "قسد"

بدرسون يصل دمشق لإعادة تفعيل اجتماعات اللجنة الدستورية

خالفت الرواية الرسمية.. صفحات موالية تنعى أكثر من 100 قتيل بالغارات الإسرائيلية على تدمر

توغل إسرائيلي جديد في الأراضي السورية

ميليشيا إيرانية تختطف نازحين من شمالي حلب

أردوغان: مستعدون لما بعد الانسحاب الأمريكي من سوريا