بلدي نيوز – (أحمد عبدالحق)
مع تقدم فصائل الجيش الحر في الريف الشمالي لحلب على حساب تنظيم "الدولة" ضمن عملية "درع الفرات"، ووصوله لبلدة دابق الاستراتيجية التي كانت تحت سيطرة التنظيم، ثم التوسع باتجاه الجنوب، بدأت الخارطة العسكرية للمنطقة تتداخل بشكل كبير، لتظهر القوى المسيطرة على أرض مساحتها لا تتجاوز الـ 10 كيلومترات، كلٌ له اتجاهه وتوجهه ويحظى بدعم طرف دولي وإقليمي له ثقله في القضية السورية على المستويين العسكري والسياسي.
هذا التداخل بات واضحاً بعد تقدم الثوار باتجاه تل مالد واقترابها أكثر من مناطق سيطرة ميليشيات "قسد" المدعومة أمريكيا إلى الغرب في حربل والشيخ عيسى وتل رفعت، وإلى الجنوب والجنوب الغربي باتت مواقع سيطرة قوات الأسد وميليشيات إيران والمدعومة روسياً في تلجبين ومسقان وكفين وماير، فيما لاتزال فلول عناصر تنظيم الدولة تتمركز للشرق من هذه القوى جميعاً، وهي المحاربة من الجميع.
فاير إبراهيم الصحفي السوري المطلع على تطورات المعركة، قال لبلدي نيوز "شكلت عملية "درع الفرات" المدعومة من تركيا ضربة قوية لجميع المشاريع الرامية لإجهاض الثورة السورية شمالي حلب، وأولها المشروع الأمريكي المتمثل بدعم الأكراد لبناء دولة انفصالية عن سوريا، ولعل الانقلاب العسكري الذي شهدته تركيا وتورط الولايات المتحدة لدرجة ما فيه، جعل ردها على التدخل التركي عسكرياً خافتاً علها تحافظ على قدر ما من العلاقة بين البلدين".
وأضاف إبراهيم أن الضربة الثانية التي وجهتها عملية "درع الفرات" كانت للمشروع الإيراني الروسي اللذين عملا على دعم ميليشيات "قسد" الانفصالية للتوسع في بلدات الريف الشمالي والتضييق على الثوار هناك، بينما كانوا منشغلين في معارك الريف الجنوبي وفتح الطريق باتجاه نبل والزهراء، وذلك تمهيداً لعودة قوات النظام لهذه المناطق بالتنسيق مع الوحدات الكردية ودون أي قتال، مع إعطاء "قسد" حيزاً من المناطق على طول الحدود لوصل مقاطعاتها ببعضها البعض ضمن الكيان الانفصالي الذي تريده.
وأكد أن استمرار عملية "درع الفرات" ووصولها بالتحديد إلى بلدة دابق التي كان يستغلها التنظيم لشحن مقاتليه، وغياب الملحمة الكبرى التي وعد بها التنظيم مقاتليه باكراً، أسهمت بدور كبير بتراجع التنظيم عن المنطقة، وإعطاء الجيش الحر دافعاً أكبر للتوسع والتوجه لمدينة الباب المنبع الرئيسي لقوة التنظيم في المنطقة.
وأشار إبراهيم إلى أن تصارع القوى المتمثلة بأمريكا وروسيا وتركيا وإيران، ويضاف لذلك تنظيم الدولة اختصر على مسافة 10 كيلو مترات في الريف الشمالي لحلب، فالكل يتجهز لساعة الاصطدام بين جميع المشاريع، وربما الانتقال لمرحلة ثانية من المعركة قد تكون في صالح الثوار لدرجة كبيرة إن تابعوا طريقهم باتجاه الباب ومنها أعادوا الالتفاف على المشروع الانفصالي شرقي عفرين، وربما المساهمة بفك الحصار عن مدينة حلب انطلاقاً من مارع.