بلدي نيوز – إسطنبول (غيث الأحمد)
قدمت فرنسا، أمس الجمعة، خلال جلسة مغلقة في مجلس الأمن الدولي بنيويورك مشروع قرار يتألف من أربع نقاط غير قابلة للتعديل ولا تتماشى مع المطالب الروسية، مما قد يجبرها على رفع الفيتو لتصبح أول دولة مترأسة لمجلس الأمن في التاريخ تعرقل تطبيق مشروع قرار يتقدم به أحد الدول الأعضاء.
وكشفت مصادر مطلعة لبلدي نيوز أن المقترح الفرنسي يتضمن وقف القصف على مدينة حلب، ومنع تحليق الطيران فوقها، لتكون شبه منطقة آمنة، وإدخال المساعدات إليها، وجعل المعارضة السورية المدنية داخل أحياء المدينة المحاصرة هي من تشرف على إدارة المدينة.
وتحظى الصين بعلاقة طيبة مع فرنسا في هذه الأيام مما يجعل قبولها بالمشروع ممكناً، ويبقي روسيا وحيدة في رفضها لمشروع القرار الفرنسي.
وقال سفير روسيا في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين يوم الجمعة، إن "هذه ليست مسودة تصلح لتبنيها.. لدي شك في أن الدافع الحقيقي هو دفع روسيا لاستخدام الفيتو... لا أرى كيف يمكننا أن نترك مثل هذا القرار يمر".
في حين، قال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرولت إنه يعتزم الذهاب إلى نيويورك للمشاركة في التصويت، وقال للصحفيين في واشنطن: "لا يزال يحدوني الأمل في أن يحظى مشروع القرار بالموافقة ويقبل التنفيذ".
كما قدمت روسيا مشروع قرار ثان مشابه إلى ما اتفقت عليه مع الولايات المتحدة الأمريكية في 9 أيلول/سبتمبر الماضي، ودعت فيه إلى خروج المسلحين مع آلياتهم الثقيلة من أحياء حلب الشرقية، إضافة إلى دخول قوات من النظام لإدارة المدينة، ورفضت وقف تحليق الطيران فوق المدينة.
ويصوت مجلس الأمن على مشروعي القرارين المتضادين، اليوم السبت، وكان وزير الخارجية الفرنسي قد زار موسكو يوم الخميس، ومن ثم واشنطن يوم أمس الجمعة، وبحث معهم مشروع القرار الذي ستطرحه فرنسا في مجلس الأمن.
وكانت روسيا والصين استخدمتا الفيتو 4 مرات لمنع إدانة الأسد في مجلس الأمن ومنعت تمرير عدد من القرارات من بينهما محاولة لإحالة الوضع في سوريا للمحكمة الجنائية الدولية.