بلدي نيوز – (علاء نور الدين)
كشف موقع لبناني أن ميليشيا "حزب الله" اللبنانية، باتت تولي اهتماماً متزايداً في الفترة الأخيرة بـ"الشعائر والمناسبات الدينية جميعها" على خلاف ما كان في الماضي (أي قبل الثورة السورية)، حيث أن الحزب "كان يعطي اهتمامه الأكبر للمناسبات التي تعنيه هو بالذات والذي كان يحشد بها الكثير من الناس كيوم القدس العالمي، وباحتفال (نصر) حرب تموز 2006، وخطابات أمينه العام حسن نصر الله".
موقع "جنوبية" اللبناني والمهتم بشأن الميليشيا، كشف عن أن الهدف من وراء هذا الاهتمام، إنما يأتي لاستقطاب الشباب بالخطابات الدينية و"النخوة الطائفية"، وبالتالي زجهم في صفوف الحزب للقتال في سوريا.
ويقول المصدر: "إذا قمت بجولة على المناطق (أي المناطق التي يسيطر عليها حزب الله في لبنان)، تجد اليافطات والزينة والأعلام السوداء، إنهم يريدون تجييش الشباب عبر الحماسة الدينية، والنخوة الطائفية، إذ أن الطائفة الشيعية دائماً بخطر، وبهذا يضمنون استقطاب عدد لابأس به من الشباب للالتحاق بركبهم وبالتالي القتال في سوريا".
ويضيف: "إذا نظرت بعيداً تجد أنه ومنذ زمن كان الشاب الذي سيلتحق في تنظيم حزب الله من تلقاء نفسه، يبقى حوالى سنتين من الدورات الدينية والقتالية والاختبارات الأمنية، حتى يتمكن من القتال على الجبهة الوحيدة التي كانت إسرائيل".
وأكد الموقع أن الحال اليوم قد تغير، بقوله: "أما الآن فما عليك إلا أن تقوم بدورة قتالية لمدة 45 يوماً بغض النظر عن التزامك الديني أو حتى خبرتك الميدانية في المعارك"، فيما يبدو بسبب إحجام الشباب عن الانخراط في صفوف الميليشيا، وذلك بعد التململ الذي شهدته الحاضنة الشعبية للميليشيا بسبب خسائره الكبيرة في سوريا.
ويقارن المصدر بين ما تنتهجه ميليشيا "حسن نصر الله" اليوم وفي الماضي، من تغير بالخطاب ونوعيته، بقوله "في الماضي لم يكن هناك من استقطاب للشباب المتحمس لقتال إسرائيل، ولم يكن هناك من داعي لتهييج وتجييش الشباب عبر الاحتفالات بالمناسبات الدينية، وشد عصبهم الطائفي، لأننا كنّا في مواجهة عدوّ معتدي وغاشم، أمّا الآن فمن نواجه يا ترى؟!"، فيما يبدو إشارة لإدراك موالي الميليشيا بأنهم يقاتلون السوريين لا الاسرائيليين، ويقينهم بمدى الكذب الذي تكرسه قيادات الميليشيا في استقطابهم للقتال في سوريا باستغلال الخطاب الديني والطائفي.
وتؤكد تقارير إعلامية أن الميليشيا اللبنانية بدأت مؤخراً اتباع كل الاساليب في استقطاب المزيد من المقاتلين (أساليب بالإغراء المالي والخطاب الطائفي والديني والمناصب)، بعد أن تلقى ضربات موجعة على يد الثوار خصوصا في حلب، وما أحدثته هذه الخسائر من ارتدادات على حاضنته الشعبية، وهو ما يؤكد ما يتحدث عنه "جنوبية" كأسلوب أخير لميليشيا "حسن نصر الله" في المضي قدما للهلاك في سوريا.