بلدي نيوز – إسطنبول (غيث الأحمد)
شكّل الإعلان الروسي عن تمديد الهدنة في حلب لمدة 24 ساعة إضافية صدمة لإيران التي تدفع ثمناً باهظاً لإخضاع كامل مدينة حلب تحت سلطة نظام الأسد من جديد، وذكرت وزارة الخارجية الأميركية، عقب ذلك أنه تم إحراز "بعض التقدم" في المحادثات التي تجري في جنيف، بين الولايات المتحدة الأميركية وروسيا ودول أخرى للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في مدينة حلب.
وكانت الأمور قد شهدت توتراً جديداً الأسبوع الماضي بعد نشر موسكو أسطول الشمال وجزء من أسطول البلطيق للتعزيز مقابل السواحل السورية، وهو أكبر انتشار بحري منذ نهاية الحرب الباردة، وشهدت بريطانيا إثر ذلك استنفارا عسكريا خلال مرور حاملة الطائرات الروسية "ادميرال كوتنيتسوف" في القناة الانجليزية خلال رحلتها إلى الشواطئ السورية، وأرسلت بريطانية سفينتين حربيتين باتجاه حاملة الطائرات الروسية.
وذكر مصدر لـبلدي نيوز أن إيران تحاول تخريب الهدنة التي أعلن عنها الروس وإفشال أي اتفاق لهم مع واشنطن، وذلك بسبب رفض طهران لأي اتفاق وهي تصّر على إعادة حلب إلى سلطة النظام.
ورجح مراقبون أن تكون روسيا تحاول من خلال تمديد الهدن إلى التوصل إلى اتفاق مع واشنطن على ملفات أخرى خارج سوريا. وأعلن البيت الأبيض يوم أمس الجمعة عن الاكتفاء بفرض عقوبات اقتصادية على روسيا نتيجة دعمها لنظام الأسد، في حين رفض الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات اقتصادية جديدة على موسكو بعد عدم قبول ايطاليا. واعتبرت المستشارة الالمانية، انجيلا ميركل، أن الانتقادات الحادة الموجهة إلى روسيا هي "الحد الأدنى" الذي يمكن للاتحاد الأوروبي أن يفعله.
ووافق مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، أمس الجمعة، على مشروع قرار يطالب جميع الأطراف في سوريا وعلى رأسها النظام و"داعميه" بمراعاة القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، ووقف العنف وإيصال المساعدات بشكل عاجل.
كما يطالب مشروع القرار غير المُلزم بوقف النظام وحلفائه للغارات الجوية التي تستهدف أحياء مدينة حلب الشرقية، خلال الآونة الأخيرة، والتعاون الكامل مع مجلس حقوق الإنسان، بالإضافة إلى إدانة الحصار المطبق على المدنيين بشكل مباشر.
وذكرت وكالة رويترز عن ديبلوماسي غربي أن المحادثات في جنيف تحاول إيجاد وسيلة لفصل كل المقاتلين المرتبطين بـ "القاعدة" في شرق حلب، ومن ثم حرمان قوات النظام وروسيا من أهدافها الرئيسية في المدينة، فيما أعلن قياديون عسكريون، عن معركة وشيكة لفك الحصار عن مدينة حلب، بهدف فك الحصار الذي تفرضه قوات النظام على مئات آلاف المدنيين في الأحياء الشرقية، مطالبين الدول الداعمة للمعارضة بـ "صبّ دعمها لإنجاح المعركة"، ووجّهوا نداءً لقوات النظام للنجاة بأنفسهم، أو انتظار ما يسوءهم.