"القبعات البيضاء" نالت "نوبل البديلة للسلام" فانتقم منها بوتين والأسد - It's Over 9000!

"القبعات البيضاء" نالت "نوبل البديلة للسلام" فانتقم منها بوتين والأسد

بلدي نيوز – (نور مارتيني)

حرب إبادة حقيقية تتعرض لها حلب، والتي كشفت البنود المسرّبة من اتفاق كيري-لافروف، الذي وصفه الأول باتفاق اللحظة الأخيرة، أنها كانت المحور الأساسي للخلاف بين الطرفين، وأن البنود غير المعلنة كانت تنص على تنفيذ عمليات تطهير في حلب، قبل تسليمها بشكل كامل للنظام. ويرى مراقبون أنّ الطيران الروسي لم يتوانَ عن تجربة كل ترسانته في الناس العزّل، ولكنّه خصص لحلب الحيز الأكبر من إجرامه، فاستخدم طائرة توبوليف، والتي يرمز لها بالبجعة، وهي قادرة على إلقاء عدد كبير من الصواريخ دفعة واحدة، كما استخدم الكلور والفوسفور الأبيض والفوسفور الأصفر، ثم لجأ إلى النابالم، وصولاً إلى القنابل شديدة الانفجار وهي آخر إبداعات الروس الإجرامية.

فقد وثق الدفاع المدني استشهاد 89 مدنياً خلال ساعات محدودة، واستهداف مدينة حلب بكافة أحيائها  بنحو 180 غارة جوية.

جهود كبيرة بذلها ويبذلها أصحاب الخوذ البيضاء، لإنقاذ الناس وإسعافهم وإخراجهم من تحت الأنقاض، رغم الهجمة الشرسة التي تتعرّض لها مراكز الدفاع المدني أنى وجدت، ورغم الخسائر المادية والبشرية الفادحة التي يتكبّدونها.

وقد سجّلت عدة غارات بالنابالم في حي القاطرجي أدّت إلى حرق أبنية بالكامل، وكذلك أرصد ناشطون استخدام سلاح جديد يحدث هزات أرضية وتدميراً هائلاً، وتتسبب بالإجهاز على المبنى بشكل كامل، ناهيك عن حالات الهلع الشديد التي يعاني منها المدنيون نتيجة عدم اعتيادهم على هذه الأسلحة.

وكانت منظمة الدفاع المدني، أو "الخوذ البيضاء" قد حصدت جائزة نوبل البديلة أمس الخميس نتيجة لجهودها المتميزة في المجال الإنساني، غير أنّ هذه الجائزة لم تردع قوى الشر المتمثلة بالطيران الروسي وأذرعته التابعة للنظام من طيران مروحي وأسلحة ثقيلة ومتوسطة؛ هذه الجائزة لم تردعهم من استهداف مراكز الدفاع المدني غداة حصولها على الجائزة، ما تسبب بإخراج مركزين موجودين في حلب، من الخدمة.

حول الجائزة، التي حصلت عليها منظمة "الخوذ البيضاء"، من قبل مؤسسة "رايت ليفيلهوود" السويدية، والتي تدعى بجائزة "نوبل البديلة" يقول قائد فوج حلب في مديرية الدفاع المدني بيبرس مشعل "الجائزة التي حصلت عليها منظمة الخوذ البيضاء مقدّمة من قبل منظمة سويدية وتصنف على أنها جائزة رديفة لنوبل للسلام، بعد ترشيح أكثر من منظمة لهذه الجائزة" ويوضح "مشعل" أن العاملين في مراكز الدفاع المدني، لم تكن لديهم فرصة الابتهاج بالجائزة التي حصلوا عليها حيث "أدت الغارات المتكررة على حلب إلى تدمير مركزين للدفاع المدني، أحدهما في الأحياء الغربية، والأخر في الأحياء الشرقية من المدينة".

من جهته، يوضح مدير فوج حلب للإسعاف المدنية أن "هذا الاستهداف سيؤدي إلى تراجع كبير في أداء المنظمة، ريثما يتم ترميم الدمار الحاصل في المركزين، خاصة وأن أحدهما قد دمّرت آلياته بشكل كامل"، ولفت إلى أنّ "عدد المراكز في حلب كاملة هو 4 مراكز، دمّر بعضها بشكل جزئي، وأحدها بشكل كامل، وأن الوضع في حلب الشرقية بات غاية في الصعوبة".

في سياق منفصل، يرى الصحفي "محمد الحسين" أن استهداف مراكز تابعة لمنظمة الدفاع المدني الحر ليس بجديد، فمنذ بدء العدوان الروسي على سوريا وقصفها المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في حلب فقد استهدفت معظم مراكز الدفاع المدني، ولعل أبرزها استهداف مركز الدفاع المدني في الأتارب بريف حلب الغربي في ٢٦ نيسان الماضي، ما أدى إلى مقتل خمسة من طاقم الدفاع المدني ودمار مقرهم، واليوم يستهدف الطيران الروسي ما تبقى من مراكز الدفاع المدني في حلب المحاصرة، ضمن سياسة روسيا الإجرامية لاستهداف النقاط الطبية ومراكز الإسعاف وغيرها.

ومن وجهة نظر "الحسين"؛ فالغاية من هذه الأعمال هو  "شلّ حركة الدفاع المدني وفرق الإسعاف، ما قد يؤدي إلى ازهاق أرواح الكثير من المصابين لعدم المقدرة على إسعافهم، وخاصة أن الدفاع المدني بالأساس يعاني من صعوبات لتأمين المحروقات اللازمة لعمل آلياته إثر الحصار، ليأتي هذا الاستهداف ويزيد من هذه الصعوبات"، ولفت الصحفي "محمد الحسين" أنّه "بخصوص الجائزة التي حصل عليها الدفاع المدني بالأمس" نوبل البديلة"، "فأعتقد أن ما من رابط بينها وبين القصف اليوم، لكون القصف الروسي مستمر بذلك منذ أشهر وإن جاء هذه المرة بمثابة رسالة للولايات المتحدة لتعطيل الاتفاق السري بينهما"، فضلاً عن كونه "جاء بالتزامن مع محاولات لقوات النظام لشن معركة على أحياء حلب الشرقية"؟

ويؤكّد الحسين على أنه "يجب على الدفاع المدني استغلال الصدى الإعلامي لهذه الجائزة، ليثبت للعالم الذي يغض الطرف عن جرائم النظام وروسيا، أنه حتى النقاط الطبية ومراكز الدفاع المدني التي يجرم القانون الدولي استهدافها في الحروب، هي أكثر المواقع التي تتعرض للقصف إضافة لمنازل المدنيين."

أيام عصيبة عاشتها وتعيشها حلب، ويبدو أن مذاق الفودكا والبيتزا، لم يستطع حتى اليوم أن يطغى على مذاق المحاشي والكبب الحلبية، وأن حلب –حتى اليوم – ما زالت مصرّة على قلب الطاولة على كل الطبخات السياسية، لتتصدى لكل مطابخ العالم، السياسية منها وغير السياسية.

مقالات ذات صلة

ميليشيا إيرانية تختطف نازحين من شمالي حلب

حملة أمنية لملاحقة خلايا التنظيم شرق حلب

روسيا تنشئ تسع نقاط مراقبة بمحافظتي درعا والقنيطرة

باحث بمعهد واشنطن يدعو "قسد" لمراجعة علاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية

ماسبب إزالة شركة صفة بعض مواقفها من شوارع مدينة حلب؟

روسيا تكشف عن أربع دول عربية عرضت استقبال اللجنة الدستورية بشأن سوريا