بلدي نيوز – الحسكة (كنان سلطان)
لا تشي بجهل في السياسة الجمل المقتضبة التي افتتح بها حميدي دهام الجربا الرئيس المشترك لما يسمى مقاطعة الجزيرة التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي "ب ي د"، منتدى الحوار الذي استمر يومين في بلدة رميلان بمحافظة الحسكة السورية، إنما تكشف عن متانة العلاقة بنظام الأسد، التي لم يتنكر لها الرجل، ويصر على تردادها، وهذه المرة في مؤتمر من المفترض أنه للحوار بين أطياف المعارضة، كما يزعم أصحاب الدعوة.
فيوجه الحميدي كلمته ومنذ البداية لرأس النظام السوري، مطالبا إياه بالتدقيق في تجربة الإدارة الذاتية، فيقول "هذه الإدارة الذاتية هي الآن منعمة، وأخاطب السيد الرئيس بشار الأسد، تعال وانظر ماذا فعل أبناء هذه الإدارة، الذين أمنوا فيها الاستقرار والحرية والمساواة".
وبعث "الجربا" برسائل تطمين "لسيده الرئيس"؛ وقال "الأمر الذي يخوفونا به بأن الأكراد يريدون دولة، هذا الكلام يقوله الأعداء ليس نحن، الأكراد مواطنون سوريون يدافعون عن ديارهم".
وعلّق الناشط الحقوقي مضر الأسعد على ما جاء في كلمة دهام الجربا، بالقول "حتى الآن العلاقة مع نظام الأسد قائمة، والجربا لا يخفي ذلك، وما هو مكتوب في خطابه كتب من قبل الـ"ب ي د" ومهمته القراءة فقط".
وأضاف الناشط "حتى (ب ي د) لم تنقطع صلته مع الأسد، فما زال الأسد يدفع رواتبهم"، مشيرا إلى أن موظفي الإدارة الذاتية في كل محافظة الحسكة وعين العرب وعفرين، لازالوا يتقاضون رواتبهم من قبل النظام".
ولفت الأسعد في حديثه لبلدي نيوز "كذلك لهم حق الحماية في رميلان والجبسة في الشدادي، يعني هم (نواطير) عند الأسد، في إشارة الى الاتحاد الديمقراطي".
ونوه الناشط إلى أن "المصالح الشخصية والمادية هي التي تحكم العلاقة بين هذه الاطراف، في محافظة الحسكة، سواء شخص الحميدي الرئيس المشترك لما يسمى "مقاطعة الجزيرة" في الإدارة الذاتية وحتى الـ "ب ي د"، ويتساءل الأسعد "ما دلالة أن يناقش العربي فلسفة أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني في مؤتمرات من المفترض أنها تناقش مآلات الواقع في سوريا؟".
يشار إلى أن الإدارة الذاتية، التي يقودها الاتحاد الديمقراطي، أنهت أعمال مؤتمرها الذي انعقد في بلدة رميلان شمال شرق سورية يومي الجمعة والسبت، تمهيدا للانتقال إلى النظام الفدرالي، الذي أقره المجلس التأسيسي في جلسة سابقة بشهر آذار الفائت.