بلدي نيوز-(نجم الدين النجم)
أمهلت بلدية (زغرتا-إهدن) جميع العمال السوريين فيها، حتى نهاية الشهر الحالي، لمغادرة البلدة نهائياً، وبررت ذلك بأنه عملٌ مرتبط بتدابير "الحماية الشتوية"، حسب ما أشاعته وسائل إعلامية لبنانية.
وطلبت البلدية من السوريين عبر بيان مكتوب الخروج من (إهدن) بعد انقضاء موسم القطاف في المنطقة، كما طالبت الأهالي الذين يشغلون العمال السوريين، بالتصريح الأسبوعي بوجودهم في البلدة كي تقوم البلدة بمراقبتهم "مراقبة دقيقة"! لا يعرف ما هو المقصود بها.
تمييز عنصري
حجة البلدية اللبنانية لهذا التصرف العنصري هو "منع السرقات والحفاظ على الأمن في المنطقة"، وهو أمر غير منطقي أن تربط السرقات والاعتداءات باللاجئين السوريين فقط، لكنه يفسر بالتوجه السياسي للمنطقة المعادي للسوريين بالعموم، حيث تناست البلدية المافيات اللبنانية المختلفة، والتي تعمل في جميع أشكال الموبقات التي تبدأ بسرقة السيارات ولا تنتهي عند الاتجار بالبشر وترويج المخدرات.
هذا الإعلان يأتي كحلقة جديدة من حلقات العنصرية التي تمارس في لبنان ضد اللاجئين السوريين، والذين يعيشون، أوضاعاً أقل ما توصف به أنها مأساوية، إضافة إلى تعرضهم لممارسات عنصرية شعبية وحكومية، كان آخرها على لسان وزير الخارجية اللبناني (جبران باسيل) عندما غرد في حسابه على تويتر " الآن زادت قناعتي أنه يجب أن نلزم منظمات اللاجئين في لبنان بشراء التفاح"، وجاءت تغريدة باسيل بعد موجة احتجاجات على فساد التفاح في المستودعات، ورأى "باسيل" أن الحل يكمن في إجبار المنظمات الاغاثية العاملة مع السوريين على شراء التفاح!، حيث تناسى باسيل أن سبب كساد تفاح لبنان هو نظام الأسد وحربه على السوريين.
يذكر أن بلدية (إهدن-زغرتا) تقع شمالي لبنان ضمن ما يسمى محافظة الشمال، وغالبية سكانها من "الموارنة" وعددهم حوالي 40000 ألف نسمة فقط، (مساحتها عدة كيلومترات مربعة فقط)، ما يجعلها أصغر من أي حي في مدينة دمشق!.