بلدي نيوز – (متابعات)
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في لقاء متلفز الجمعة، أن موسكو متلزمة بتنفيذ الاتفاق الروسي الأمريكي حول سوريا، شريطة التزام واشنطن بالفصل بين المعارضة المعتدلة وجبهة فتح الشام، متهما إياها بدعم الجبهة.
واتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في حوار مع قناة "بي بي سي" البريطانية، الولايات المتحدة بحماية مجموعة جهادية (جبهة فتح الشام) بسوريا، في سعيها للإطاحة برأس النظام بشار الأسد.
كما اتهم لافروف في الحوار واشنطن بنقض وعودها بشأن فصل جبهة "فتح الشام" والمجموعات الأخرى التي وصفها بـ"المتطرفة"، عن المجموعات "المعتدلة" التي تدعمها أمريكا.
وفي التعليق على تصريح الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكي جون كيربي الذي حذر موسكو من تعاظم خسائرها وتعرض مصالحها للخطر وأراضيها للإرهاب، إذا ما استمرت في عمليتها في سوريا، قال لافروف: "لقد حذروا من أن روسيا ستفقد الطائرات وتخسر الجنود، وستصبح مدنها عرضة للهجمات المسلحة، كان ذلك تهديدا لا يمكننا القبول به، أو ربما فيه إشارة لأولئك الذين يريدون شن تلك الهجمات كي يبدؤوا بتنفيذها".
وشدد وزير الخارجية الروسي خلال لقائه "على أن رحيل بشار الأسد لم يكن شرطا في أي اتفاق، قائلاً "لقد بذلنا كل ما في وسعنا منذ الاتفاق الأول حول سوريا الذي حمل اسم "بيان جنيف" الصادر في حزيران/ يونيو 2012".
وأدعى لافروف، أنه لا سبل لإيصال المساعدات لمحتاجيها في حلب، بسبب استحالة استخدام طريق الكاستيلو لعبور قوافل الإغاثة، بعد أن هددت المعارضة هناك باستهداف هذه القوافل بإطلاق النار عليها.
وذكّر لافروف بأن قوات النظام أقامت نقاط تفتيش على طريق الكاستيلو تنفيذا للاتفاق الروسي الأمريكي.
وطالب لافروف بإجراء أدق التحقيقات حول استهداف قافلة المساعدات الإنسانية المتجهة إلى مدينة حلب في 19 أيلول الماضي، قبل اتهام الطيران الروسي.
وأكد لافروف أن القوات الروسية تتخذ كافة الإجراءات الاحترازية اللازمة للحيلولة دون وقوع المدنيين في مرمى نيرانه.
ودافع لافروف عن القصف الروسي لحلب (شمال)، وقال بأن "روسيا تساعد الأسد في حربه على الإرهاب"، منتقدا صمت الغرب إزاء "معاناة المدنيين في حلب (يقصد الأحياء الخاضعة لسيطرة النظام)، التي كانت على وشك أن تقع في قبضة المتمردين، بعد أن قامت جبهة النصرة بقطع طرق الإمداد عنها".
وأنكر لافروف وقوع ضحايا مدنيين بالقصف الروسي قائلا: "إن كان ذلك قد حصل فنحن متأسفون جدا"، مشددا على ضرورة وجود تحقيق، حيث "ما من دليل ذي معنى.. نحن لا نستخدم أي أسلحة تحرّمها الأمم المتحدة".
يذكر أن الشبكة السورية لحقوق الانسان اصدرت تقريرا، بمناسبة مرور عام على الغزو الروسي، وثقت فيه استشهاد قرابة 3264 مدنياً بينهم 911 طفلاً و619 سيدة، ضمن ما لا يقل عن 169 مجزرة.
كما وثقت الشبكة بين الضحايا 32 من شخصاً من الكوادر الطبية، و11 من كوادر الدفاع المدني على الاقل و12 شخصاً من الكوادر الإعلامية، كما وثق التقرير 147 هجمة بالذخائر العنقودية، ووثق استخدام الروس للقنابل الحارقة 48 مرة.
وسجل التقرير قصف 417 مركزاً حيوياً (مشافي مخابز محطات توليد كهرباء وتنقية مياه وغيرها ) تعرض للقصف، 25 منها تعرضت للقصف أكثر من مرة، كما وثق التقرير نزوح 59 ألف شخص من منازلهم على الأقل وتحولهم لنازحين شمالي حلب بشكل خاص.