ِالتهديدات الأمريكية لروسيا.. "لعب على الحبلين" واستنزاف للوقت! - It's Over 9000!

ِالتهديدات الأمريكية لروسيا.. "لعب على الحبلين" واستنزاف للوقت!

بلدي نيوز – (نور مارتيني)

استحقاقات كثيرة يشهدها العام الحالي، بينها وصول سيد جديد أو ربما سيدة للبيت الأبيض، وكذلك أمين عام جديد للأمم المتحدة، إضافة إلى انتهاء فترة الرئيس الفرنسي الحالي "فرانسوا هولاند" هذا العام؛ عادة ما تترافق كلّ هذه الاستحقاقات، بمحاولات لاستثمار القضايا الساخنة، بغية الخروج بانتصار سياسي، أو إنجازٍ ما يتم تضخيمه إعلامياً ليبدو عنواناً لمرحلة جديدة، وكي لا يخرج الزعيم من منصبه خالي الوفاض، لأن هذا يجرّ الوبال على حزبه، في الدول الديمقراطية التي لا تسير في ركاب "الأب القائد".

ولأن أوباما، حاول منذ البداية أن يكون تلميذاً نجيباً لسلفه الديمقراطي "بل كلينتون" فهو يحاول أن يكون العنوان الكبير الذي يخرج به منتصراً من البيت الأبيض هو محاربة الإرهاب، على غرار ما فعله "بل كلينتون" في عملية "ثعلب الصحراء" عام 1998، قبيل انتهاء فترته الرئاسية الثانية، غير أن التلميذ لم يتعلم كيف يستقرئ المزاج الدولي بشكل جيد، فلا "داعش" سهلة المنال مثل الجيش العراقي الذي كان قد مرّ سبع سنواته على تقليم أظافره، ولا روسيا اليوم هي روسيا "يلتسين" التي تحمل على كاهلها كلّ خسارات الاتحاد السوفياتي وديونه، ولا إيران ما قبل "نجاد" تشبه إيران ما بعده!

في الواقع أن الاتفاق الروسي- الأمريكي الذي وصفه وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" بأنه اتفاق "اللحظة الأخيرة" هو كذلك بالفعل، ولكن ليس للسوريين، وإنما للإدارة الأمريكية التي تحاول أن تجعل من الملف السوري ضربة الجزاء المنقذة، في الوقت المستقطع!

لهذه الأسباب، يبدو أن إدارة أوباما أدركت أن الوقت قد بدأ يداهمها بالفعل، وأنّ عليها أن تنجز إنجازاً في ملف من بين الملفات العالقة، غير أن روسيا دائماً بالمرصاد، ولذلك يحاول الرئيس الأمريكي العودة إلى حلفائه التقليديين في أوروبا "فرنسا وبريطانيا" للضغط على روسيا، وهو ما يتوضح من خلال جلسة مجلس الأمن الأخيرة، والمشادّات بين مندوب روسيا، ومندوبي أمريكا، وفرنسا وبريطانيا، وتهديد أمريكا بتعليق التعاون مع روسيا ما لم تتوقف هجمات الطيران الروسي على حلب.

تختلف القراءات لما يجري خلف الكواليس بين روسيا وأمريكا، فالبعض يرى أن الدولتين تبدوان على خلاف في الظاهر، أما ما يجري تحت الطاولة هو افتعال هذه الخلافات، بغية ترحيل الملف السوري إلى ما بعد انتهاء فترة أوباما، وبالتالي منح روسيا المزيد من الوقت لتنجز ما لا يمكن إنجازه إلا بإنهاء المعارضة السورية السياسية والعسكرية، أما القراءة الثانية فهي أن أوباما أدرك أنه سيخرج من البيت الأبيض بخسائر جمة، وأن عليه أن يقدّم شيئاً ما لإنقاذه.

في هذا السياق، يقول الصحفي السوري "علي سفر": "لا أعتقد أن المجابهة الراهنة - إذا كانت هي حقاً مجابهة- بين الروس والأمريكيين والروس ستفضي إلى أي شيء، وأظن أن التصعيد الأمريكي هو عملية لحفظ ماء الوجه، سياسياً ولكنه على الأرض يعني أنه لن يكون هناك أي فعل في مواجهة التفرد الروسي بالفعالية العنفية على الأرض". ويوضح "سفر" أن "المشكلة في الواقع هي مراوغة إدارة أوباما منذ البداية في تعاطيها مع القضية السورية، ولكنها لا تريد إظهار ذلك بشكل واضح أمام الشركاء الأوروبيين والعرب"، وأنها أيضاً "لا تريد أن تعلن تركها سوريا لقمة سائغة للروس أمام البنتاغون، الذي كان يظهر رفضه للتعاون مع الروس. غير أن أثمان كل هذا لم تكن تدفع من جيب الإدارة الأمريكية بل من دم السوريين، وعبر الإرهاب الروسي والأسدي الذي يدري تماما ًأن الأمريكيين لم يفعلوا شيئاً، ولن يفعلوا تجاه المذبحة".

وحول إمكانية تحقيق إنجازٍ ما في اللحظات الأخيرة، يؤكد الصحفي "سفر" أنه "لا يمكن لهذه الإدارة الراحلة أن تفعل ما لم تفعله طيلة عهدها كله، وهي تحاول أن تلعب على استعجال الروس على تحقيق أي اتفاق، ولكن في المقابل من قال أن الروس مستعجلين؟ كان يمكن أن يكونوا كذلك في حال كانت هناك آليات ضبط وضغط، وهذا الأمر غير متوفر في الظروف الراهنة، وكل ما جرى من ضغوطات دبلوماسية لم يجدِ نفعاً".

ويبيّن "سفر" أنه لن يكون هناك أي جديد على الساحة سياسياً، وإذا كان هناك شيء، فيجب أن ينعكس على الوضع الميداني من جهة تسليح المعارضة، وعملياً لم تتسلح المعارضة سوى في الأخبار الملفقة هنا وهناك!"

أسابيع ستة، تفصلنا عن مغادرة أوباما البيت الأبيض، والحل السياسي الذي يجري الحديث عنه في الاتفاق الروسي الأمريكي، إنّما يدار بآلة القتل التي لا تبقي ولاتذر، غير أن حلب مصممة على أن تدمّر كلّ هذه التفاهمات التي تكتب بدماء أبنائها.

مقالات ذات صلة

روسيا تصرح باستهدافها "جيش سوريا الحرة" في التنف

علي مملوك من موسكو يشكر روسيا على مساندتها سياسيا واقتصاديا وعسكريا

علي مملوك في العاصمة الروسية موسكو

روسيا تعرقل عقد اجتماعات "الدستورية" السورية في جنيف

مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين"السلطات القبرصية تستخدم العنف لمنع وصول قوارب اللاجئين"

روسيا تضع نقطتي مراقبة على حدود الجولان جنوب سوريا