تركيا تصطاد عصفورين بحجر واحد في الرقة - It's Over 9000!

تركيا تصطاد عصفورين بحجر واحد في الرقة

بلدي نيوز – (خالد وليد)
نجحت تركيا خلال عملية درع الفرات من فرض شروطها على الولايات المتحدة الأمريكية، بعد التقدم السريع الذي حققه الثوار الذين قدمت لهم تركيا دعماً بالسلاح والاسناد الناري براً وجواً.
تركيا التي عادت أقوى بعد فشل الانقلاب العسكري، تمتلك على ما يبدو الكثير من الأوراق التي تزعج وتحرج أمريكا، فهي عامل مهم وجوهري لعمل التحالف، والذي لا يزال يعتمد لحد اللحظة على قاعدة انجرليك كقاعدة عسكرية رئيسية له في المنطقة.
فتركيا التي من المؤكد وأدها للمشروع الكردي غربي الفرات، تقف اليوم على بعد خطوات من القضاء عليه شرقي الفرات، بعد أن فرضت نفسها على أمريكا في معركة الرقة المرتقبة، فهي تمتلك الكثير من الأوراق التي تجعل لها اليد العليا فيها، استطاعت وخلال فترة قصيرة إظهار تعاسة القدرة العسكرية لميليشيات PYD، والتي استغرق منها السيطرة على منبج قرابة شهرين ونصف من القصف الجوي المتواصل، في حين حرر الثوار جرابلس، خلال ساعات من العمل العسكري المنظم، بدعم تركي، ما أحرج أمريكا وأظهر ميليشيات PYD بمظهر العاجزة، على الرغم من كل الدعم العسكري الذي تحصل عليه.
ظهور ميليشيا PYD بمظهر الفاشل بعد سيطرة الثوار على جرابلس خلال فترة قياسية، بدعم محدود مقارنة بما يتلقاه الأكراد، أثبت لأمريكا أن معركة الرقة لن تكون ناجحة في حال اعتمدت على الأكراد، فنظرة سريعة على معاركهم منذ معركة عين العرب، وصولاً إلى معركة منبج، تظهر أنهم قوة غير مؤهلة لخوض معركة بحجم معركة الرقة، وخصوصاً أن التنظيم سوف يكون في حالة من الاستماتة ستدفعه لتحويل كل شارع في الرقة إلى معركة بحجم معركة منبج، الميليشيات الكردية تدرك أن خسائرها في معركة الرقة ستكون كارثية، وقد تطوى صفحة تلك الميليشيات بعد معركة الرقة، فحجم الخسائر التقديري يتجاوز 3 الى 4 آلاف عنصر، مقارنة بخسائر عين العرب أو منبج، وهي خسارة كبيرة ستزعزع كيان تلك الميليشيا، خصوصاً أنها ستكون بين نارين، دفع المجندين الاجباريين إلى المعركة وخسارتهم والتسبب بمشاكل إضافية في مناطقها ستتحول إلى مواجهات عسكري مع المدنيين أو الزج بعناصرها الأساسيين وتحديداً القادمين من جبال قنديل، وتعرضها لخسائر كبيرة فيهم لن تستطيع إصلاحها بسهولة، وبخاصة أنها مقبلة على موجة من المعارك ضمن مناطق سيطرتها ضد "فصائل المقاومة الشعبية" التي تشكل في مناطقها رداً على الظلم والتمييز العرقي فيها ضد العرب والتركمان.

Pyd محشور في الزاوية

تستطيع تركيا أن تدفع إلى معركة الرقة بـ 41 ألف عسكري على الأقل عن طريق مدينة تل أبيض العربية، التي تسيطر ميليشيات PYD وصولاً إلى مدينة الرقة، الأمر الذي تعجز عنه الميليشيات الكردية سواء مجاراته أو حتى الوقوف في وجهه، ما يعني أن المناطق التي تسيطر عليها شرقي الفرات أصبح من الممكن جداً أن تطرد منها، وخاصة إذا شارك الثوار في العملية، ما يعني وجود قوة محلية من أبناء المنطقة الحقيقيين، والذين يمكن تسليمهم إدارة المنطقة بعد تحريرها، سواء من الميلشيات الكردية أو تنظيم الدولة.
ما يعني أن السيطرة على الرقة ستكون نهاية حلم وصل المناطق التي تحتلها الميليشيات الكردية في الحسكة بعفرين، ما قد يجر في النهاية لتحول عفرين إلى كانتون منعزل، لن يستغرق تحريره سوى عدة اشتباكات صغيرة مع الميليشيا الكردية، خصوصاً إذا حصلت السيطرة الكاملة على الرقة للثوار، والتي ستتسبب بإزالة أي احتمالية لإعادة وصل كانتوني "الجزيرة بعين العرب (كوباني)".

البحث عن اعتراف

تسعى الميليشيات الكردية للسيطرة على مدينة الرقة لعدة أسباب، أولها موقعها المتوسط ضمن الأراضي التي تسعى لاحتلالها، وأهميتها الرمزية التي ستقول خلالها أنها حررت الرقة من "الإرهاب"، وأنها قوة حرة تسعى للحصول على اعتراف، إضافة لتوسعة الرقعة التي تسيطر عليها والثروات الموجودة في المنطقة، وتحصيل أكبر قدر ممكن من الشريط الحدودي مع تركيا تمهيداً لمضايقتها لاحقاً.
فالميليشيات الكردية وعلى الرغم من الدعم الأمريكي الكبير، لكنها ليست سوى ميليشيا ليس لها أي وضع قانوني دولياً، حتى لو تدفقت لها الأسلحة والدولارات من جهات الأرض الأربع، وقد تجد نفسها ضمن أهداف التحالف الدولي بعد إزالة تهديد تنظيم الدولة، خصوصاً أن تركيا تصنفها كفرع من تنظيم إرهابي، ما يعني أن احتمالية قصفهم ليست مستبعدة سواء الآن أو بعد تطور المعارك وإضعاف التنظيم بشكل أكبر.
حيث تسعى الميليشيات الكردية لتجاوز صدمة دخول درع الفرات ونيتها تحرير على منبج، ما يعني قطع الطريق على وصل عفرين بالقامشلي، وخسارة المنفذ البحري الذي كان الأكراد يخططون للحصول عليه، تمهيداً لتصدير نفط العراق وسوريا عبره دون المرور بتركيا، ما يعني خنق الكيان الكردي اقتصادياً في أي لحظة ترغب تركيا بذلك.

خيبة أمل متوقعة

تتوالي الاشارات والتصريحات من بعض القيادات في الميليشيات الكردية أن ما يحصل لهم اليوم هو "خيانة"، وأنهم يشعرون بخيبة الأمل من رعاتهم الأمريكان.
فبعد أن وعدوا بالوصول إلى البحر، أصبحوا الآن يستجدون البقاء على الضفة الشرقية لنهر الفرات، أو حتى المحافظة على نقاطهم شمال الرقة، الأمر الذي لا يبدو أن لديهم أي أوراق ضغط على أمريكا لاستخدامها، وسيخسرون معظم الأراضي التي احتلوها إذا توقف الدعم الجوي عنهم لمدة شهر واحد.
ما يعني فعلياً أن ما يحصل الآن هو أن الميليشيات الكردية تعيش وضعاً لا تحسد عليه، بعد أن عادت الجميع، معتقدة أن أمريكا مؤسسة خيرية تقدم القنابل الذكية والصواريخ والدعم العسكري للمحتاجين مجاناَ.

مقالات ذات صلة

إطلاق خدمة الفيزا الإلكترونية .... واقع أم بالون إعلامي؟

كيف يواجه أهالي السويداء احتمالات تصعيد النظام العسكري عليهم؟

روسيا تصرح باستهدافها "جيش سوريا الحرة" في التنف

فاقت السبعين.. إحصائية بعدد القتلى في درعا خلال نيسان

بمليارات الدولارات.. إيران تضغط على "الأسد" لاسترداد ديونها

خسائر لميليشيا عراقية بهجوم شرقي سوريا