بلدي نيوز – (كنان سلطان)
على وقع التقدم الذي حققته القوات المنضوية في "درع الفرات"، والذي تدعمه الدولة التركية، وإنجاز عديد الانتصارات وتحرير مساحات واسعة من الريف الشمالي لحلب، وقطع الطريق على كل المشاريع الرامية إلى عزل المعارضة عن محيطها، بات يتردد الحديث عن تشكيل قوات عسكرية من أبناء المحافظات الشرقية (الحسكة – الرقة) بغية الدخول إلى الأراضي السورية، بداية من مدينة تل أبيض المتاخمة للحدود التركية شمالا، والتي ستكون منطلقا للتوجه إلى مدينة الرقة معقل التنظيم وعاصمته في سوريا.
في الصدد، تحدثت مصادر مطلعة أن نحو 1700 مقاتل يجري إعدادهم في معسكرات في الأراضي التركية، وتحت إشراف عسكريين وخبراء من الجيش التركي، حيث قامت الدولة التركية بتجهيز معسكرين على أراضيها مؤخرا، وتم افتتاح الأول يوم 17 تشرين الجاري، ضم مجموعة من المقاتلين من أبناء مدينتي تل أبيض ورأس العين، إذ من المقرر أن تكون تل أبيض منطلق عمليات "درع الفرات" في المحافظة باتجاه الرقة جنوبا.
وعن العملية المنتظرة قال الصحافي السوري علاء نور الدين "بالبداية لا يمكن معرفة كل التفاصيل حول العملية أو ما يتم التحضير له بدقة، لكن هناك عدة عوامل تجعل من هذا الطرح جدياً ويمكن التعويل عليه".
مشيرا إلى أهمية الطبيعة المجتمعية لمنطقة تل أبيض، وأوضح بأن التركيبة السكانية للمدينة هي "غالبية سكان المدينة هم من المكون العربي والمكون التركماني بالدرجة الثانية، وأهمية المنطقة تتمثل بوصفها منطقة حدودية، وبوابة الشمال السوري إلى الرقة ودير الزور، وهنا لا يمكن إغفالها سواء بالنسبة لتركيا أو لغيرها".
وبيّن "نور الدين" في حديث لبلدي نيوز أنه "بالنسبة للدعم التركي بالتأكيد ستعمل تركيا على دعم كل مشروع يحقق أمن حدودها ضد المشروع الكردي الانفصالي، بغض النظر عن رهانها على المتعاونين معها على الأرض"، مستشهدا بنجاح عملية درع الفرات واستمرار حصد مزيد من النتائج الايجابية.
وشدد نور الدين في حديثه على أن "تل ابيض في الرقة تعتبر المسمار الأخير في نعش المشروع الكردي، في حال طردت منها الميليشيات الكردية (وحدات الحماية الكردية) وهذه الأخيرة تعلم حقيقة الأمر".
ونوّه إلى أن المطلوب حاليا هو "قصقصة وتشتيت هذه الميليشيات وحصرها في مناطق معينة يمكن الاستفادة منها وفق التفاهمات الدولية في المستقبل، بعدما أثبتت فشلها في أن تكون خلفا لتنظيم الدولة في المنطقة، جراء تمسكها بقوميتها وأمجادها الانفصالية"، على حد وصفه.
تجدر الإشارة إلى أن "الوحدات الكردية" شنت حملة اعتقالات في ريف الحسكة الجنوبي قبل عدة أيام، بذريعة التواصل مع الجيش الحر الذي تسانده تركيا، الهادف إلى دخول المناطق التي تسيطر عليها، تزامن ذلك مع اجتماعات عقدها الجانب التركي مؤخرا مع بعض الشخصيات من المنطقة ترمي إلى التحضير والبدء بهذه العملية.