راني جابر – (المحلل العسكري في موقع بلدي نيوز)
منذ بداية الحملة الروسية على السوريين، نُشرت العشرات من الفيديوهات والصور التي تعرض الكثير من الغارات التي شنتها الطائرات الروسية على المناطق السورية المختلفة.
حيث توضح الكثير من المشاهد والفيديوهات التي يبثها الناشطون، حجم الانفجارات الضخمة التي تنتج عن قصف الطائرات الروسية للمناطق التي تدعي روسيا وجود مراكز (للإرهابيين) فيها.
ويركز الكثيرون ممن شهدوا قصف الطائرات الروسية على أن دوي الانفجارات الناتجة عنها، أضخم بكثير من أصوات الانفجارات التي كانت تحدث عند قصف طائرات النظام، معتقدين أن الطائرات الروسية تلقي قنابل أكبر وأكثر فاعلية.
ولكن الواقع يقول أن الروس لا يستخدمون أصنافاً مختلفة من القنابل والأسلحة عن التي استخدمها الأسد خلال الخمس سنوات الماضية، لكنهم ببساطة يستخدمون عدداً كبيراً من القنابل في كل مرة تقصف طائراتهم، وأحياناً يستخدمون حمولة طائرة كاملة لقصف نفس الهدف، كما يظهر في الكثير من الفيديوهات التي تعرض سقوط حوالي ثمانية قنابل في كل مرة على نفس المنطقة، ما يتسبب بحدوث انفجارات ضخمة ومستوى هائل من الدمار.
الصدمة الأولى
التكتيكات التي بدأت روسيا في استخدامها في سوريا، سيكون لها تأثير معاكس بعد فترة قصيرة، فاستخدام القوة الشديدة في محاولة لخلق حالة من الصدمة عبر القصف العنيف، تعرض لها السوريون خلال السنوات الخمسة الماضية، ولن يستغرق الأمر الكثير من الوقت حتى يعتادون على دوي انفجارات رشقات القنابل الروسية.
ولذلك فإن فشل الهجوم الروسي يعتمد أساساً على امتصاص السوريين للصدمة الأولى لهذا الهجوم سواء النفسية أو العسكرية، فمستوى الترويج والتخويف الذي سبق الهجوم الروسي كان يهدف لتضخيم قوة وحقيقة هذا الهجوم والتغطية على محدوديته.
فروسيا تستخدم عدة تكتيكات للتسبب بأثر نفسي إضافي لهجومها في سوريا للتعويض عن انخفاض الأثر العسكري الحقيقي له.
حيث بدأت بداية باستخدام كميات ضخمة من القنابل تصل إلى ثمانية قنابل على هدف واحد في الكثير من المرات، وصولاً إلى ارتكاب المجازر وبخاصة في المناطق القريبة من مراكز ومنشآت الجيش الحر، مروراً باستخدام القصف الليلي للتسبب بحالات هلع بين المدنيين بأصوات الانفجارات الضخمة، إضافة لإعادة قصف نفس المنطقة التي قصفت سابقاً عند تجمع المدنيين وأفراد الدفاع المدني، بهدف انتشال المصابين والضحايا.
كل هذه التكتيكات وغيرها تستخدمها القوات الروسية لإحداث أثر نفسي عند السوريين عن ضخامة القوة الروسية، متناسين أن نظام الأسد يستخدم نفس هذه التكتيكات منذ خمسة أعوام ولو بشكل مختلف، لكنهم عادوا لاتباع الأسلوب ذاته المعتمد على الرعب كعامل أساسي في المعركة.
عاصفة الحزم والتحالف الدولي أم الروس؟
انطلقت عاصفة الحزم منذ سبعة أشهر، واستخدمت فيها حوالي 200 طائرة قاذفة وآلاف من الجنود.
أما التحالف الدولي فيملك المئات من الطائرات ويطلق العشرات من الطلعات الجوية اليومية بين طلعات قصف واستطلاع تستخدم أحدث ما على ظهر البسيطة من تقنيات عسكرية.
في حين تمتلك روسيا في سوريا حوالي 32 طائرة قاذفة و15 مروحية، وهذه تعتبر قوة متواضعة مقارنة بالقوتين السابقتين.
حيث مضى على إطلاق الأولى حوالي ستة أشهر، والثانية حوالي العام ومع ذلك لا يبدو أنهما سيحققان أهدافهما قريباً.
ولو نظرنا من وجهة نظر عسكرية وتقنية بحتة، فالقوات الروسية لا يمكن مقارنتها بالقوات التي استخدمت في الحملتين السابقتين لا من ناحية عدد الطائرات، ولا من ناحية نوعية الذخيرة، ولذلك يمكن القول أن الحملة الروسية في سوريا تستخدم الحرب النفسية كسلاح أساسي في محاولة لكسر السوريين، وتشارك الكثير من الأطراف والوسائل الإعلامية بقصد أو بدون قصد في هذه الحرب النفسية، وذلك بتضخيم حجم وقدرات القوات الروسية في سوريا.
تنويه:
(استخدم الروس نوعية من القنابل الموجهة لم يستخدمها النظام قبلاً على ما يبدو لكن بشكل محدود جداً).